هل من فرصة أخرى للعملات؟

 | 14 ابريل, 2024 20:19

 

"تداول الأسهم القوية في السوق الصاعدة ، و الضعيفة في السوق الهابطة"

 جيسي ليفرمور

نقلاً عن مورجان هوسل في كتابه psycho of money  أن ليفرمور هو الوحيد الناجي من انهيار البورصة الأميركية في ظل أزمة الكساد الكبير عام 1930 ، والغريب ليس هنا ، بقدر ما هو تصريحه عندما قال أن هذه الأيام أفضل أيامه لتكون قاعدته بمنتهى البساطة أنه ركز على الأسهم الضعيفة في السوق الهابطة ، وذلك لأن سلوك القطيع فيها معروف ، وأن القطيع قد يصنع قاعدة يعرفها كل صانع سوق ومتداول مقارنة بسلوك صانع السوق والذي لا نعرف عنه شيء أبداً. 

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

العملات الرقمية والتحوط

" من الغباء أن نعتقد أن الأسهم هي طريقة للتحوط السريع "

إن التحوط هو أن تقوم بجعل سلعة ما بديلة عن الادخار على أساس عملة فتقوم بادخار هذه السلعة وهذا بهدف حفظ القيمة، فتقوم مثلاً بشراء الذهب بهدف حفظ قيمة ما لديك من أموال.

ظهر المصطلح للمرة الأولى على يد عالم الاقتصاد الشهير آدم سميث في كتابه ثورة الأمم ، ليعرف التحوط على أنه السلعة التي تحفظ لك عدد ساعات العمل فإنه على رأي آدم إن التقييم الحقيقي لكل ما له قيمة حولنا يكون على أساس متوسط عدد ساعات العمل باختلاف المهن فمثلاً تكلفة سيارة هي 1500 ساعة عمل في النرويج لأن متوسط ساعة العمل في النرويج 20$ ، ولكن في ظل حدوث تضخم في الأسعار فإن السيارة ستصبح 2000 ساعة عمل وهذا لكون الأسعار ترتفع قبل ارتفاع الرواتب وبحال ارتفعت الرواتب فإن الأسعار سترتفع أكثر لكون الطبقة المسيطرة على الاقتصاد هي الطبقة الصناعية وبهذا لا يكون حفظا صحيحاً إذا تم عن طريق المال لأنه لا يحفظ ساعات العمل ، ولذا لا بد من البحث عن سلعة تحفظ عدد ساعات العمل.

لقد وقع الاختيار في المرة الأولى على الذهب كسلعة تحفظ عدد ساعات العمل لكونه الخيار الأفضل دون منازع في حفظ قيمته ، فتكون تكلفة الأونصة على مدار التاريخ هي القيمة الحقيقة لعدد ساعات العمل التي يتطلبها للحصول على أونصة واحدة ومع ارتفاع السعر ترتفع بذلك قيمة ما لديك من ساعات.

فكرة أن تحفظ ما لديك من قيمة هي فكرة جيدة ومن المسلمات أن تكن أساسية لديك إذا كنت مستثمراً ، أو حتى متداولاً مضارب ، ولكن يبقى الاجتهاد في أن نسبق السوق و المتوسط الطبيعي لتحقيق ربح ، ولا نكتفي لمجرد حفظ القيمة فهي على رأي فئة كبيرة من المستشارين أن شراء الذهب لحفظ القيمة هو ليس أكثر من شراء الذهب لحفظ القيمة ولن يكون ربحاً مهما حاولت أن تقنع نفسك بذلك فما فائدة أن تشتري الذهب على سعر 2000$ للأونصة وتبيعها بعد فترة على سعر 2500$ في حين متوسط الأسعار السائدة ارتفعت 500$ ( أنا هنا أتكلم عن الاستثمار لا المضاربة)  ، لذا أنت حقيقة قمت بحفظ قيمة 2000$ ، وذلك باستعمال الذهب لذا محاسبياً ومالياً أنت نجوت من التضخم ولم تحقق ربحاً.

وهنا تماماً بدأت الأفكار تجول حول سلع أخرى مثل الفضة ، المؤشرات الأميركية و الأسهم  كون جميع المذكور يحقق ربحاً مع فارق التضخم ، أي عندما يكون قد أعاد لك 2000$ بعد دورة استثمارية واحدة 2500$ فقد يكون أحد هذه السلع أعاد لك أكثر من 2500$  ، وما هو أعلى من 2500$ يسمى ربحاً.

اختيار العملات الرقمية كوسيلة للتحوط أشبه تماماً باختيار الأسهم كوسيلة للتحوط وهذا لكون كلاهما متشابهان بالسلوك و الأداء والجمهور المستهدف لذا يمكن تطبيق ذات القواعد ، وبتطبيق قاعدة الأداء التي تقيس العائد الاستثماري مقارنة بالتضخم ، والمخاطر الواقعة نرى أنها جيدة للاستثمار على المدى البعيد ولكن بطيئة الاستجابة للتحوط وهذا ما يبرر تراجع العملات في ظل الازمة وارتفاعها بعد الأزمة. ( للمزيد راجع الصور بالأسفل بتأني).