الدولار والفضة ومعلومات قد تخل بتوازن السوق

 | 05 سبتمبر, 2023 16:05

"الأسواق تميل إلى الذي يعرفها أكثر، ولهذا تبدو مع صانعها"

تشارلز ويلان

جورج أكيرولوف أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا، والحاصل على جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) عام 2001 ـ استخدم سوق السيارات المستعملة في بحثه الذي كان بعنوان (سوق الليمون – وانعدام آلية التأكد من نوعية البضائع)، تدور فكرة البحث حول مفهوم قد يبدو للوهلة الأولى أنه أقل ما يمكن أن يكون بحثاً، ولكن ما إن نغوص في عمقه حتى نرى أنه مفهوم قد يغير منظورنا عن الأسواق، تدور فكرة البحث حول الكم الذي نعرفه من المعلومات حول الأسواق، وكيف لهذه المعلومات أن تحدد مصير سوق، ويضرب على ذلك مثال سوق السيارات المستعملة في كاليفورنيا، فلا أحد يعرف عيوب السيارة إلا مالكها الأول، وهذا يجعل من شرائها خطراً على الحامل الجديد، وهذا ما يجعلنا ضمن معضلة الاختيار القائم على العشوائية مهما بدت السيارة جيدة، ولنفرض على ذلك أن السيارة ذاتها بدئت تنتقل من شاري إلى آخر مع الكتمان على العيوب، فهذا قد يؤدي على رأي جورج إلى اختلال السوق ومنه اختلال التوازن في السوق نظراً لاختلال المعلومات، هذا تماماَ ما يحدث في جميع الأسواق ومن ضمنها أسواق المال، فقد نختار بشكل أو بآخر صفقة متوهمين أننا نعرف كل شيء عنها إلا أننا بشكل أو بآخر وقعنا تحت فخ الاختيار العشوائي والذي لا مفر منه سوى بالبحث الضخم الذي يدوي بنا إلى آخر ما نعلمه.

 آخر التطورات الفني/h2

هبط الفضة مؤخراً من 25$ للأونصة الواحدة، وصولاً إلى 23.500 حتى لحظة كتابة المقال وهذا ما يجعلها ضمن دورتها التصحيحية، وليس اتجاهاً هابطاً

آخر الأخبار وأثرها على السعر/h2

" صانع السوق لا يتحكم بالسوق، وإنما يستجيب لظروف السوق، وهذا ما يجعلنا نظن أنه يتحكم بالسوق"

توم وليامز

تنتظر الفضة في هذا الأسبوع خلاصة من أهم الأخبار التي قد تغير مصيرها من دورة تصحيح إلى هبوط:

1.الميزان التجاري (فارق الصادرات عن الواردات)، والذي إذا أتى بانكسار أي الواردات أكبر من الصادرات فهذا سلبي على الاقتصاد الأميركي ومنه ارتفاع الفضة وتراجع الدولار  

2.مؤشر مديري المشتريات، والذي إذا انخفض فإنه يعكس تراجع الأداء الاقتصادي ومنه تحسن أسعار الفضة

3.مخزون النفط الأميركي الصادر من يوم الخميس الذي إذا تراجع سيؤدي إلى مزيد من تراجع الأداء الاقتصادي

نضيف على ما سبق:

1.الفضة بدورة زمنية صاعدة تكلمنا عنها سابقاً، وهي أن الفضة في كل هبوط بنسبة 18%، يليها صعود لا يقل 30% ( الأرقام حُددت وسطياً من سابقة سلوك الفضة)، ودورة الصعود بدئت منذ الصعود من مستوى 22، وهذا الهبوط الحالي هو هبوط تصحيحي.

الدورات الزمنية تصنف ضمن التحليل الأساسي.

مؤشر الدولار وأهم قوانين الفضة

"إذا اختل توازن المعلومات في السوق فإن هذا يؤدي إلى انهيار السوق "

جورج أكيرولوف

لطالما أكدنا في مقالتنا السابقة حول الفضة أن التعامل معها مختلف عن الذهب، وقد يتطلب منا إدراك مجموعة من أهم القوانين

1.العلاقة ما بين الفضة والدولار أقوى من العلاقة ما بين الذهب و الدولار وهذا لكون الفضة سلعة صناعية ولا ليست سلعة سياسة كالذهب ولهذا دوماً ما نرفق تحليل الفضة مع الدولار.

بالنظر فنياً إلى مؤشر الدولار نلاحظ التالي:/h2

1.خروج الدولار من قناة سعرية هابطة نحو الأعلى وهذا سلبي على أسعار الفضة و المؤشرات

2.الدولار لم ينهي الموجة الثانية من أمواج إليوت الصاعدة، والتي من المتوقع وفقاُ لمادينا من معادلات يجب أن تنتهي عند 105.5

الدولار على المدى البعيد:/h2

بالنظر على الشارت ضمن مستوى زمني أوسع نرى:

1. السعر ضمن سلسلة إليوت هابطة

2.السعر يشكل بقمة الموجة الأولى الصاعدة نموذج رأس وكتفيين انعكاسي

3.السعر يشكل آخر ثلاث قيعان بشكل تدرجي ( القاع التالي أقل عمقاً من القاع الأول) وهذا يجعلنا بيقين السوق الهابط

الخلاصة الفنية:

من حيث المدى القريب لابد للدولار أن يختبر مستوى 106 كأقصى حد، وهذا ما يعطيه عزماً للهبوط وتشكل الموجة الثانية على المستوى البعيد.