كتب باراني كريشنان
Investing.com - يقترب الحدث الأهم لأسواق النفط خلال العام، ولكن ثيران النفط ليسوا متحمسين لما قد ينتج عنه. في واقع الأمر، وبعد انهيار السعر يوم الجمعة، يرى ثيران النفط أن ما سيحدث في اجتماع الأوبك المنعقد بين 5-6 ديسمبر، نذير شؤم لهم.
عملت الدول الأعضاء في الأوبك، والحلفاء، على إيصال رسائلهم خلال الأسابيع الماضية، وكانت الرسالة الأهم: تخفيضات الإنتاج باقية حتى يونيو القادم، وستظل الأسعار معززة عند المستويات الحالية، أو أعلى منها.
الآن، يبدو أن الكلام أسهل كثيرًا من الفعل.
تحدث وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، يوم الجمعة للأسواق، وأخبرها بتفضيله لو استمرت الشراكة بين أعضاء أوبك+ على تخفيض الإنتاج حتى أبريل، فالاتفاق تنتهي صلاحية سريانه في مارس. وعلى الجانب الآخر، ارتأت الأسواق أن المنظمة والحلفاء ربما يلجؤون لتخفيضات أعمق من التخفيضات الحالية، وبالتالي ضربت تعليقات نوفاك تلك أوتار حساسة.
ولا تهدد روسيا وحدها سوق النفط، فهناك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وقع قانونين يدعمان متظاهري هونغ كونغ ضد بكين، وتلك الحركة تهدد الاتفاق التجاري الذي اعتقدنا أنه وشيك في السابق. ومع تلك التهديدات الجديدة، ارتعبت أسواق النفط، وهبط السعر 5%.
إذا نظرنا للنفط على الأساس السنوي، سنراه مرتفعًا بقوة، مع وصول خام غرب تكساس الوسيط لربح وصل لـ 22% للعام، ووصول خام برنت لربع 22%. لكن، إذا توقفت الأوبك عن تخفيضات الإنتاج، سيصعب علينا تصور استمرار الأسعار مرتفعة على هذا النحو، فالأسبوع الماضي فقط هبطت الأسعار 4% على خلفية تكهنات.
واستفاد الذهب على الجانب الآخر مما فعله ترامب مع هونغ كونغ، وتلويح الصين بالعقوبات.
واستقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية، والعقود الآجلة على إيجابية، ماحية الخسائر المسجلة على مدار الأسبوع.
مراجعة الطاقة
ماذا ستفعل الأوبك خلال الأسبوع القادم؟
رغم ما اكتنف حديث نوفاك من درامية مبالغة الأسبوع الماضي، والهبوط القوي للسعر، هناك احتمالية بتوصل الأوبك لاتفاق قبل يوم الجمعة. وربما توافق روسيا، رغم كل شيء، على تمديد تخفيضات الإنتاج، مقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، حتى يونيو. رأينا موسكو تفعل ذلك من قبل، ثم تعاود النظر فيما قالت، وتتفق كما تتفق الأغلبية. لذا، فمن المحتمل أن تفعل هذا مجددًا.
والسؤال الثاني هنا، هل تصل السعودية للسعر الذي ترغبه، خاصة مع إعلان إدراج أسهم (SE:أرامكو )على البورصة يوم انعقاد اجتماع الأوبك.
أظهر مسح لرويترز أن أسعار النفط ستظل على حالها في 2020، مع تنامي مخاوف الطلب، وتخمة المعروض.
أجرت رويترز المسح على 42 اقتصادي، ومحلل، وتوقعوا تراوح أسعار برنت حول 62.50 دولار للبرميل العام المقبل، دون تغيير كبير عن تطلعاتهم للشهر الماضي، إذ رأوا السعر عند 62.38 دولار، ويعد هذا التوقع الأدنى لعام 2020 في عامين.
وتراوح سعر برنت حول 64 دولار للبرميل هذا العام.
وقال المحلل، فرنك شالينبيرجير، من LBBW: "ببساطة، السوق مترع بالنفط."
يواجه الأوبك، والحلفاء منافسة خانقة في 2020، فقالت الوكالة الدولية هذا الشهر إنها تتوقع ارتفاع إنتاج الدول غير الأعضاء العام المقبل.
