الكثير من الفوضى قادمة للذهب

  أنهت أسعار الذهب تراجعها وسلبيتها التي كانت قد سيطرت عليها سابقا بعد أن وصلت لمستوى 1810 تقريبا.. وذلك يوم يوم الجمعة 06/10/2023 بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية.

ثم عادت لتستقر في إغلاق ذات الجمعة عند مستوى 1830 تقريبا.

ومن ثم افتتحت الأسعار على فجوة سعرية صاعدة يوم الإثنين 09/10/2023 بعد ارتفاع حدّة التوترات على الأرض في عطلة نهاية الأسبوع.

واستمر هذا الارتفاع بشكل متواصل تقريبا منذ التاريخ أعلاه ولغاية يومنا هذا.

الذهب.. الملاذ الآمن

·      ارتفاع الأسعار يأتي كإجابة منطقية على تفعيل دور الذهب كملاذ آمن في التوترات والأحداث الكبرى.

احصل على التطبيق

انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com

حمل الآن

·      عندما يتم تفعيل خاصيّة الملاذ الآمن يصبح الذهب خاضعا بشكل أكبر للتحليل الأساسي وتأثير الأحداث المباشر على حركة الأسعار.

·      ويتراجع دور التحليل الفني بشكل عام.. وتبقى المستويات السعرية الرئيسية الكبرى فقط هي التي قد تحترمها الأسعار.

·      وأوضح مثال على ما ذكر أعلاه يوم الجمعة 13/10/2023 عندما انطلقت الأسعار من مستوى 1869 وصولا لمستوى 1933 تقريبا.. أي أنها اقتربت من 65 دولار في شمعة يوم واحد وبنسبة اقتربت من 3.5%.

·      هذا الارتفاع كان ثاني أكبر شمعة يومية في عام 2023.. ومن تابع طريقة ارتفاع الأسعار يومها سوف يعلم تماما أنه تمّ تهميش دور التحليل الفني وأن اتجاه الأسعار وحركتها كانت مرتبطة بالتحليل الأساسي وتأثيره فقط لا غير.

الذهب.. تفاصيل وأرقام

-       بعض الأسئلة التي وصلتني حول ارتفاع الذهب هو أن هذا الارتفاع أتى بدون حجم تداول [فوليوم] كبير مما يجعل هذا الارتفاع وهمي.. والجواب على هذا السؤال يبدو واضحا من الرسم أعلاه [الأزرق السماوي في الأعلى لعقود الخيارات، والأزرق الداكن في الأسفل للعقود الآجلة].

-       ارتفاع أحجام التداول كان كبيرا جدا وواضحا جدا.. سواء منه في عقود خيارات الذهب أو في العقود الآجلة للذهب.. مما يعني أن الارتفاع له ما يبرره بلغة الأرقام.

-       وباستمرار الحديث عن لغة الأرقام دعوني أستعرض معكم بعض الأرقام منذ يوم الإثنين 09/10/2023 ولغاية الآن.

-       ارتفعت عقود الخيارات المستمرة على الذهب [المفتوحة ولم يتم إغلاقها] من 902,000 لوت إلى 1,060,000 لوت.. أي أنها ارتفعت بما يقارب 160,000 لوت.. أي بنسبة 17.5% وهو ارتفاع كبير جدا خلال 12 يوم تداول فقط.

-       ارتفعت العقود الآجلة المستمرة على الذهب [المفتوحة ولم يتم إغلاقها] من 434,000 لوت إلى 463,000 لوت.. أي بارتفاع قارب 30,000 لوت.. أي بنسبة 6.5% تقريبا.

-       حتى أحجام التداول اليومية يبدو من الواضح أنها ارتفعت خلال الأيام الماضية عن متوسط الأحجام السابقة.

-       إذا.. وبناء على التفاصيل أعلاه.. الإجابة هي أن حجم التداول [الفوليوم] ارتفع وبشكل واضح وكبير.. مما يعني أن ارتفاع السعر له ما يدعمه أساسيا.. وليس عملية تحكّم من صانع السوق.

مزيد من الفوضى قادم للأسعار

-       الرسم البياني أعلاه هو لتاريخ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية.. ومن كان متابعا للأسعار يعلم جيدا هذا التاريخ 24/02/2022.. انطلقت الأسعار من مستوى 1909 وصولا لمستوى 1975.. ومن ثم بدون سبب واضح تراجعت الأسعار بما يقارب 100 دولار وصولا لمستوى 1878.. بالرغم من أن الأزمة لاتزال قائمة وفي ساعاتها الأولى.

-       هي ليست قاعدة يمكن البناء عليها.. لكن الفكرة الأساسية أنه لا تعتمد بشكل مطلق على استمرار توتر الأسواق.. نعم الأسواق عادت لترتفع مجددا لاحقا.. لكنها أيضا عادت لتنخفض بعدها مجددا أيضا.

-       ويجب الأخذ بعين الاعتبار أيضا أن الأزمة لاتزال مستمرة لغاية الآن.

-       وكما قال السير جون تمبلتون "أخطر 4 كلمات في الاستثمار هي ".

-      غدا الخميس نحن على موعد مع قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.. وبحسب المتوقع أن يقوم المركزي الأوروبي بتثبيت أسعار الفائدة في هذا الاجتماع.. وعادة ما نشهد تأثيرا على أسعار الذهب مترافقا مع قرار الفائدة الأوروبي.

-       إذا كنت لا تعتقد بتأثير المركزي الأوروبي على أسعار الذهب.. أعتقد أنك بعد أن شاهدت الرسم البياني أعلاه لأسعار الذهب أصبحت مقتنعا بالتأثير والتفاعل على أسعار الذهب.. حيث أننا على سبيل المثال شهدنا شمعة 4 ساعات بمجال سعري 35 دولار تقريبا من 1979 وصولا إلى 1943.

