الذهب تحت رهن من يبدأ أولا

 | 08 يناير, 2024 17:56

" إن الخطوة الأولى نحو الوصول هي اتخاذ القرار"JP Morgan  

يتميز منتصف الشهر الأخير ومنتصف الشهر الأول من كل سنة بهدوئه المخيف ، وهو يسمى على رأي نخبة من مستشاري المحافظ الاستثمارية بشهر العطلة و القرار كون الفئة الأكبر من مدراء المحافظ تميل إلى أخذ إجازة في منتصف شهر ديسمبر وحتى بداية  شهر يناير في السنة الجديدة ثم يليها فترة توزيع الأرباح و الجرد ولهذا قد نرى انحسار في الحركة السعرية نتيجة لعدم وجود السيولة التي تحرك الأسواق ، وعلى رأي داو مؤسس نظرية داو لحركة الأسواق، بأن اتجاه السنة يبدأ بقرار التاجر الأكبر عندما يقرر أين ستكون السيولة ، ثم يتبعه الرواد ، ومن بعدهم الهواء فالقطيع.

الإحصائيات وعادة صانع السوق/h2

تشير الإحصائيات التي أجريناها بالتعاون مع خبراء الإحصاء باستخدام مؤشرات الفوليوم للأعوام المحصورة ما بين 1985 وحتى 2020، أن السيولة لا تدخل دخولاً حقيقياً للسوق حتى نهاية النصف الأول من شهر يناير، وقد لا نرى لها أثر حتى نهاية الشهر الثاني ، لذلك عليك أن تعلم أن أي محاولة للتنبؤ بالسعر قبل مضاء أول أسبوع من السنة هو دراسة أرقام مجردة من السيولة ، أرقام تسمى فنياً باردة أي لا أثر فني لها.

آخر التطورات الفنية/h2

ختمت سنة 2023 ، أسعار الذهب على ارتفاع جديد حيث أغلقت عند 2062 ، ولكن مع بداية 2024 ، وحتى لحظة كتابة المقال انخفض سعر الذهب ما يقارب 2% ليتداول عند 2020 ، وطريقة دخول السيولة حتى هذه اللحظة إلى الأسواق توحي أن سنة 2024 ما زالت تحمل للذهب المزيد من المفاجآت ولكن هذه المرة من العيار الثقيل.

أهم الأخبار وانعكاسها على السعر
احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

/h2

إن ما يميز الذهب عن غيره من الأصول هو الاستجابة السريعة للمحيط، حيث يرتفع في ظل الأزمات، الخوف، والانهيارات الاقتصادية، ويحافظ على لمعانه في ظل أسوأ فترات التضخم، ليكون السعر هو نتيجة لعناصر الاستقرار المتمثلة ب:

• الحالة الاقتصادية في الولايات والتي تنعكس من خلال نسب البطالة والتضخم.

• حالة الميل نحو الحروب الدولية من قبل الحكومات.

حقيقة عام 2024/h2

إذا قلنا إن سعر الذهب ما هو إلا انعكاس لعناصر الاستقرار  فإن حقيقة الأخبار التي ننتظرها في عام 2024 تحمل في طياتها الكثير من الأمور التي وبغض النظر عن نتيجتها تؤدي إلى البعد عن الاستقرار ( أي إن كانت ستؤول إلى استقرار ، فإن الطريق نحو الاستقرار غير مستقرة ) وهذا بحد ذاته يدفع إلى بقاء الأسعار أعلى من معدلاتها الطبيعية ( حيث أن المعدل الطبيعي لسعر الذهب وفقا VWMA  هو 1980 ) ، علماً أن سنة 2024 تحمل لنا:

·الرهن على خفض أسعار الفائدة من قبل السوق، في ظل بقاء الفيدرالي في تخوف من نسب التضخم، التي ما زالت مرتفعة حتى هذه اللحظة ، فما إن يقوم الفيدرالي بخفض سعر الفائدة حتى يحصل انفجار سعري للذهب عارضاً قيمته الحقيقية ، ولنكن واقعيين إن نسب التضخم على رغم من ارتفاعها إلا أنها تعد ضمن المعدل الطبيعي للأرقام المرتفعة ما يجعل التنبؤ بتثبيت سعر الفائدة هو الخيار الأكثر ترجيحاً على الرغم من أن الوصول لهذا القرار قد لا يكون بهذه البساطة.