قال بنك “جولدمان ساكس” إنه من المرجح أن تتأثر أسواق البترول بفيروس “كورونا” المميت فى الصين، حيث سيعاني وقود الطيران أشد المعاناة إذا كان الفيروس على غرار وباء “سارس” الذي انتشر عام 2003.
وقال المصرف الأمريكي في مذكرة بحثية إن الفيروس الجديد الذي ظهر فى الصين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الطلب العالمي على البترول بمقدار 260 ألف برميل يوميًا خلال العام الحالي وسوف يحصد وقود الطائرات حوالي ثلثي الخسارة.
وتوقع “جولدمان ساكس” أن هذا الأمر قد يؤدي إلى انخفاض أسعار البترول بمقدار 2.90 دولار للبرميل.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن تفشي مثل هذه الأمراض يضرب الأسواق العالمية حيث تسبب فيروس “سارس” فى انخفاض السلع العالمية خلال تفشي المرض عام 2003.
وبالفعل بدأ فيروس “كورونا” فى خلق حالة من التوتر بالأسواق المالية خاصة أنه ينتشر في الوقت الذي يستعد فيه مئات الملايين من الصينيين للسفر محلياً ودولياً لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
ويكمن الخلل المحتمل فى إضافة إضطراب جديد إلى أسواق البترول التي عانت بالفعل العام الحالي بسبب التوتر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال المحللان في “جولدمان ساكس” داميان كورفالين، وكالوم بروس “يمكن أن تحد استجابة منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك لمستويات العرض المرتفعة من التأثير الأساسي الناجم عن صدمة الطلب”.
وأضاف المحللون أن عدم اليقين الأولى بشأن النطاق المحتمل للوباء قد يؤدي إلى عمليات بيع أكبر في الأسواق مما تشير إليه العوامل الأساسية.
وقال المحللون في المصرف الأمريكي إن معدل تذبذب أسعار البترول في الأسابيع المقبلة قد يرتفع على الرغم من أن “جولدمان ساكس” لا يزال يشهد تخلفًا مستمرًا في خام “ برنت” العام الحالي حيث إن التأثير الكلي على العوامل الأساسية لا يزال محدودًا حتى الآن.
وأشارت الوكالة إلى أن القلق بشأن تأثير الفيروس على الطلب على البترول من المتوقع أن يقاوم المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في جميع أنحاء ليبيا وإيران والعراق.
وكان خام برنت قد فقد 0.6% منخفضاً إلى 64.23 دولار للبرميل اعتبارًا من أمس الأربعاء الساعة 7:42 صباحًا فى لندن بعد انخفاضه بنسبة 0.9% يوم الثلاثاء.
وخلال تفشي فيروس “سارس” تراجعت أسعار وقود الطائرات في سنغافورة مقارنة بالمناطق الأخرى.
وقدرت الرابطة الدولية للنقل الجوي، أن هناك انخفاضًا بنسبة 8% في الحركة السنوية لشركات الطيران الآسيوية خلال تفشي “سارس” بينما شهدت شركات الطيران في أمريكا الشمالية انخفاضًا أقل.
وأوضحت “بلومبرج” أن مسئولي الصحة بجميع أنحاء العالم يتنافسون في الوقت الحالي لقياس الخطر الذى يمثله الفيروس الجديد الذي يشبه “سارس” مع أول تشخيص يتم الإبلاغ عنه في الولايات المتحدة.
يأتي ذلك في الوقت الذى تم فيه التأكيد على أن إجمالي عدد الحالات في الصين بلغ 440 حالة مصابة مع 9 حالات وفاة.
وقال المحللون إن التأثير الفعلي للطلب العالمى على البترول سيعتمد على مدى سرعة انتشار “الفيروس” في المناطق الأخرى ومدى انتشاره.
وأضافوا أن الاستجابة السريعة والعنيفة من جانب السلطات الصينية يمكن أن تقلل من حالة عدم اليقين والأثر السلبي على الاقتصاد.