Investing.com - الذهب ملاذ العالم الآمن على مدار التاريخ، ويقول البعض إن الذهب هو النقد الوحيد، أمّا باقي العملات فهي محض ائتمان. خلال أزمات الانهيار العنيف لأسواق المال يفترض الجميع صعود الذهب، الذي يتغذى على الأزمات. ولكن، عند الانهيار شديد العنف نرى الذهب يهبط، فلماذا؟ كما حدث خلال انهيار السوق الأمريكي الشهر الماضي، عندما كانت تتجاوز نقاط هبوط مؤشر داو جونز 2,000 نقطة في اليوم الواحد، كان الذهب يهبط.
يهبط الذهب لأنه الأصل الوحيد الذي يمكنه المحافظة على موازنة المحفظة الاستثمارية. فعند الخسائر القوية، يبيع المستثمرون الذهب لتغطية مراكز الخسارة، وعدم فقدان المحفظة بالكامل، ويتجهون وقتها للدولار الذي يغطي تلك المراكز.
ماذا حدث بداية هذا الأسبوع؟
شهدت أسواق النفط اثنين أسود، انهارت فيه الأسعار للمرة الأولى تاريخيًا أدنى الصفر، وصولًا لـ -37 دولار للبرميل، إليك قراءة كاملة لما يحدث في سوق النفط. وفي ظل هذا الانهيار يحتاج المستثمرون سيولة، وبالتالي يبيعون الذهب.
يقول أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساسكو بنك لبلومبرج: "اضطراب سوق النفط يؤدي لشهية قوية للكاش في سوق المعادن، مع انهيار سوق السلع عامة."
يتابع هانسن: "في ظل تلك الفترات، لا يهم أي أصل تملك، الأهم هو تقليص انكشافك على المخاطرة."
ارتفع الدولار بقوة مع زيادة الطلب عليه مع انهيار سوق النفط، وعادة يضغط الدولار على الذهب ليهبط به، وهذا ما حدث يومي الاثنين، والثلاثاء. وعاد الذهب للارتفاع اليوم لمستويات 1,700 وما بعدها بالنسبة للعقود الآجلة والعقود الفورية التي تعكس سعر السبائك.
وما زاد الأمر سوءًا تراجع المؤشرات الأمريكية هي الأخرى، فصار الطلب على النفط من خسائر سوق النفط، ومن خسائر المؤشرات الأمريكية. ورغم هذا يرى بنك أوف أمريكا وصول سعر الذهب لـ 3,000 دولار خلال 18 شهر.
وكما أوضحنا أمس، وفق بيانات بلومبرج، فالتدفقات لصناديق المؤشرات المتداولة للذهب مستمرة في تلقي تدفقات هي الأقوى في تاريخها.
وأمّا معادن (SE:1211) البلاديوم والبلاتين، فهي معادن وثيقة الصلة بصناعة السيارات، ومع ما يحدث في الصناعة العالمية، وفي سوق النفط، فمن المتوقع هبوط المعادن بقوة بالتزامن مع تراجع صناعة السيارات.
أمّا النحاس، فيعد مقياسًا على النشاط الصناعي العالمي، ويدعوه البعض الدكتور نحاس، ومع استمرار الانهيار العالمي يستمر المعدن فس السقوط.
وتقول بي إتش بي جروب، أكبر شركات التعدين في العالم، إن الموجة الثانية التي يخشاها الجميع في الصين، تمثل خطورة على التعافي الصناعي، وبالتالي الخطر لم يزل بعد.
ويقول جيانغ هانغ، لبلومبرج إن أزمة النفط تضرب المعادن الأساسية، والتي تفقد دوافع تعافيها. فما زال السوق يحتسب ضعف الصين حتى قبل تفشي فيروس كورونا.