إيران تعتقل أوروبيين بتهمة الضلوع في الاضطرابات

رويترز

تم النشر 30 سبتمبر, 2022 16:10

محدث 30 سبتمبر, 2022 23:00

من باريسا حافظي

دبي (رويترز) - قالت وزارة المخابرات الإيرانية يوم الجمعة إن السلطات اعتقلت تسعة أوروبيين لاتهامهم بالضلوع في اضطرابات واحتجاجات نشبت في البلاد إثر وفاة شابة وهي محتجزة لدى الشرطة.

وتلقي إيران بمسؤولية تأجيج الاحتجاجات التي انتشرت في أنحاء البلاد على "أعداء أجانب".

ومن المرجح أن يتسبب اعتقال أوروبيين، من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد ودول أخرى، في تصعيد التوتر بين إيران والغرب بشأن وفاة الشابة مهسا أميني.

يأتي التصعيد مع ورود أنباء عن سقوط المزيد من القتلى، وقال مسؤول إن 19 قتلوا بعد أن أطلقت قوات الأمن النار على محتجين مسلحين هاجموا مركزا للشرطة.

وردت طهران على الإدانات الدولية بانتقادات واتهمت الولايات المتحدة باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار إيران.

وذكرت وزارة المخابرات في بيان نشرته وسائل إعلام إيرانية أن التسعة، الذين لم تعلن هوياتهم، اعتقلوا "خلال أعمال الشغب أو خلال التآمر في الخفاء".

واحتجزت شرطة الأخلاق، التي تطبق القيود التي تفرضها إيران على ملابس النساء، أميني (22 عاما)، وهي من مدينة سقز الكردية شمال غرب البلاد، في طهران هذا الشهر بسبب "ملابسها غير اللائقة".

وتوفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى إثر دخولها في غيبوبة. وأثارت وفاتها أول ظهور كبير للمعارضة في شوارع إيران منذ أن سحقت السلطات احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019. وسرعان ما تحولت المظاهرات إلى انتفاضة شعبية ضد المؤسسة الدينية.

وانتشرت المظاهرات من البلدة التي جاءت منها أميني لكل الأقاليم الإيرانية البالغ عددها 31 إقليما وشاركت فيها كل فئات وطبقات المجتمع بما شمل أقليات عرقية ودينية.

وخشية انتفاضة عرقية وفي استعراض للقوة، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف في المنطقة الكردية شمال العراق قبل أيام بعد أن اتهمت المعارضة الكردية الإيرانية بالضلوع في الاضطرابات.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وتقول جماعات غربية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن إيران، التي تهيمن عليها الأغلبية الشيعية الفارسية، تمارس التمييز ضد الأقليات العرقية والدينية. وتنفي طهران ذلك.

* قمع

بينما لا يتوقع محللون أن تطيح تلك الاحتجاجات برجال الدين الحاكمين في إيران، إلا أنهم قالوا إن صعوبات جمة تواجههم للخروج باستراتيجية لنزع فتيل الغضب الشعبي.

وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن العشرات من النشطاء والطلبة والفنانين اعتقلوا، وقالت لجنة حماية الصحفيين على تويتر إنها علمت أن قوات الأمن اعتقلت 28 صحفيا على الأقل حتى 29 سبتمبر أيلول.

ودعا أحد رجال الدين النافذين في إيران إلى التعامل بحزم مع المحتجين.

وقال محمد جواد حاج علي أكبري، الذي أم صلاة الجمعة في طهران "أمننا هو سمتنا المميزة. الشعب الإيراني يطالب بتوقيع أقصى عقوبة على مثيري الشغب الهمجيين هؤلاء". وأضاف "الشعب يريد توضيح ملابسات وفاة مهسا أميني... حتى لا يستغل الأعداء هذا الحادث".

وقالت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة إن قمع الحكومة للمظاهرات تسبب حتى الآن في مقتل ما لا يقل عن 52 شخصا، إلى جانب إصابة المئات.

رغم ارتفاع عدد القتلى، فإن مقاطع فيديو منشورة على مواقع للتواصل الاجتماعي تظهر مطالبة محتجين بإسقاط المؤسسة الدينية.

وسُمع دوي إطلاق نار كثيف في مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مع ترديد المحتجين هتاف "الموت لخامنئي"، في إشارة إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

ونشرت جماعة هنجاو المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان مقطع فيديو وقالت إنه يظهر محتجين في سقز، مسقط رأس أميني، في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة. وظهرت في الفيديو شابات يهللن وهن يخلعن حجابهن ويلوحن به احتجاجا على قواعد تطبقها إيران تقضي بارتدائه.

ونشر حساب (1500 تصوير) على تويتر،الذي يتابعه أكثر من 150 ألف مستخدم، مقاطع فيديو قال إنها لمظاهرات في عبادان، ردد فيها المتظاهرون هتاف "رجال الدين يجب أن يرحلوا"، وقيل إن مقاطع فيديو أخرى تظهر احتجاجات في كرج غربي طهران وأصفهان في وسط إيران.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة مقاطع الفيديو.

* هجمات على مراكز للشرطة

أفاد التلفزيون الرسمي بأن "أفرادا مسلحين مجهولين" فتحوا النار على قسم شرطة في زاهدان جنوب شرق البلاد مما دفع قوات الأمن إلى الرد بإطلاق النار. وقال حاكم محلي للتلفزيون الرسمي إن 19 قتلوا من بينهم أفراد من قوات الأمن. وأصيب 20.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن قائد مخابرات الحرس الثوري في إقليم سيستان وبلوشستان قتل في زاهدان خلال اشتباكات مع "إرهابيين".

وأظهر مقطع فيديو على وسائل تواصل اجتماعي تقديم محتجين المساعدة والإسعافات الأولية للعديد من زملائهم المصابين أحدهم حاول وقف نزيف رجل بدا مصابا بعيار ناري في الرقبة.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن السلطات أعلنت أن جامعة زاهدان ستقدم المحاضرات عن بعد عبر الإنترنت حتى الثامن من أكتوبر تشرين الأول، وذلك وسط تقارير عن أن الطلبة يخططون لإضراب.