الوحش لم يمت بعد..الفيدرالي يظهر من جديد

 | 11 ديسمبر, 2022 01:25

في غفوة .. لم يعد يعلم أعضاء الفيدرالي ذلك جيداً، خرجوا منذ اسبوع للعلن لينبهوا الثيران، لا تستيهنوا بنا إلى هذا الحد.

التضخم عزيزي المتداول هو الوحش الذي يخافه الفيدرالي، بل والجميع، وكل ما نعيشه ويؤثر على حياتنا حتى في الدول الناشئة والنامية مرتبط بتحرك التضخم.

لماذا يخشى الفيدرالي من التضخم؟!/h2

الإجابة قولًا واحدًا وهي كي لا يخسر سوق السندات الخاص به، تمويل دائم غير منقطع يخشى الفيدرالي ان يخسره، الدين الامريكي عزيزي القارئ يتخطى الـ 31 تريليون دولار، يعتمد في الثبات رغم تجاوز الدين 1.5 الناتج المحلي على تمويل فائدة السندات والتي كانت في معظم الأحوال تدور حول 1.5 إلى 2.5 %.فعندما يتخطى التضخم فائدة السندات يرى الممولون أن تلك الصفقة ستكون خاسرة، ولنأخذ سندات ال 10 أعوام مثالاً فإذا استثمرت انت فيها بمبلغ 100 ألف دولار وحصلت على فائدة سنوية 2.5% ستحصل بعد عشرة أعوام على 125 ألف دولار، أي ربحت 25 الف دولار، هذا ما يراه قصير النظر.لانك ان حسبت تضخم يتجاوز عتبة الـ 7.5% ستجد ان الـ 100 الف ستخسر من قوتها الشرائية بعد الـ 10 اعوام 75%، وهذا يعني انك خرجت من استثمار عشرة أعوام خاسراً نصف أموالك.

يعلم مستثمرو السندات تلك المعلومات وبالتالي سيصرفون النظر عن شرائها، وهو ما جعل الفيدرالي يسارع في وتيرة التشدد لتخفيض التضخم بأي وسيلة وكل وسيلة كي لا يخسر هذا السوق.

لكن تقف بعض العقبات امام طريق الفيدرالي في طريقه نحو تخفيض التضخم ولعل أهم عائقين أمامه هو قوة سوق العمل وكذلك قوة سوق الأسهم.

قوة سوق العمل يخدم القوة الشرائية وهو الدافع الأساسي للتضخم، وذكرنا في مقالنا السابق أن الاقتصاد الأمريكي حاليا يسير بأقصى سرعة وبطاقة إنتاجية تتجاوز الـ 85% من قدرته رغم المشاكل اللوجيستية في سلاسل الإمداد والتي ترتبت على جائحة كورونا، الاغلاق الصيني، الحرب الروسية الاوكرانية، كل هذا لم يؤثر على قوة الإنتاج الأمريكي والذي يجد صعوبة جادة في شد الفرامل الان، وكل هذا يعني أن الإنتاج الأمريكي لن يستطيع تلبية الطلب الأمريكي وهو ما دفع التضخم للاعلى في ظل انخفاض قياسي للبطالة وقوة قياسية لسوق العمل، فالجميع يحصل على راتب، والجميع يريد الشراء، والانتاج لا يستطيع تلبية ذلك فيرتفع التضخم.

أما العائق الثاني هو قوة سوق الأسهم، سوق الأسهم هو اقوى واغنى ما يمتلكه الأمريكان بعد سوق العقار، فالجميع تقريباً يمتلك أسهم، أسهم عزيزي القارئ لم يؤثر فيها أي شئ، بدءاً من مشاكل التعريفة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، وحتى جائحة كورونا والإغلاق الكلي للاقتصاد الأمريكي والعالمي لفترة، والمشاكل اللوجستية التي ترتبت على ذلك، والحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الوقود والغذاء، كل هذا لم يؤثر في سوق الأسهم، وبالتالي ظل حاملي الأسهم في درع ضد انخفاض ثرواتهم وهو ايضا يخدم القوة الشرائية، في الأرباح الموزعة هائلة وهو يعتبر دخل ثاني للمواطن الأمريكي.

جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي الشهر الماضي قوية وصادمة، ليس لنا نحن، بل للفيدرالي نفسه والذي وجد السوق لم يتأثر والبطالة في مستويات 3.7%، ومن ناحية اخرى يجد مؤشر داو جونز يرتفع من مستويات 28500 وحتى 34600، وهنا ولأول مرة خرج أعضاء الفيدرالي الأسبوع الماضي بلهجة غير مسبوقة بتصريحات تثير الاستغراب من نوع، "لا تستهينوا بنا"، "سنواصل التشدد بقوة"، "الأسواق أخطأت في تقديرنا" وكأن الموضوع اصبح معركة شخصية بين اعضاء الفيدرالي وثيران الأسواق.

لذا نرى ان الفيدرالي لا يهول في حديثه وانه بالفعل سيواصل التشدد وبقوة، وقد يعينه على ذلك بيانات الثلاثاء المقبل للتضخم والذي إن لم يظهر التجاوب الذي يريده اعضاء الفيدرالي فإنهم يملكون الادوات والطريق نحو استهداف مستويات 6.5% للفائدة وهو ما لم يحدث منذ 22 عاماً.

لذا وجب علينا تنويه المتداولين إلى أن بيانات الثلاثاء المقبل حاسمة في مسيرة أسعار الفائدة، والتي اتوقع بصفة شخصية قد تصيب وقد تخطئ أن تلك البيانات لن يكون جيروم باول سعيداً بها.

وهو ما سيؤثر بالسلب حتماً على مسيرة الذهب الصاعدة وكذلك مؤشرات الأسهم والعملات.

لذا انصح ان تغلف استثمارك مع نهاية تلك السنة عزيزي المتداول بصورة الدب .. الدب الشرس لتستثمر تلك الفرصة، مع الوضع بالاعتبار ان اخر مرة الفيدرالي رفع الفائدة لمستويات 6.5% نتج عنها فقاعة دوت كوم، والتي أدت لانهيار الأسهم العالمية، لذا نرى فرصة جيدة للبيع، المؤشرات، الذهب، العملات، واقتناء الدولار على الأقل حتى نهاية هذا العام.

تمنياتي بتداول سعيد وربح وفير كريم راغب - محلل فني، لمراجعة مقالاتي السابقة برجاء زيارة الرابط التالي:

https://sa.investing.com/members/contributors/29195

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.

الخروج
هل أنت متأكد أنك تريد تسجيل الخروج ؟
لانعم
إلغاءنعم
يجري حفظ التغييرات