كما تشير تطلعات الأوبك المستقبلية إلى فائض يبلغ حوالي 70,000 برميل يوميًا العام المقبل. ووضع المحللون نمو الطلب ما بين 0.8-1.4 مليون برميل يوميًا العام المقبل.
"فالأوبك في موقف لا تحسد عليه، إذ تعاني لرفع الأسعار في وجه النمو العالمي المتراجع، وضعف معنويات السوق، والارتفاعات القوية لإمدادات الدول غير الأعضاء." أوردت فيتش في تعليق لها يوم الجمعة.
"تزيد احتمالية تمديد المنظمة للاتفاق الحالي حتى نهاية 2020 على أقل تقدير، ولكن نرى احتمالية ضيقة جدًا لدورة جديدة من التخفيضات، في ضوء عدم التزام الدول أجمعها، وكذلك تراجع العوائد."
وبالإضافة إلى قتامة النظرة المستقبلية، نرى بيانات إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء، الموضحة لتصدير الولايات المتحدة ما يزيد عند 89,000 برميل يوميًا، بما يفوق وارداتها لشهر سبتمبر، وهذا ما يعزز موقف الولايات المتحدة كمصدِر للمواد البترولية.
تقويم الطاقة
الاثنين، 2 ديسمبر
تقديرات كوشينغ من المخزون (بيانات خاصة)
الثلاثاء، 3 ديسمبر
التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي لمخزون النفط
الأربعاء، 4 ديسمبر
تقرير إدارة معلومات الطاقة لمخزون النفط
الخميس، 5 ديسمبر
اجتماع الأوبك
التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة حول مخزون الغاز الطبيعي
الجمعة، 6 ديسمبر
اجتماع الأوبك+
عدد منصات التنقيب عن النفط الصخري من بايكر هيوز
مراجعة المعادن الثمينة
اتجهت العقود الآجلة للذهب، والذهب في المعاملات الفورية للارتفاع يوم الجمعة، بعد توقيع ترامب لقانون يؤيد متظاهري هونغ كونغ. ويسمح القانون للولايات المتحدة بفرض عقوبات على الصين إذا انتهكت السيادة الذاتية لهونغ كونغ. وتأخر رد السوق على قرار ترامب بسبب عطلة عيد الشكر يوم الخميس.
ردت الصين بغضب على القانون. واستدعت بكين السفير الأمريكي للاحتجاج، والتحذير من أن تلك التحركات تقلل من إمكانية التعاون بين بكين وواشنطن.
منحت الصين هونغ كونغ حكمًا ذاتيًا في 1997، وكانت هونغ كونغ قبل ذلك مستعمرة بريطانية. وتستمر تظاهرات منادية بالديمواقرطية لستة شهور الآن.
احتشد آلاف المتظاهرين الموالين للحكم الديموقراطي في الميادين العامة بوسط مدينة هونغ كونغ ليلة الخميس، للمسير يوم عيد الشكر، شاكرين الولايات المتحدة على تمرير القوانين التي تدعم تحركهم.
لم يأت توقيع ترامب مفاجئة للأسواق. ولكنه زعزع استقرارها بعض الشيء، لتوقع الأسواق أن يكون الرئيس أكثر براجماتية في إطار إنهاء الصراع المستمر لـ 16 شهر الآن.
كما تحركت أسهم قطاع الشرائح الإلكترونية يوم الجمعة، داعمة الذهب. وجاءت تحركات القطاع على خلفية تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تنظر في اتخاذ إجراءات تمنع الشركات الأجنبية من تزويد هواوي بالمعدات.
جاء تقرير من رويترز، عن مصدرين مطلعين، يقول إن إدارة ترامب تضع في الاعتبار منع كبريات الشركات الأجنبية من تزويد هواوي بالمعدات الإلكترونية، وهواوي أكبر عميل لشركات أشباه الموصلات الأمريكية. واندفعت الإدارة لوضع الأمر قيد الاعتبار على خلفية مخاوف بأن الإدراج على القوائم السوداء فشل في قطع مصادر الإمداد لعملاق الاتصالات الصيني.