نمو مطرد ولكن متواضع في منطقة اليورو

 | 15 مايو, 2016 10:24

كان النمو في منطقة اليورو أقوى من المتوقع خلال الربع الأول من عام 2016، مسجلاً نسبة 2.2% على أساس سنوي. ورغم أن البيانات الكاملة لم تصبح متاحة بعد، إلا أن بعض العلامات المبكرة تشير إلى نمو قوي في البلدان الأوروبية الطرفية مثل إيرلندا وإسبانيا.

وهذا يشير إلى أن جزءاً - على الأقل - من أزمة المنطقة قد أصبح الأن وراء ظهورنا، غير أنه يتعين على المنطقة أن تسير شوطا آخر قبل أن تخرج تماماً من الأزمة. وعلى الرغم من توقع استقرار النمو في عام 2016، إلا أنه سيستقر عند نسبة متواضعة لا تتجاوز 1.5%.

وعلاوة على ذلك، فإنه في حال تعرض الاقتصاد لأي صدمة سلبية، فلن يكون هناك سوى مساحة محدودة للتصدي لها من خلال السياسات، خاصة في الجانب النقدي.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

جاءت نتائج النمو في منطقة اليورو أفضل من التوقعات بنحو 0.6%. غير أن هذ الأداء الأفضل من المتوقع بصفة عامة يخفي وراءه تبايناً إقليمياً في النمو بين بلدان منطقة اليورو.

فألمانيا تواصل تحقيق نمو مطرد، ويتوقع المحللون أن يبلغ نموها في الربع الأول من العام حوالي 2.4%. وفي نفس الوقت، ستحقق كل من اسبانيا وإيرلندا أداءً استثنائياً، بنمو نسبته 3.2% للأولى في الربع الأول، و 7.8% للأخرى في عام 2015 (بيانات الربع الأول غير متوفرة بعد).

ويظهر الأداء الممتاز لبعض الدول الطرفية بأن بعض التغيير على الأقل قد حدث فعلياً في منطقة اليورو. وفي الحقيقة، تمكنت معظم البلدان الطرفية من تحويل عجوزاتها الكبيرة في الحساب الجاري - أحد الأسباب الرئيسية لأزمة منطقة اليورو في 2011/2012 - إلى فوائض مع استعادتها للقدرة التنافسية بنجاح.

وقد تحقق ذلك من خلال خفض التكاليف والأجور المحلية في الدول الطرفية بالإضافة إلى انخفاض قيمة اليورو، الأمر الذي أدى إلى تحسين الموازين الخارجية لمنطقة اليورو ككل.

ورغم تصحيح مشكلة اختلال الموازين الخارجية، من المتوقع أن يستقر النمو خلال عام 2016 عند نسبة 1.5%، وهو مماثل لمعدل النمو الذي تم تحقيقه خلال العام الماضي حيث يتوقع أن تغطي بعض المعوقات على التأثير الإيجابي للعوامل المساعدة.

من جانب آخر، من شأن انخفاض أسعار النفط هذا العام أن يدعم الاستهلاك في المنطقة بالنظر إلى كونها مستورد كبير للنفط. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تستمر السياسات النقدية والمالية في دعم النمو.

لكن من الجانب الآخر، فعلى الرغم من أن السياسة النقدية ميسرة، إلا أن تأثيرها أصبح محدودا أكثر فأكثر. بالإضافة إلى ذلك، فإن حالة الشكوك السائدة بشأن احتمال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي تعيق النمو في المنطقة، رغم كون هذا التأثير أقل درجة مما هو عليه في المملكة المتحدة.