مناوشات بين الشرطة ومحتجين في شنغهاي بسبب قيود كوفيد

رويترز

تم النشر 27 نوفمبر, 2022 07:15

محدث 27 نوفمبر, 2022 19:12

من كيسي هال ومارتن كوين بولارد

شنغهاي/بكين (رويترز) - هتف مئات المتظاهرين في شنغهاي وجرت مناوشات بينهم وبين الشرطة مساء يوم الأحد مع تواصل الاحتجاجات على قيود الصين الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا لليوم الثالث بعد حريق أسقط قتلى في بناية سكنية بأقصى غرب البلاد.

وموجة العصيان المدني، التي امتدت إلى مدن أخرى منها بكين، لم يسبق لها مثيل في بر الصين الرئيسي منذ أن تولى شي جين بينغ السلطة قبل عشر سنوات، وتأتي وسط إحباط متزايد بسبب إقراره لسياسة صفر كوفيد.

وتعيش الصين منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في ظل واحدة من أكثر قيود كوفيد صرامة في العالم.

وأطلق حريق المبنى السكني الشاهق في مدينة أورومتشي شرارة احتجاجات بعد أن أدت مقاطع مصورة للحادث، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اتهامات بأن الإغلاق كان عاملا في سقوط القتلى.

وعقد مسؤولو أورومتشي على نحو مفاجئ مؤتمرا صحفيا في الساعات الأولى من صباح يوم السبت لنفي أن إجراءات مجابهة فيروس كورونا أعاقت فرار السكان وعملية الإنقاذ. وخضع الكثير من سكان أورومتشي البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة لأحد أطول عمليات الإغلاق في الصين إذ منعوا من مغادرة منازلهم لفترة وصلت إلى مئة يوم.

وفي شنغهاي، حافظت الشرطة يوم الأحد على وجودها المكثف على أحد الطرق حيث تحولت وقفة احتجاجية بالشموع في اليوم السابق إلى احتجاجات.

وبحلول مساء يوم الأحد، تجمع مئات الناس في هذه المنطقة.

وجرت مناوشات بين بعضهم وأفراد من الشرطة حاولوا تفريقهم. ورفع المحتجون أوراقا بيضاء تعبيرا عن الاحتجاج.

وقال شاهد من رويترز إن الشرطة اقتادت سبعة محتجين على الأقل.

وقال محتج يبلغ من العمر 26 عاما، طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الأمر، "نريد حقوق الإنسان الأساسية فقط. لا يمكننا مغادرة منازلنا دون إجراء اختبار (كورونا). حادث شينجيانغ دفع الناس لما هو أبعد من ذلك كثيرا".

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وأضاف "الناس هنا لا ينتهجون العنف، غير أن الشرطة تلقي القبض عليهم بدون سبب. حاولوا الإمساك بي لكن الناس من حولي شدوا ذراعي بقوة وسحبوني للخلف حتى أتمكن من الفرار".

وقال محتج آخر يدعى شون شياو "أنا هنا لأنني أحب بلدي، لكني لا أحب حكومتي... أريد أن أكون قادرا على الخروج بحرية، لكن لا يمكنني ذلك. سياستنا إزاء مجابهة كوفيد-19 لعبة ولا تستند إلى العلم أو الواقع".

وتحول تجمع في شنغهاي لتأبين ضحايا حريق البناية أمس السبت إلى احتجاج على قيود كوفيد إذ هتف الحشد مطالبا بإنهاء الإغلاق.

وطبقا لشهود ومقاطع مصورة بدأت مجموعة كبيرة من الناس في وقت آخر في الهتاف "يسقط الحزب الشيوعي الصيني ويسقط شي جين بينغ"، في احتجاج علني نادر ضد القيادة الصينية.

