كتب باراني كريشنان
Investing.com - عادت دببة النفط، وثيران الذهب للأسواق. السؤال الآن هو: هل يسمح لهم فيروس الكورونا بالبقاء؟
لأسابيع، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط فوق 55 دولار، وبرنت اتجه لـ 65 دولار، وبدا الأمر غير حقيقي لبعض متداولي السلعة، كما يحدث الآن مع متداولي وول ستريت بما يسجلون من أرقام قياسية. وللبعض كان ارتفاع النفط منذ 2019 مبررًا. وربما يكونون على صواب.
ارتفعت الآن مخاوف الإمداد أكثر من أي وقت مضى، مع تعهد أوبك+ بتخفيضات إنتاج تفوق 75% هذا الربع، مقارنة بالربع الأول من 2019. كما أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وفي الداخل الإيراني، وفي العراق، وليبيا، تمثل تهديدًا للإمداد. كما لدينا اتفاق التجارة بين الصين والولايات المتحدة الذي يشعل حماسة قوية في الأسواق.
لكن، دخل هنا فيروس الكورونا الذي أثار تهديدات لثيران النفط. ولتكن بالصورة إليك التالي: خلال 24 ساعة ارتفع عدد ضحايا الفيروس من 26 إلى 41 شخص، وأجهز على طبيب كان واقف على الخطوط الأمامية لاحتواء الوباء.
وهناك المزيد: أصابت العدوى حوالي 1,400 شخص، ليس بالصين فقط، لكن الأغلبية العظمة بالصين. مدينة ووهان الصين، موطن الوباء، دخلت تحت حظر، وتنفذ لديها الأجهزة، والمعدات الطبية، والسرائر بالمستشفيات لمجابهة المرض، وانتشر المرض منها لـ 10 مدن مجاورة. يقف مئات الملايين من المسافرين الصينيين عاجزين عن الاحتفال بالعام القمري الجديد، وتعاني صناعة الترفيه مع إغلاق ديزني لاند الصينية، والسينمات، وحتى مطاعم كماكدونالز.
وخارج الصين، انتشر المرض لـ 10 دول: أستراليا، وفرنسا، واليابان، ونيبال، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وتايلاند، وفيتنام، والولايات المتحدة. لم تعلن منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية، ودعت الأمر بطوارئ صينية فقط.
وربما يحدث الكثير في الوقت الفاصل ما بين تحرير هذا المقال وترجمته ووقت قراءتك. يطرح سؤال نفسه هنا: ما هو تأثير الفيروس على الاقتصاد العالمي، والطلب على الطاقة، وإلى متى تستمر تلك الأزمة؟ الإجابة: لا أحد يعرف على وجه التحديد.
أفضل ما في وسعنا الآن هو المقارنة مع وباء السارس الذي انتشر في 2003، وبدأ في الصين هو الآخر ليفزع العالم بأكمله، ويزعزع الأسواق. وصلت أرقام العدوى لـ 8,000 شخص، ومات 800 شخص. وهبط الاقتصاد الصيني 5 نقاط.
يعتقد البعض أن فيروس الكورونا خلق حالة من الفزع تفوق ما يحتمل الوضع، وسيمر كما تمر أي من الأمراض المعدية. مما يقوي الاقتصاد العالمي بنهاية الأمر. لكن، تفترض الأسواق الأسوأ مع انتشار الفيروس، وحالة الفوضى التي نشرها بالصين.
فهبط ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1% يوم الجمعة، وهي أعلى هبوط له منذ أكتوبر، مما يدل على تهديد يتربص بوول ستريت.
وهناك ضرر آخر محتمل للفيروس: مع طول أمد وقوع الصين بنفس المشكلة، سيزيد تحدي دونالد ترامب الذي يود لو يعاد انتخابه في نوفمبر المقبل.
أمّا للنفط نفسه، فتراجع الطلب من الصين يعني كارثة للسوق، لأن بكين تستهلك 9 مليون برميل يوميًا (وفق أرقام العام الماضي)، وهذا ما يعادل 90% من الإنتاج السعودي.
أمّا للمعادن الثمينة، فارتفاع الذهب على المدى القريب معتمد على مدى تأثر وول ستريت بالفيروس. لو أصبحت عودة المعادن الثمينة القوية الأسبوع الماضي اتجاهًا، عندها سنرى المعدن يتحدى مستوى المقاومة عند 1,580 دولار للأوقية، مع استهداف لارتفاع 7 سنوات عند 1,600 دولار.
مراجعة الطاقة
تراجعت أسعار النفط لخامس الأيام على التوالي يوم الجمعة، ليسجل برنت أسوأ أداء أسبوعي له في 13 شهر، مع مخاوف العدوى التي انتقلت للأسواق العالمية.
استقر خام غرب تكساس الوسيط على انخفاض 1.15 دولار بنسبة 2.1%، لـ 55.59 دولار للبرميل. وفي وقت مبكر من الجلسة انحدرت الأسعار لـ 53.88 دولار، الأدنى لها منذ 17 نوفمبر.
واستقر برنت، سعر القياس العالمي، على انخفاض 1.35 دولار للبرميل، أدنى المستويات في 7 أسابيع، وخلال الجلسة وصل لـ 60.26، وكاد اختراق الدعم عند 60 دولار.
