دبي (رويترز) - عبرت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن قلقها إزاء "تهديدات أمنية حقيقية" تواجهها السعودية من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران وأماكن أخرى في المنطقة بعد هجمات على قلب صناعة النفط بالمملكة، وقالت إنها ستبحث عن سبل لتحسين دعم دفاعات السعودية.
وقالت السفارة الأمريكية بالرياض في وقت سابق يوم الاثنين إن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن السعودية، وذلك في أعقاب شن الحوثيين المتحالفين مع إيران ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على المملكة ومن بينها هجوم استهدف منشأة حيوية لتصدير النفط.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض "ما زلنا قلقين إزاء تكرار هجمات الحوثيين على السعودية. تصعيد هجمات كتلك ليس تحركا من جماعة جادة حيال السلام".
وأضافت في إفادة صحفية في واشنطن "نتفهم أنهم (السعوديون) يواجهون تهديدات أمنية حقيقية من اليمن وآخرين في المنطقة... سنبحث عن سبل لتحسين دعم قدرة السعودية على الدفاع عن أراضيها في مواجهة التهديدات".
وقالت السلطات السعودية إن هجمات يوم الأحد لم تسفر عن ضحايا أو خسائر في الممتلكات وإن الهجمات استهدفت ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، التي توجد فيها مصفاة وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، ومجمعا سكنيا في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية (SE:2222) العملاقة المملوكة للدولة.
ودفعت الهجمات أسعار خام برنت لتتجاوز 70 دولارا للبرميل وهو أعلى سعر منذ يناير كانون الثاني 2020. ووقعت في فترة شقاق في التحالف المستمر منذ عقود بين السعودية والولايات المتحدة إذ يضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرياض فيما يتعلق بسجلها لحقوق الإنسان والحرب المدمرة في اليمن.
وقالت السفارة الأمريكية في السعودية في تدوينة على تويتر باللغة العربية "تُظهر اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام".
وأضافت "تقف الولايات المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية وشعبها. إن التزامنا بالدفاع عن المملكة وأمنها أمر ثابت".
ويقاتل الحوثيون التحالف بقيادة السعودية في اليمن منذ نحو ست سنوات في صراع يعد على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
وفي وقائع جديدة يوم الاثنين، قال التحالف إنه اعترض ودمر صاروخا باليستيا متجها نحو مدينة خميس مشيط بجنوب السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن وطائرة مسيرة ملغومة أُطلقت صوب المنطقة الجنوبية (SE:3050) بالمملكة.
وقالت قوات الحوثيين إنها أصابت هدفا عسكريا بمطار أبها بالسعودية، قرب الحدود مع اليمن، بطراز جديد من الصواريخ الباليستية.
* اتهامات
قال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، وهو أيضا المتحدث باسم التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يحارب الحوثيين، في تصريحات لقناة العربية إن إيران تهرّب الصواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين. ونفت الجماعة وطهران مثل هذه الاتهامات في الماضي.
وقالت الرياض مرارا إن أي محادثات تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يجب أن تشمل برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعمها لوكلاء في المنطقة بما في ذلك اليمن.
وقال الحوثيون إن العملية التي نفذوها يوم الأحد باستخدام 14 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ باليستية هاجمت أيضا أهدافا عسكرية في مدن الدمام وعسير وجازان.
كان التحالف قد أعلن اعتراض 12 طائرة مسيرة مفخخة دون أن يحدد الأماكن المستهدفة في المملكة وكذلك اعتراض صاروخين باليستيين أطلقا باتجاه مدينة جازان (SE:6090).
وذكرت وزارة الدفاع السعودية في وقت لاحق أنها اعترضت طائرة مسيرة مفخخة قادمة من جهة البحر قبل أن تصيب هدفها في رأس تنورة. وسقطت شظايا صاروخ باليستي بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه أرامكو.
ويوجد الموقعان في المنطقة الشرقية (SE:3080) على ساحل الخليج في الجهة المقابلة لإيران وبالقرب من العراق والبحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي. ويقع اليمن على بعد نحو ألف كيلو متر إلى الجنوب الغربي على خليج عدن.
وتوجد في المنطقة الشرقية بالسعودية معظم مرافق الإنتاج والتصدير لشركة أرامكو. وفي 2019، تعرضت المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، لهجوم كبير على منشآت نفطية تبعد بضعة كيلومترات عن المنشآت التي قُصفت يوم الأحد. وحمّلت الرياض إيران المسؤولية عن الهجمات وهو ما تنفيه طهران.
وأجبر هجوم 2019، الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه وقالت الرياض إنه لم ينطلق من اليمن، السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام مؤقتا.
وأرسلت الولايات المتحدة بعد هذا الهجوم قوات أمريكية وعتادا عسكريا لدعم الدفاعات الجوية والصاروخية للمملكة.
وكثف الحوثيون هجماتهم على السعودية عبر الحدود في الآونة الأخيرة فيما تسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة.
وأعلن بايدن في فبراير شباط وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للتحالف في اليمن لكنه قال إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها.
وقال التحالف بقيادة السعودية يوم الأحد إن الحوثيين تجرأوا بعد أن ألغت إدارة بايدن تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا وهو التصنيف الذي كانت إدارة ترامب قد فرضته.
(تغطية صحفية إلن فرنسيس وماهر شميطلي من دبي وباتريشيا زينجرل من واشنطن - إعداد سلمى نجم ودعاء محمد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)