المقال رقم 100 .. مفاجأة الفيدرالي قد تغيّر قواعد اللعبة

بعد 99 مقالا سابقا .. نصل اليوم معًا في هذا المقال للمقال رقم 100.

بَدَأْتُ معكم رحلة المقالات في موقع انفستنغ منذ تاريخ 26/09/2021 وكانت الأسعار حينها عند مستويات 1750 تقريبا .. والطريف حينها أن جيروم باول كان يتوقع وصول التضخم [الأساسي] لهدف الفيدرالي عند 2% مع نهاية عام 2022.

عنوان المقال كان يومها " الذهب للبيع .. والشراء من المستويات الذهبية القادمة " والمستويات الذهبية كانت حينها في المقال " بالنسبة للتجار والمستثمرين في سبائك الذهب يمكنكم البدء بمراكز شراء تدريجية طويلة الأمد من مستويات 1721 إلى مستويات 1683."

نعم صحيح أن الأسعار هبطت بشكل أكبر وصولا لمستويات 1615 لكن كانت القراءة موفقة بأن هذه المستويات مناسبة للبدء بمراكز شراء طويلة الأمد.

واليوم .. وبعد 22 شهرا من المتابعة المستمرة مع المتابعين الأعزاء .. وصلنا للمقال رقم 100 .. مائة مقال أغلبها في متابعة وقراءة مسار الذهب .. بحلوها ومرّها .. غالبيتها كانت قراءة موفقة .. وبعضها لم نكن موفقّين في قراءة الأسواق والأسعار .. وهذا هو الأساس الذي تُبنى عليه أسواق المال .. اختلاف وجهات النظر .. ومن الاستحالة أن تكون موفقا بشكل دائم.

وإن كنت سوف أختار أكثر المقالات تميزا فإنني سوف أختار المقال الذي في الصورة أعلاه .. كان المقال رقم 40 حينها .. صحيح أن الأسعار لم تكسر مستوى 1900 مع البيانات واكتفت بمستوى 1918 .. لكنها عادت لتكسره لاحقا قبل نهاية الشهر 4 أبريل 2022.

والآن دعونا ننتقل إلى الذهب بكل التفاصيل الأساسية والفنية .. وبما أنه اليوبيل الذهبي لمقالاتي .. سوف أسعى لأن يكون على قدر التميّز لهذه المناسبة.

الفيدرالي .. البروفيسور .. الذهب

· لا صوت يعلو على صوت الفيدرالي الأمريكي في هذا الأسبوع.

رهان الأسواق لسان حاله يقول "هل عندك شك" في رفع أسعار الفائدة .. حيث أن النسبة تظهر إجماعا مطلقا بنسبة 99.8% على رفع 25 نقطة أساس.

وهو ما يعني أن الأسواق مستعدّة وسعّرت نفسها على هذا النحو .. مما ينقل الأهمية بالتبعية للبروفيسور "جيروم باول" ومؤتمره الصحفي.

سوف يكون لنا وقفة مفصّلة إن شاء الله تعالى للحديث عن الفيدرالي بكل تفاصيله واحتمالاته وتأثيراته.

هل سمعت عن " FedNow "؟

- في الغالب أنت لم تسمع عنها عزيزي القارئ.

- خدمة "FedNow" أو دعونا نطلق عليها خدمة الدفع الفوري .. شرحها الفيدرالي سابقا كما يلي "تقوم بنوك الاحتياطي الفيدرالي بتطوير خدمة فيد|ناو لتسهيل الوصول إلى خدمات الدفع الفوري على الصعيد الوطني من قبل المؤسسات المالية، بغض النظر عن الحجم أو الموقع الجغرافي، على مدار الساعة ، كل يوم من أيام السنة."

- بشكل أو بآخر يمكن وصف هذه الخدمة بأنها الدولار الرقمي في أولى مراحله.

- قبل أن تخبرني عزيزي القارئ بأننا لم نسمع بها سابقا .. وأنها من حكايات ألف ليلة وليلة .. أدعوك لمشاهدة الصورة أدناه .. ويمكنك الاطلاع عليها من خلال موقع الفيدرالي الرسمي أيضا.

- نص الفيدرالي يبدو واضحا أن الخدمة في طريقها لتصبح متاحة في شهر 7 يوليو الحالي.

- العديد من المصادر تتوقع أن يتم الإعلان عنها في يوم الفيدرالي 26/07/2023 .. وهذا يعني تأثيرا إضافيا في الأسواق.

- من المنطقي أن يكون تأثيرها إيجابيا جدا على الأسواق .. لأن هذا يعني حريّة وحركة مطلقة للتحويلات 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع .. مما يعني سيولة أسرع .. وحركية أكبر.

- من المنطقي أن يكون تأثيرها إيجابيا للأسواق لأنها تأتي في خطوة مبكّرة وسبّاقة من الدولار الأمريكي .. متفوّقا بذلك على العملات الأخرى التي تسعى للرقمية أيضا .. وهذا يعني اعتمادا أكبر على الدولار في المستقبل القريب .. مما يعني منطقيا إيجابية للدولار.