وخلال الأسبوع، فقد خام غرب تكساس الوسيط 5%، وتراجع الخام الأمريكي بنسبة 9%، ويتجه نحو تسجيل أسوأ أداء شهري منذ مايو.
وفي حالة برنت، فقد السعر القياسي للأسبوع 6.4%، وهو الأسوأ له منذ ديسمبر 2018. ومن بداية الشهر لليوم، تراجع برنت بنسبة 8%، وهي أكبر الخسائر منذ مايو.
يقول سكوت شيلتون، وسيط العقود الآجلة للطاقة: "يظل فيروس الكورونا من أكبر المشكلات للسوق، وأرى أن هناك احتمالية لمزيد من البيع."
وفي تقرير من وحدة استخبارات الاقتصاديين وردت نسب الضرر الواقع على الاقتصاد الصيني جراء انتشار الفيروس، لتتراوح بين 0.5% لـ 1% من الناتج المحلي الإجمالي للصين، الذي وصل لـ 5.9%.
تراجع الطلب على منتجات تكرير النفط 200,000 برميل يوميًا، وفق تقديرات كلوديا جاليمبيرتي من إس آند بي جلوبال بلاتس. وفي محافظة هيوبي الصينية انتشر المرض، وأغلقت المواصلات لتحد من الطلب اليومي لما يتراوح بين 50,000 إلى 70,000 برميل.
وفي مذكرة منفصلة، يقول جولدمان ساكس إنه يتوقع صدمة سلبية لينخفض الطلب العالمي 260,000 برميل يوميًا، ويتراجع الطلب على وقود الطائرات 170,000 برميل يوميًا. تلك التحليلات مبنية على انتشار وباء السارس في 2003، والذي أحدث صدمة للأسواق.
ووصف المحلل والمتداول المخضرم أوليفر جايكوب، من بيترو ماتريكس، إن هذا الفيروس هو البجعة السوداء لعام 2020، ليضعه على قدم المساواة لأحداث مثل:
الأزمة المالية الآسيوية لعام 1997
فقاعة الدوت كوم في 2000
هجمات 2001 بالولايات المتحدة
الأزمة المالية العالمية لـ 2008
أزمة الدين السيادي الأوروبي في 2009
انهيار سوق النفط في 2014
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016
تقويم الطاقة
الاثنين، 27 يناير
تقديرات كوشينغ (بيانات خاصة)
الثلاثاء، 28 يناير
مخزون النفط الأسبوعي من معهد البترول الأمريكي
الأربعاء، 29 يناير
تقرير إدارة معلومات الطاقة عن مخزون النفط
تقرير إدارة معلومات الطاقة لمخزون الغاز الطبيعي
الجمعة، 31 يناير
تقرير باكير هيوز
مراجعة المعادن الثمينة
لا يوجد شيء تضاهي قوته فيروس ينتشر على مستوى عالمي لدفع المشترين إلى أصول الملاذ الآمن. فوصل المعدن الأصفر لارتفاعات أسبوعين يوم الجمعة، عائدًا للزحف نحو 1,580 دولار للأوقية، بعد عودة محبي الذهب للشراء تخوفًا من التبعات الاقتصادية للفيروس المنتشر في الصين.
أغلقت أسعار الذهب مرتفعة عند 1,571.10 دولار للأوقية، بارتفاع نسبته 0.36%. وفي وقت سابق وصلت الأسعار لـ 1,575.25 دولار، وهي أعلى ذروة منذ 8 يناير، وربما يستهدف المتداولون الآن المقاومة عند 1,580 دولار.
أمّا الذهب في المعاملات الفورية فارتفعت لـ 1,571.45 دولار للأوقية، بعد وصولها لـ 1,575.83 دولار.
وكان رد فعل الذهب بطيئًا بادئ الأمر، ولكنه انضم أخيرًا لحالة القلق.
قال تقرير من هايتاور ريبوت: "بالعودة للماضي، يبدو أن الفيروس يعيد الثيران للمراكز الطويلة خلال ظهيرة الجمعة." ولو استمر الانتشار، ربما "يستمر الذهب للأعلى، بسبب نقاط وقف الخسارة التي تدفع للشراء، لتغطية المراكز القصيرة."
أضر فيروس السارس في 2003 بالنمو الاقتصادي في الصين، والفيروس الحالي -فيروس الكورونا- قضى على أكثر من 40 شخص. وأوقفت السلطات الصينية حركة التنقلات في 10 مدن، يقطنها 40 مليون شخص، وسط موسم الأعياد، احتفالًا بالعام القمري الجديد.
تراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1%، على خلفية مخاوف انتشار الفيروس عالميًا، واتجه المؤشر لأسوأ الأسابيع منذ أكتوبر، مع ابتعاد المستثمرين عن المخاطرة، وشراء الملاذات الآمنة.
وأفادت الولايات المتحدة بثاني حالات الإصابة ليوم الجمعة، لمواطنة من ولاية إلينوي، عائدة من ووهان. وفي بداية الأسبوع، أصاب الفيروس مواطن من واشنطن.
ويعد ارتفاع الذهب هذا مميزًا، لأنه يأتي في ظل دولار عند أعلى مستوياته في 3 أسابيع أمام سلة من 6 عملات.