النفط سيحدد مصير الدولار مساء اليوم

 | 09 أغسطس, 2023 15:53

" لقد انتهت الأيام السعيدة منذ بداية أيام التنقيب عن النفط، فلقد أدخلنا أنفسنا في أوقات مروعة، فأصبحنا على استعداد لتدمير كل شيء، والمخاطرة بأي شيء، والمضي بأساليب ليس لدينا أدنى طريقة كيف سنتعامل مع المشاكل التي تنتجها" كارل سافينا، كاتب أمريكي.

الخبير البيئي Lester Brown، توقع عام 2008 أن الصين بحلول عام 2030 ستحتاج إلى 98 مليون برميل من النفط يومياً علماً أن ذروة ما يستطيع العالم بأسره أن ينتج 85 مليون برميل يومياً، وهذا التوقع هو ما رفع سعر برميل النفط من 38$ ليتجاوز 100$، وهذا ما يجعلنا في تشكك أمام الكثير من الأزمات التي واجهتها البشرية في الماضي والتي قد تواجهها في المستقبل هل هي مفتعلة أم محض صدفة سواء كأزمة طبية مثل جائحة أم أزمة سياسية. مقتبس من كتاب Psychology of money.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

النفط قد يكرر التاريخ/h2

"نحن على استعداد أن نتخلى عن البترول إذا استمر الأقوياء وأنتم في طليعتهم" الملك فيصل.

عندما قطع الملك الفيصل النفط عن الولايات المتحدة، بتاريخ 15 أكتوبر 1973، أتت بعدها الزيارة الأولى لريتشارد نيكسون للسعودية وكان أول رئيس أميركي يزور السعودية وذلك عام 1974، بغية حل الخلاف آنذاك لأنه كان يعرف حق المعرفة ما هو النفط للولايات المتحدة، بغض النظر عما أسفرت عنه الاتفاقات آنذاك لكن كانت نتيجةً لصدمة النفط الأولى الذي نراها تتكرر الآن مع إصرار ولي العهد محمد بن سلمان على تخفيض الإنتاج مع أوبك وعلى مسمع من بايدن، وهنا أنوه أن الخطاب عندما ألقاه ولي العهد على مسامع بايدن، علت الصدمة على ملامح بايدن وهذا يدل على قلة الحيلة التي يمتلكها بايدن في مأزق كبير قد تقدم عليه الولايات المتحدة.

جراء صدام النفط الأول وما بين عامي 1973، 1974 انهار سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة، ليسجل واحدة من أسوء حالات الركود الاقتصادي، وأسوء سابع هبوط لداو جونز، وارتفعت حينها أونصة الذهب نحو أربعة أضعاف واستمرت هذه الأزمة حتى عام 1987، لتختم بالاثنين الأسود وفيه يتخطى الذهب حاجز 1000$.

بالمقارنة حالياً، وفي ظل تخفيض الإنتاج، نرى علامات الركود الاقتصادي وذلك من خلال انخفاض عوائد السندات بعيدة المدى وارتفاع عوائد السندات قريبة المدى، ونراها فنياً من خلال علامات أكثر من كونها واضحة على الدولار الأميركي بهبوط قد يبدو الأول من نوعه، في ظل ارتفاع الديون على الولايات وفي ظل حرب روسيا مع أوكرانيا.

آخر الأخبار وأثرها على السعر/h2

ينتظر النفط هذا الأسبوع مجموعة من الأخبار المفصلية التي قد تقود بأسعاره نحو منطقة مختلفة تماماً عما نتوقعه:

1. مخزون النفط الأميركي ومن المتوقع انخفاضه بما لا يقل عن 0,5 M برميل وهذا ما يؤثر إيجاباً على السعر.

2. مخزون كوشينغ من النفط، ومن المتوقع أن ينخفض للمرة الرابعة التوالي، نحو 1.6M برميل، وهذا ما يقود أسعار النفط نحو المزيد من الارتفاع.

3. تقرير منظمة أوبك الشهري والذي سيكون له الأثر الأكبر خصوصاً إذا كان الإدلاء بالاستمرار على الكم نفسه من الإنتاج دون أي زيادة أو نقصان.

الخلاصة من التحليل الأساسي:/h2

إن استمرار انخفاض المخزون، له أثر إيجابي على سعر النفط، و أُثر شديد السلبية على اقتصاد الولايات المتحدة على المدى البعيد، فإذا رئينا في أخبار هذا الأسبوع استمرار السلبية على المخزون قد يدفع هذا السعر نحو المزيد من الصعود.

آخر التطورات الفنية/h2

يتداول النفط مؤخراً، عند 86 بزخم شديد الارتفاع على العقود الآجلة، وحجم مفرط الارتفاع على العقود الفورية وهذا يدل على أن السعر بانتظار شرارة بسيطة حتى يتابع الانطلاق.

التحليل الفني للسعر/h2

بكامل الصراحة إنني أكره أن أتعامل مع السوق على مبدأ الحتمية المطلقة وهذا على الرغم من جميع ما لدينا من معطيات تدل على الصعود لا بد من تحليل فني بأسلوب علمي والتخطيط بطريقة موضوعية.

بالنظر فنياً إلى السعر نلاحظ التالي:

1. نلاحظ فرط ارتفاع الحجم، وهذا يدل على وجود ملاءة مالية بالغة الضخامة في هذه الفترة لتحدد مصير السعر.

2. فرط ارتفاع الزخم، وهذا يدل على وجود نية بتغير مفاجئ.

3. تشكل شمعة من نوع كنجاروتيل، (مطرقة) وهي شمعة تشير إلى صعود ناتج عن خبر وخصوصاً إذا كان نطاق الشمعة ضمن نطاق الشمعة السابقة والذيل طويل.

4. تشكل نموذج الراية الصاعد الاستمراري على المستوى البعيد.

الخلاصة الفنية:/h2

هناك صعود بجميع المعايير الفنية، لكن هذا الصعود سيكون مفاجئ وبعد ذيل طويل يضرب مناطق واسعة من وقف الخسارة.

السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني/h2

" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول" مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone.

كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية وأن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن أرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط والنتيجة، فعليه نقول:

السيناريو الأول:/h2

الشرط: الإغلاق أعلى 86.7، خفض الإنتاج، التقرير ليس شديد السلبية.

دقة السيناريو: 90%.

بحال تحقق الشرط قد نرى استهداف سعري نحو 96، 100، 120.

السيناريو الثاني:/h2

الشرط: عدم تحقق الشرط السابق كاملاً.

دقة السيناريو: 10%.

هنا نحن أمام حالة غموض مطلقة، ولا نفع لا للتحليل ولا للأخبار، قد تنفعك إدارة المخاطر.