هناك من يطفىء بريق الذهب

 | 23 يناير, 2024 20:28

"إن أدنى أنواع الاستثمار هو الاستثمار بهدف حفظ القيمة"

روبرت كيوساكي

إن أول مرة وصف فيها الذهب بالملاذ الآمن عام 1975، عندما انهارت أغلب المحافظ الاستثمارية بعد صدمة نيكسون للعالم وارتفاع سعر الذهب أربعة أضعاف سعره الطبيعي، حيث بقيت أربع محافظ من أصل أكثر من 20 محفظة تعرضت للإفلاس، لتسوق هذه المحافظ فيما بعد في الصحف و المجلات العالمية عن أدائها المبهر بعنوان كنا نستثمر بالملاذ الآمن، ليتضح فيما بعد أنهم لم يحققوا ربح وإنما عادلوا القيمة فقط، وهذا يذكرني بحديث بنجامين جراهام في كتابه المستثمر الذكي عندما أكد أن الاستثمار لحفظ القيمة جيد بحال كنت تفضل حفظ القيمة، وسيء بحال كنت تفكر الربح، وهذه الفكرة كررها كيوساكي في كتابه ما لا يستثمر به الأغنياء.

آخر التطورات الفنية/h2

إن استمرار التوتر ذاته في الشرق الأوسط أبقى العنصر اللامع محافظ على مستويات سعرية مرتفعة في الآونة الأخيرة، ولكن في ظل وجود عناصر جديدة دخلت السوق انحسر الفوليوم التداولي للذهب بنسبة لا تقل عن 30% وهذا ما أدى إلى انخفاض سعر الذهب من 2050 إلى 2005، ثم عاد إلى مستوى 2020 نظراً لبقاء الخوف ذاته.

آخر الأخبار وأثرها على السعر/h2

"كل خبر يحمل الكثير من الحكايا، و قد تحاول قراءة ما بين السطور من أجلها"

يمكن حصر الأخبار التي لها أثر مباشر على سعر الذهب وفق المحاور التالية:/h2

1.التوتر في الشرق الأوسط وبناء على تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فإن الشرق الأوسط أشبه ببرميل بارود ولكن بانتظار الشرارة الكفيلة بإشعال هذا البارود، وهنا يسعني القول أن التوتر السائد في السوق نظراً للقلق القائم في الشرق الأوسط قد ألفه المتداولين وهذا يعود لطول الفترة الزمنية مع بقاء الوتيرة ذاتها من الحرب وهذا يؤول إلى بقاء الأسعار مرتفعة ولكن لا تحمل نية في المزيد من الارتفاع نظراً لأن نسبة الخوف ذاتها وأضف على ذلك أنها أصبحت نسبة اعتيادية.

2.التخوف من خفض الفائدة/h2

وفقاً لبيانات مبيعات التجزئة التي صدرت في الأسبوع السابق، فإن فكرة خفض الفائدة من قبل الفيدرالي أصبحت مستبعدة، وأضف على ذلك أن التضخم الحاصل في الوقت الحالي هو تضخم مرافق (2083) لركود متوقع و هذه الحالة تعرف اقتصادياً بالركود التضخمي Stagflation، وهذا ما يجعل فكرة خفض الفائدة في الوقت الحالي مستبعدة والميل إلى تثبيتها فكرة أقوى، علماً أن الأداة بحد ذاتها لن تعالج الركود التضخمي، وهذا ما يحافظ على وتيرة تداول عرضي لأسعار الذهب لحين قرار الفائدة.

3. قبول هيئة الأوراق المالية الأميركية SEC لصناديق البيتكوين ETF، تسحب السيولة من بساط الذهب و المؤشرات الأميركية./h2

مورجان هوسل في كتابه psycho of money، يوضح فكرة أن الانهيار الاقتصادي يحدث بسبب تغير سلوك السوق نظراً لأن هناك أشخاص دخلوا إلى السوق حديثاً هذه الفكرة تكررت في كتاب Naked forex، عندما قال اليكس أن دخول متداولين جُدد ذو مكانة يعني تغير كبير في سلوك السعر ويحتاج إلى تحري أكبر.

وفقاً لتقارير الرسمية الصادرة عن صناديق ETF التي أتاحت تداول البيتكوين لتصل خلال الأيام الماضية لأرقام تجاوزت 10 مليار دولار مما أدى إلى سحب السيولة المتاحة من السوق وسبب ركوداً في حركة الذهب وهذا رأيته من خلال انحسار السيولة على الذهب، وصناديق الاستثمار وارتفاعها بأرقام مشابه على البيتكوين، وهذا يعود لكون البيتكوين لأول مرة أصبح يتداول قانونياُ في أكبر بورصة عالمية وتحوي عمالقة من المستثمرين الذين اعتادوا تداول السوق بشكله الكلاسيكي الذهب، الفضة و المؤشرات الأميركية، وهذا ما يؤول إلى انحسار سيولة الذهب بشكل ملحوظ، وهذا ما وضحته بشكل أكبر في مقال بعنوان البيتكوين يجاري الذهب .

في الخلاصة:/h2

قد نرى خلال الفترة القادمة انحسار مؤقت لأسعار الذهب وهذا لكون لا وجود لسيولة تحرك الذهب نحو الأعلى، وإن ارتفاع وتيرة الحرب سترفع من سعر الذهب ولكن نظراً لعدم وجود فوليوم فإنه وإن حدثت شرارة سواء من الحرب أو التخوف من الركود فإن الصعود غير آمن، ولا يكون آمناً إلا إذا وجودت سيولة من مؤشرات الفوليوم تدعم هذا الارتفاع.

التحليل الفني للسعر/h2

"السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي "

مارك دوجلاس

بالنظر إلى المخطط الأسبوعي نلاحظ:/h2

1. الموجة الراعبة من أمواج إليوت تكتمل عند مستوى 1985.

2. تصحيح إليوت ينتهي عند 1970.

3. أعلى نسبة فوليوم هي عند 2030، والسعر يتداول أسفلها.

4. أعلى نسبة شراء، ودخول لصناع السوق هي عند 1980.