حذيفة خطاب | 07 فبراير, 2023 15:02
على الجانب الأساسي تباينت تصريحات الفيدرالي الأميركي الأخيرة بالمزامنة مع إعلان رفع الفائدة كما كان متوقعاً ب 25 نقطة إضافة للتلميحات المستمرة حول رفعها بعدة مراحل أخرى لكن على ما يبدو ليس بالمقدار المتوقع وإنما قد يكون صادماً للأسواق.
فبالعودة للسياسة النقدية التشددية والتي بالرغم من ظهور بعض مؤشرات الأمل على نجاحها الجزئي إلا أن مخاوف السوق باتت تزداد مع توقعات الركود بعد بيان الفيدرالي الأخير حيث لايزال مخلب التضخم يغرق السوق بمزيد من الغموض وتتراجع شهية المخاطرة بشكل ملحوظ في معظم الأسواق.
ويبدو أن صناع السوق لازالوا مصرين على التلويح بعصا الحرب وآثارها الفوضوية الآخذة بالازدياد كذريعة تبرر السلوك الحالي لاتجاهات مختلف السياسات بالرغم من أن حال الأسواق اليوم جاءت كنتيجة تراكمية لم تكن بالتأكيد وليدة بتاريخ 24 فبراير من العام المنصرم إبان بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبالمزامنة مع تقرير الوظائف بالقطاع الخاص وبالقطاع الخاص الغير زراعي ومعدل البطالة الإيجابية بدأت جدران "سيد المعادن الثمينة" الذهب بالاهتزاز بعد قمتها لهذا الشهر البالغة 1958 دولار والتي حققها بشهره الرابع الإيجابي بعد ارتداده من نقطة الدعم الهامة 1615 دولاراً، ليسقط نحو 1859 مكوناً صدمة كبيرة لمتداوليه!
بلغ معدل التضخم على أساس شهري في الولايات المتحدة 0.29 في المائة من عام 1950 حتى عام 2022، ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1.80 في المائة في فبراير من عام 1951 وأدنى مستوى قياسي بلغ -1.80 في المائة في نوفمبر من عام 2008.
وبالرغم من انخفاض معدل التضخم في أقل من عام من 9,2 إلى إلى 6,45 متماشياً مع هدف الفيدرالي البالغ ٢٪ لاتزال الأسواق تتمسك بمخاوف الركود جراء السياسة التشددية.
بكل بساطة عندما تتباطأ ثقة المستهلك، يتباطأ الطلب والنمو الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى الركود، إضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة أو نقص الأموال المتاحة للاقتراض إلى الركود وهذا ما ينتج من أثر السياسات التشددية، وتجعل أسعار الفائدة المرتفعة اقتراض الأموال أكثر تكلفة، مما يثني المستهلكين والشركات عن اقتراض الأموال من أجل الشراء أو الاستثمار، ويؤدي انخفاض الإنفاق إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات في الاقتصاد مما تسمح الفرصة للانكماش، يقلل الانكماش من قيمة السلع والخدمات التي يتم بيعها في السوق، مما يشجع الناس على الانتظار للشراء حتى تنخفض الأسعار، غالبًا ما يرتبط بارتفاع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي أيضًا إلى انتظار الناس لإجراء عمليات الشراء، لأنهم لا يستطيعون تحمل الديون بمثل هذه المعدلات المرتفعة للفائدة.
يمكن أن يؤدي الانكماش أيضًا إلى زيادة البطالة، لأن الشركات بحاجة إلى خفض التكاليف، هذا يمكن أن يؤدي إلى دوامة انكماشية، لأن العاطلين عن العمل لا يستطيعون عادة إنفاق الأموال لمساعدة الاقتصاد على النمو، وهذا ما يبرر مخاوف الأسواق من الرفع المستمر للفائدة إضافة للتصريحات المخالفة لواقع الشارع الاقتصادي حيث يصر باول على أن السوق بخير وإنها مجرد تحديات أخرى سيتجاوزها الاقتصاد بهدوء.
أما بالنسبة للملاذ الآمن وارتداده الأخير كان لابد منه مع عدد عمليات كبير من جني الأرباح تزامناً مع تقارير السوق الأخيرة التي جاءت سلبية للذهب لكن على ما يبدو بأن الذهب فنياً لايزال محتفظاً بعدة نقاط دعم رئيسية ستعيده للبريق من جديد في القريب خصوصاً إذا استمرت مخاوف الأسواق وازدياد حالة عدم الثقة وحالة "عدم اليقين" فسنرى موجة متقدمة من الاستثمارات في الملاذ الآمن قد تشكل لهذا العام طفرة جديدة في الأسعار.
نقاط الدعم
على الفريم الشهري إذا استمرت الموجة الهابطة بهذا الشكل قد يواجه الذهب ارتداد لاحق باتجاه نقطة الدعم الهامة 1842 " تصحيح فيبوناتشي 50% بعد تجاوزه لنقطة الدعم السابقة 1896 " تصحيح 61.8، أما على المؤشر التقليدي فلدينا نقطة الدعم 1832 و هي نقطة رئيسية ستحدد اتجاه الذهب على المدى البعيد.
نقاط المقاومة
على الفريم الشهري أيضاً إذا استطاع الذهب أخيراً أن يحظى بالتشبع الشرائي المطلوب فسنرى ارتداده الصعودي مجدداً نحو المقاومات 1890 و 1915 و في حال كسر الأخيرة ستلحقه موجة صعودية أخرى باتجاه نقطة المقاومة الهامة جداً 1974 "تصحيح فيبوناتشي 78.6".
يقول الصحفي البريطاني الشهير "ويليام ريس موج 14 يوليو 1928- 29 ديسمبر 2012" : الحكومات تكذب، يكذب المصرفيون، حتى المدققون يكذبون أحيانًا .. الذهب يقول الحقيقة.
كل ما جاء في هذا المقال هو محتوى شخصي يعبر عن آرائي فقط.
تابع آرائي وتحليلاتي ودراساتي للسوق، أنا حذيفة خطاب، المالك والرئيس التنفيذي لمجموعة MASS GROUP للاستثمار والتمويل.
ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.