العوامل كافية لعودة البريق للذهب ولكن الدولار يرفض.. تحليل فني وأساسي

 | 14 سبتمبر, 2022 10:41

بسم الله الرحمن الرحيم.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين.

لعل تراجع الدولار في بدايات افتتاح الأسواق مع صعود الذهب واليورو والنفط والذي يظهر إلى أي مدى وصل تأثير الدولار على باقي السلع والعملات الأخرى.

الدولار الأمريكي/h2

ربما ذكرنا في تقريرنا السابق بأن التراجع السابق للدولار كان مؤقتا خاصة بعد تصريحات الفيدرالي الأخيرة بمواصلة تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم ولم يستبعد رفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل المرتقب يوم 21 سبتمبر من الشهر الحالي وقد يساعد ذلك بعودة انتعاش الدولار الأمريكي مرة أخرى.

والذي زاد من تأكيد ذلك صدور بيانات التضخم حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية الرئيسي على أساس سنوي لشهر أغسطس ارتفاعا بنسبة 8.3 % بأعلى من التوقعات مما أدى إلى عودة انتعاش الدولار الأمريكي.

حيث تدفع هذه البيانات الفيدرالي للاستمرار في سياسته لتشدديه العنيفة دون إبطائها وقد يحتاج للاستمرار بها وقت أطول وهو ما يزيد من انتعاش الدولار الأمريكي ويضر بالأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات المشفرة بما فيهم الذهب والنفط أيضاً.

مرفق لكم فيديو تحليلي لكل من الدولار، الذهب، النفط، الداوجونز، البيتكوين.

اليورو EUR/h2

لعل التصريحات التي نسمعها من البنك المركزي الأوروبي أشارت أن أعضاد من لجنة السياسة النقدية لدى البنك يؤيدون أن يستمر المركزي الأوروبي بنفس وتيرة التشديد وهي العامل الأساسي وراء دعم اليورو مما سجل اليورو أفضل وتيرة ارتفاعات في ٦ أشهر ومكاسب بالأمس مستغل ضعف الدولار قبل دور خبر معدل التضخم الأمريكي.

ولكن كونوا على حذر. حيث ما زال خطة السياسة التيسيرية تتبع لدعم اقتصاد الاتحاد الأوروبي من خلال برامج الطوارئ مما يدعم عودة هبوط اليورو أمام الدولار مع عودة وانتعاش وقوة الدولار الأمريكي لكون هناك فجوة بين السياسات النقدية للعملتين.

الذهب XAU/h2

للأسف الشديد هناك عوامل كثيرة تساعد على عودة بريق الذهب بشكل كبير على سبيل المثال لا الحصر:

- استخدام روسيا للذهب لدفع قيمة نفطها والغاز الروسي محاولة للهروب من العقوبات الأمريكية.

- توجه عدد من البنوك المركزية لشراء الذهب لمواجهة التضخم وتقوية مركزها المالي بسبب ضعف عملاتها أمام الدولار الأمريكي.

- التضخم والمخاوف من الركود التضخمي والذي يعتبر الذهب أحد وسائل التحوط من التضخم وأفضل ملاذ آمن ضد التضخم ويلجأ له المتداولين والمستثمرين للاحتماء به في ظل الأزمات الاقتصادية.

- الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات السياسية بين أمريكا والصين وهذا في حد ذاته يجعل المستثمر لا يثق بالاستثمار في الأدورات عالية المخاطر ويبدأ يهرول على الذهب.

ومع كل هذه العوامل في ظل تخلي بعض الدول من احتياطيها من الدولار الأمريكي إلا آن الدولار ينتعش وبقوة، وهنا يأتي تساؤلات كثيرة عن أسباب عدم عودة بريق الذهب رغم توفر تلك العوامل الكافية لصعوده.

ومع ذلك، ولعل صدور بيانات التضخم الأمريكية CPI الذي صدر أمس الثلاثاء والذي عبر عنه الأسواق بأنها كارثية والذي ربما يكون له دور في تأكيد على حقيقة أن التضخم قد يكون وصل إلى ذروته خلال الفترة الماضية أم لا بالرغم من أن أسعار الجازولين في أمريكا قد تراجع بأكثر من 20% من القمة التي قد كان وصل إليها.

كما أرفقت لكم أهم الإحصائيات والذي يجب مراقبتها ومقارنتها بالقراءة السابقة وكذلك المتوقع كما يظهر لكم إلى أي مدى أرتفع التضخم في الاقتصاديات العظمى.