-       تثبيت سعر الفائدة متوقّع بحسب البيانات التقديرية لكن أعتقد أنه سوف يحدث رد فعل سلبي على اليورو وعلى الذهب أيضا.. ومن ثم يأتي الدور على حديث كريستين لاجارد.. ولا يبدو أنها سوف تكون قادرة على إصلاح السلبية بشكل عام.. بل ربما تضيف المزيد من السلبية على اليورو والتي سوف تمتد إلى الذهب أيضا.

-       المزيد من الفوضى متوقّعة في تداولات يوم الخميس وتحديدا بين الساعة 16:00 بتوقيت الإمارات وصولا إلى الساعة 20:00 بتوقيت الإمارات [من الساعة 15:00 إلى 19:00 بتوقيت السعودية] لأن هناك عقود خيارات طويلة الأجل على الذهب تنتهي يوم الخميس ومن المتوقع أن تزيد من حالة التقلبات السعرية المرافقة للمركزي الأوروبي.

الذهب أساسيا وفنّيا:

·      الذهب أساسيا هو المتحكم بحركة واتجاه الأسعار لغاية الآن.

·      أساسيا أيضا يمكن الأخذ بعين الاعتبار أن الأسعار انطلقت من مستوى 1832 وصولا لمستوى 1997 أي أنها حققت ما يقارب 165 دولار ارتفاعا.. وللمفارقة فإنها حققت هذا الارتفاع أيضا تقريبا منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية وصولا لقمتها آنذاك.. حيث ارتفعت من 1909 سعر افتتاح يوم 24/02/2022 وصولا إلى قمتها عند مستوى 2070 أي 161 دولار تقريبا.

·      فنيا تحاول الأسعار لغاية الآن الاستقرار أعلى من المحاور السعرية الرئيسية والتي تتقاطع عند مستوى 1959 | 1956 تقريبا وهذا ما يجعل هذه المستويات مهمّة جدا فنيا للأسعار.

·      ارتكزت الأسعار في مرتين على المحور الإيجابي الفرعي خلال تداولات الأسبوع الماضي واستطاعت أن تحافظ على استقرارها أعلاه.

·      استمرار الاستقرار أعلى من 1959 يعطي أفضلية لاستمرار الإيجابية الحالية.

·      لا تزال الأسعار تستقر أدنى من المحور السلبي الفرعي والذي تقريبا يمثّله مستوى 2006.

·      لكن بشكل عام الأسعار تستقر أعلى من ثلاث محاور وأدنى من محور واحد.. مما يعطي الإيجابية أفضلية نسبية فنيا في الوقت الحالي.

·      النقطة المحورية لهذا الأسبوع عند مستوى 1930.

·      مستويات الدعم الرئيسية  1900  |  1874  |  1832.

·      مستويات المقاومة الرئيسية  1959  |  1989  |  2026.

خلاصة القول:

-       بشكل عام بدأ تأثير التوترات الحالية يتراجع في الأسواق.. وربما يمكن النظر إلى النفط على أنه الأكثر تأثّرا في وقت الأزمات الكبرى والذي تراجع 5.5$ تقريبا أي أنه تراجع بأكثر من 6% من قمّته السعرية الأخيرة لغاية الآن.. والذي يمكن القول عنه بشكل أو بآخر أنه أحد المؤشرات التي تشير إلى انحسار التأثير على الأسواق في الوقت الراهن.

-       التطابق في المجال السعري بين التوترات الحالية والأزمة الروسية الأوكرانية تعطي ربما تلميحا أن الأسعار أنهت الموجة الرئيسية من الهلع والطلب على الملاذات الآمنة ما لم نشهد أحداث كبرى جديدة على الأرض.

-       كسر مستوى 1959 | 1956 والاستقرار أدناه هو الإشارة الأولى لعودة السلبية.. والإشارة الأكبر بعودة الأسعار للاستقرار أدنى من 1930.

-       قبل أن تطلق عليّ الأحكام بأنني ميال للسلبية دائما راجع الصورة أعلاه والتي كانت صفقة لشراء الذهب خلال تداولات اليوم الثلاثاء 24/10/2023 أي أنه في نهاية المطاف الغاية هي قراءة الأسواق وقراءة ما بين السطور أيضا.

-       الشراء كان بسبب إشارات شراء للمضاربة.

-       الفوضى المتوقّعة برأيي أن تكون فوضى نحو سلبية وهبوط الذهب.. وقد تأتي بمجالات سعرية واسعة.

-       برأيي أيضا أن الذهب استنفذ الكثير من طاقته الإيجابية.. ولا يبدو من المنطقي الحديث عن قمم ومستويات سعرية جديدة بناء على المعطيات الحالية.

-       تراجع مجال الحديث عن الركود في الوقت الحالي.. لكن هناك الكثير من الإشارات سواء من الاقتصاد الأمريكي أو الصيني بأن هناك ركود اقتصادي قادم.. لذلك يجب وضعه دائما بعين الاعتبار.

-       خلاصة الخلاصة: المتوقّع من المركزي الأوروبي أن يضغط سلبا على الذهب.. والمتوقع من انتهاء عقود الخيارات أن تضغط سلبا أيضا على الذهب.. ويبقى دور التحليل الأساسي هو الرئيسي إذا ما شهدنا ارتفاعا في حدّة التوترات مرة أخرى فإن هذا يلغي السلبية المنطقية المتوقّعة.

سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة

حسابي على منصة X [تويتر]

@GhaithAbohlal

حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت.

تذكير على هامش المقال:

. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.

. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.

. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.

. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.

كتب بيد: غيث أبو هلال