- الخدمة في وقتها الحالي غير إلزامية لجميع البنوك .. إلا أنه يكفي أن نعلم أن كبرى البنوك الأمريكية ومنها: بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) | جي بي مورغان (NYSE:JPM) تشيس | يو اس بنك | ويلز فارجو | سيتي جروب (NYSE:C) ... وغيرها هي بنوك أعلنت انضمامها وتقوم بدورها في عملية التجربة وجاهزة للانطلاق على ما يبدو.

- حتى ننقل الرأي والرأي الآخر .. فإن بعض الاقتصاديين يتوقّعون سلبية للدولار مع هذه الانطلاقة.

- هم يبنون وجهة نظرها على أنه سوف يتم استبدال الأرصدة النقدية في البنوك للعملاء بأرصدة رقمية .. وهذا سوف يلعب دور العامل السلبي على الدولار الأمريكي.

- برأيي أن هذه النقطة مستبعدة .. وإن حدثت .. فمن المحتمل أن تزيد الإيجابية بشكل عام .. والسبب أن الدولار قد يشهد إقبالا واسعا سواء على العملة الورقية أو الرقمية .. زيادة الطلب تعني الإيجابية .. هذا هو الأقرب للمنطق .. ودعونا نتذكّر القاعدة الأساسية [ليس بالضرورة أن ينتصر المنطق دائما] لكن برأيي فإن المنطق ينتصر دائما ولو بعد حين.

بقيّة التحليل الأساسي:

· الاقتصاد الصيني لا يزال يظهر الكثير من التباطؤ لغاية الآن.

· تباطؤ الاقتصاد الصيني أجبر البنوك الكبرى على تخفيض توقّعاتها للناتج الإجمالي المحلي الصيني بنهاية هذا العام بمقدار 0.5% وهذا يعني أن النظرة لاتزال تميل نحو اقتصاد صيني متباطئ.

· الذهب والاقتصاد الصيني عادة ما يترافقان بنفس الاتجاه .. التأثير ليس مباشرا بحكم العادة لكن يمكن القول أنه يمكنك رؤية النمط في ترافق الاتجاه بينهما بشكل واضح.

· الأسواق تراهن على رفع أخير لأسعار الفائدة في الاجتماع القادم .. وهي بشكل أو بآخر تضرب عرض الحائط بتصريحات جيروم باول الذي أشار إلى احتمالية رفع لمرة أو مرتين.

· الأسواق أيضا أعلنت بشكل أو بآخر انتصار الفيدرالي على التضخم .. لكن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قالت في تصريحها مؤخرا أنه لا يجب الاعتماد كثيرا على بيانات التضخم التي صدرت مؤخرا .. مما يعني استمرار القلق بشكل واضح لدى صنّاع القرار الاقتصادي .. في انتظار تصريحات "باول" أيضا حول هذه البيانات في المؤتمر الصحفي

خلاصة القول .. الذهب فنيا:

- يبقى تأثير التحليل الأساسي في أسبوع الفيدرالي يأتي أولا قبل التحليل الفني لأنه صاحب اليد العليا في التأثير.

- فنيا .. الإشارات الفنية متضاربة في ما بين الإطارات الزمنية الكبيرة .. بين استمرار الإيجابية الحالية المؤقتة .. وبين عودة السلبية للسيطرة على الأسعار.

- إلا أن السلبية تبدو أوضح بشكل عام .. كما أن الإيجابية تبدو مؤقتة وأقرب للوهمية لغاية الآن .. مما يعطي أفضلية للسلبية في الوقت الحالي.

- الميل العام يبقى سلبي هابط أيضا لغاية الآن.

- استقرار الأسعار أدنى من مستوى 1977 يعني أن السلبية تسيطر على الأسعار بشكل واضح في الإطارات الزمنية الصغيرة والمتوسطة.

- أعلى من مستوى 1977 تصبح الأسعار في مجال عرضي وصولا لمستوى 1996 .. وتبقى أقرب للسلبية منها للإيجابية.

- أعلى من مستوى 1996 تتحول الأسعار لمسار إيجابي لاستهداف مستوى 2026 .. أو المحور السلبي الرئيسي للأسعار عند مستوى 2040 تقريبا.

- في أسبوع الفيدرالي دائما ما يكون الحياد هو الخيار الأفضل.

- أما عشاق المخاطرة .. فإن البيع هو الخيار الأفضل بشكل عام بوقف خسارة باستقرار وإغلاق أعلى من مستوى 1977 .. على أن نعود للبيع مجددا بعودة الأسعار لكسر هذا المستوى لأن هذا يعني فشلها في الحفاظ على المكاسب السعرية.

- النقطة المحورية لهذا الأسبوع عند مستوى 1950

- مستويات الدعم الرئيسية 1929 | 1890 | 1864

- مستويات المقاومة الرئيسية 1977 | 1996 | 2026

- تجار الذهب الفعلي والمستثمرون لا توجد إشارات يمكن البناء عليها للبدء بالشراء من المستويات الحالية .. لأن الهبوط قد يكون واسع المجال السعري لاحقا .. الحياد هو الخيار الأفضل .. وربما يمكن الشراء لاحقا من مستويات أعلى من الحالية شريطة أن تظهر الأسعار الإيجابية المطلوبة حينها.

سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة

حسابي على تويتر

@GhaithAbohlal

حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت

احصل على التطبيق

انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com

حمل الآن

تذكير على هامش المقال:

. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.

. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.

. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.

. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.