- أورومتشي وبكين وووهان

نظم العشرات في جامعة تسينغهوا المرموقة في بكين يوم الأحد احتجاجا سلميا على قيود فيروس كورونا رددوا خلاله النشيد الوطني، وفقا لصور ومقاطع مصورة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصف أحد الطلبة الذين شاهدوا احتجاج تسينغهوا لرويترز شعوره بالدهشة من الاحتجاج في واحدة من أكبر جامعات الصين، وهي الجامعة التي درس فيها الرئيس الصيني.

وقال الطالب، رافضا نشر اسمه نظرا لحساسية الأمر، "كان الناس هناك متحمسين جدا، وكان المشهد مثيرا للإعجاب".

وفي مدينة ووهان بوسط البلاد، والتي انتشر منها الوباء قبل ثلاث سنوات، نزل مئات السكان يوم الأحد إلى الشوارع حيث حطموا حواجز معدنية وأسقطوا خياما مخصصة لإجراء فحوص فيروس كورونا وطالبوا بإنهاء عمليات الإغلاق، وفقا لمقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتسن التحقق من صحتها بشكل مستقل.

وتفجر الغضب بين السكان وخرجت حشود إلى الشوارع يوم الجمعة عقب حريق أدى لمقتل عشرة أشخاص يوم الخميس في بناية مرتفعة في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ. وردد المحتجون هتافات "ارفعوا الإغلاق!"

- صفر كوفيد

تلتزم الصين بسياسة صفر كوفيد حتى في الوقت الذي يحاول فيه معظم العالم التعايش مع فيروس كورونا. وعلى الرغم من أن عدد الإصابات بالصين تعتبر منخفضة طبقا للمعايير العالمية، فقد سجلت الإصابات مستويات قياسية لأيام مع إعلان السلطات الصحية يوم الأحد تسجيل ما يقرب من 40 ألف إصابة يوم السبت.

وتدافع بكين عن سياسة الرئيس شي الخاصة بصفر كوفيد قائلة إن هدفها إنقاذ الأرواح وإنها ضرورية لعدم الضغط على نظام الرعاية الصحية بما يفوق طاقته. وتعهد المسؤولون بالاستمرار في انتهاج هذه السياسة على الرغم من المعارضة الشعبية المتصاعدة وتزايد الخسائر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

- احتجاجات نادرة

الاحتجاجات العامة في الصين أمر نادر الحدوث إذ أن المساحة المتاحة للمعارضة مُحيت تقريبا في عهد شي، مما أجبر المواطنين على التنفيس عن غضبهم فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي في لعبة قط وفأر مع القائمين على الرقابة.

وهذا الاستياء المتنامي جاء بعد ما يزيد قليلا فحسب عن الشهر من حصول شي على ولاية ثالثة زعيما للحزب الشيوعي.

وقال دان ماتينجلي الأستاذ المساعد للعلوم السياسية بجامعة يال "سيضع ذلك ضغطا كبيرا على الحزب للرد على ذلك. هناك احتمال كبير أن يكون أحد الردود هو القمع وسيعتقلون بعض المحتجين ويحاكمونهم".

لكنه قال إن الاضطرابات بعيدة كل البعد عما شهدته البلاد في 1989 عندما وصلت الاحتجاجات لذروتها بالقمع الدموي لها في ساحة تيانانمين.

ودعا سكرتير الحزب الشيوعي في شينجيانغ، ما شينجروي، يوم السبت سلطات الإقليم إلى تعزيز إجراءات الحفاظ على الأمن واحتواء "الرفض العنيف غير القانوني لإجراءات الوقاية من كوفيد".

وقال مسؤولون في شينجيانغ يوم الأحد إن خدمات النقل العام ستستأنف عملها تدريجيا اعتبارا من يوم الاثنين في أورومتشي.

وفي مدينة لانتشو في شمال غرب البلاد، أظهرت منشورات على وسائل للتواصل الاجتماعي سكانا يوم السبت وهم يسقطون خيام موظفي مكافحة كوفيد ويدمرون أكشاك إجراء الفحوص. وقال المحتجون إن السلطات فرضت إغلاقا رغم أن الفحوص لم تثبت إصابة أيهم بالمرض.