الذهب المصري..هل هو أغلى ذهب في العالم؟

 | 31 ديسمبر, 2023 12:37

لا شئ ينافس اسعار الدولار في الشارع المصري إلا اسعار الذهب ، بل ويتفوق عليها ، لدرجة انه اصبح هناك مصطلحاً متداولاً بين المهتمين بالمعدن الاصفر في مصر اسمه (دولار الصاغة)

دولار الصاغة في مصر هو الاساس في تسعير الذهب في الصاغة المصرية ، ويتفوق دولار الصاغة على الدولار الموازي في السوق ، حيث يتم تسعيره بفارق جنيهان او اكثر عن الموازي حالياً

نجح الذهب في مصر يوم 27 ديسمبر الماضي في تحقيق سعر تاريخي غير مسبوق وهو 3300 جنيهاً للجرام عيار 21 للبيع و 3350 جنيهاً للشراء ، لكنه لم ينجح في التماسك على هذا المستوى حيث هوت الاسعار في اليوم التالي قرابة 10% لتلامس مستويات 3000 جنيها للجرام قبل ان تعاود الارتفاع مجدداً وتغلق بالامس عند 3150 جنيها للجرام.

وبما ان الاساس في التسعير كما سبق وان ذكرنا هو تحركات الدولار في السوق الموازي والصاغة المصرية ، فإن الاخبار والبيانات الواردة عن المركزي المصري واحتياطي النقد الاجنبي والميزان التجاري والفائدة في طليعة البيانات المؤثرة والمهمة في اسعار صرف العملة الاجنبية في اسواق العملة المصرية وكذلك اسعار السلع المختلفة.

كان لقرار المركزي المصري في الاسبوع قبل الماضي بتثبيت الفائدة اثراً كبيرا في ارتفاع الذهب في الصاغة المصرية وإنطلاقه مباشرة من 2950 جنيهاً للجرام حتى 3300 جنيهاً ، وهو ما يعني ان في الاجتماعات المقبلة سيكون تثبيت الفائدة وعدم تحريك سعر الصرف ليكون اكثر مرونة سيصب ذلك في مصلحة الذهب المصري وكذلك الدولار الموازي.

على جانب اخر ينتظر العرض النقدي المصري خروج شهادات الاستثمار ذات عوائد 25% بدءاً من يناير المقبل وهو ما قد يمثل ضغطاً زائداً للسيولة والتي قد تجد في الذهب ملاذاً اكثر اماناً لحفظ القيمة الشرائية ، حيث ان مستثمر الشهادات الذي استثمر امواله في يناير 2023 حصل على عوائد بقيمة 25% في حين واصل التضخم ارتفاع ليبلغ 35% ، وارتفع الذهب في نفس الفترة 100% كاملة وهو ما قد يدفع حاملي الشهادات للتفكير مرتين قبل تجديد الشهادات بالفائدة الحالية والتي هي اقل ارتفاعاً حيث تبلغ 19% .

بمقياس بسيط الفائدة المصرية الان 19% في حين ان التضخم 35% ، ومع زيادة العرض النقدي بالسوق قد يزداد التضخم إرتفاعاً خاصة وان البنوك المركزية العالمية تنتقد الاسواق في مبالغتها حيال انخفاض التضخم ، حيث تبدي البنوك المركزية الرئيسية حول العالم شكوكاً حول اتجاه التضخم الهابط حاليا مع ترجيحهم عودته للإرتفاع مجدداً.

لذا وبناء على ما سبق من تحليل اساسي ان الذهب في مصر مرجح لمزيد من الارتفاعات في ظل حفاظ المركزي المصري على السياسات النقدية الحالية بتثبيت اسعار الفائدة وسعر الصرف معاً.

تتغير وجهة النظر تلك في حال ما اتخذ المركزي المصري خطوة قوية نحو تحريك الصرف الى مستويات مقاربة لاسعار الدولار الموازي مع رفع للفائدة لتقترب من مستويات التضخم ، في هذه الحالة فقط قد نجد الذهب المصري بدأ في التراجع بوتيرة جيدة نظراً للنمط المتكرر لدولار السوق الموازي في الهبوط مع كل تحريك لسعر صرف الدولار مقابل الجنية المصري.

النظرة الفنية: شارت الذهب المحلي عيار 21/h2