ما تأثير قرار وكالة فيتش بمراجعة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة على الذهب؟

 | 26 مايو, 2023 10:10

في هذا المقال سنناقش أهم النقاط الرئيسية لأسباب قرار وكالة فيتش للتصنيف الائتماني حول ما سمته مراقبة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ونتيجة ذلك على الأسواق بشكل عام وعلى الذهب بشكل خاص، كما ستكون في نهاية التقرير فقرة كاملة عن التحليل الفني للمعدن الثمين على المدى القصير والتوقعات المحيطة بحركته القادمة.

انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف في التعاملات الأمريكية المبكرة اليوم الخميس، مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، ومع ذلك فإن الرغبة في المخاطرة ضعيفة لدي المستثمرين مما حد من خسائر المعدن الثمين.

تراجع الذهب لشهر يونيو/ حزيران بمقدار 1.60 دولارًا ليستقر عند 1962.10 دولارًا، بينما تقدم مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2٪، وزاد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس.

يؤدي الارتفاع في الدولار الأمريكي وعائدات سندات الخزانة إلى جعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، كما أنه يجعل الذهب أقل جاذبية كاستثمار لأنه يقدم عوائد أقل من سندات الخزانة.

ومع ذلك فإن الرغبة في المخاطرة ضعيفة مما يدعم أسعار الذهب، حيث أن المستثمرون حذرون بشأن المخاطرة وسط المخاوف التي تحيط بالاقتصاد العالمي، هذا بدوره يجعل الذهب الذي يعتبر من أصول الملاذ الآمن أكثر جاذبية.

أصبحت الأسواق أكثر قلقًا في الوقت الذي لم يتوصل فيه المشرعون الأمريكيون وإدارة بايدن إلى اتفاق لتمديد سقف الدين الحكومي الذي ينتهي في 1 يونيو/ حزيران، فإذا لم يمرر الكونجرس تمديد حد الدين الجديد بحلول ذلك الوقت فلن تتمكن الحكومة من سداد فواتيرها وقد تتخلف عن سداد ديونها لأول مرة في تاريخها.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية يلين إن أموال الحكومة قد تنفد بحلول الأول من يونيو إذا لم يمرر الكونجرس تمديد حد سقف الدين، إن التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة سيكون له تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي وقد يؤدي إلى أزمة مالية عالمية، ولهذا يشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤدي إغلاق الحكومة أو التخلف عن السداد إلى حالة من الذعر وموجة من بيع الأسهم.

ولهذا من المرجح أن يظل السوق متقلبًا حتى يتم التوصل إلى حل لمأزق حد الديون، سيراقب المستثمرون الأخبار عن كثب للحصول على أي تحديثات بشأن المفاوضات.

في غضون ذلك وضعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني وهي إحدى وكالات التصنيف الائتماني الرئيسية الثلاث الولايات المتحدة على "مراقبة التصنيف السلبي" لاحتمال خفض التصنيف الائتماني، هذا يعني أن وكالة فيتش تعتقد أن هناك فرصة واحدة من كل ثلاثة أن ينخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من AAA، وهو أعلى تصنيف ممكن.

سيكون خفض التصنيف بمثابة ضربة كبيرة للاقتصاد الأمريكي وقد يزيد من صعوبة اقتراض الحكومة للمال، من المحتمل أيضًا أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل اقتراض الأموال والاستثمار أكثر تكلفة بالنسبة للشركات، واستشهدت وكالة فيتش بالمأزق السياسي المستمر في واشنطن كسبب لقرارها.

وقالت وكالة الائتمان في تقرير "فيتش ما زالت تتوقع حلا للحد الأقصى للديون قبل الموعد العاشر (1 يونيو)". "ومع ذلك أدى عدم اليقين الذي طال أمده حول حد الدين إلى تدهور أساسيات الائتمان في الولايات المتحدة".

تقوم كل من وكالة فيتش وموديز حاليًا بتقييم ديون الولايات المتحدة عند أعلى تصنيف لها وهو AAA و Aaa على التوالي، في حين صنفتها ستاندرد آند بورز S&P بـ AA + بعد خفض التصنيف في عام 2011، وسط مفاوضات سقف الديون أيضاً خلال تلك الفترة، إذا تم تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة فستكون هذه هي المرة الأولى منذ عام 1979.

لم تتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها مطلقًا، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك. ومع ذلك فإن حالة عدم اليقين التي تحيط بمفاوضات حدود الديون تثير القلق بين المستثمرين، إن قرار فيتش بوضع الولايات المتحدة تحت المراقبة لاحتمال خفض التصنيف الائتماني هو علامة على أن المستثمرين يأخذون مخاطر التخلف عن السداد على محمل الجد.

نظرة فنية قصيرة المدى على حركة الذهب والتوقعات المستقبليه له :-