investing.com - تعد 2017 السنة التي غيرت مسار العملات الرقمية، إذ نمت القيمة السوقية الإجمالية للسوق لتصل إلى أكثر من 600 مليار دولار بحلول نهاية العام، مقارنة بنحو 15 مليار دولار في يناير من نفس العام.
وفي حين أن ارتفاع أسعار العملات الرقمية كانت بمثابة حاجز أمام دخول المستثمرين الجدد السوق، لكن الوضع لم يستمر طويلا وانخفضت الأسعار في حركة تصحيح للسوق بعد الارتفاعات الصاروخية. واعتبرت حركة التصحيح هذه فرصة سانحة للمسثتمرين الجدد، ولكن بعضهم لايزال مترددا بسبب الأكاذيب التي يرددها الناس ووسائل الإعلام.
إن التضليل ليس شيئا جديدا بالنسبة لأي تقنية أو فئة أصول جديدة، لذلك ليس من المفاجيء أن تكون العملات الرقمية واجهت معركة شاقة من أجل أن تحصل على قبول الناس لها. وفي هذا الموضوع نعالج بعضا من المفاهيم الخاطئة حول دخول سوق التشفير ونوضح الالتباس حول إضافة العملات الرقمية ضمن حسابات التقاعد.
أولا لقد فات أوان الاستثمار:
مع ارتفاع أسعار العملات الرقمية في عام 2017، أعرب الكثيرون عن خيبة أملهم لكون الفرصة فاتتهم في الاستثمار في هذا السوق، ولكن هذا ليس صحيحا، إذ إن قيمة العملات الرقمية وتأثيرها سينمو مع تنقيح التقنية ودخولها حيز التطبيق اليومي، وأكد على هذا تقرير صادر من بنك"جي بي مورغان" موضحا أن تقنية البلوكتشين والأصول الرقمية ستستمر في النمو والتطور.
ثانيا يجب أن يكون الفرد خبيرا في التقنية للتعامل مع العملات الرقمية:
بالطبع من المهم على الشخص أن يكون مدركا لفئة الأصول التي يتعامل معها، ولكن هذا لا يعني أن الأمر يحتاج إلى دراسة مفصلة حول تقنية البلوكتشين والتشفير، والأمر مشابه لحاملي أسهم جوجل والذين لا يضطرون إلى فهم خوارزميات محرك البحث.
كل ما يجب على المستثمر فعله هو إجراء بحث عن العملة التي يرغب الاستثمار فيها، تسليح النفس بالمعرفة لاتخاذ قرارت ذكية، والتواصل مع خبراء في هذا المجال للتعرف على الاستراتيجيات الأساسية وكيفية ارتباط العملة بالسوق.
ثالثا سوق العملات الرقمية خاص بالمحتالين والمجرمين:
تعرض السوق لانتقادات واسعة، ومنها وصف بنك "جي بي مورغان" له بالتزوير، وتهديدات الرئيس التنفيذي للبنك، جايمي ديمون، بطرد أي موظف يشترك في السوق ويقوم بالتداول. ومثل أي اختراع جديد تعرض سوق التشفير للعديد من العقبات واستغله المجرمين للقيام بأنشطة غير مشروعة، ولكنه استطاع الصمود وإثبات نفسه بقوة كمجال للاستثمار، كما بدأت تقنية البلوكتشين تستخدم في مجالات مختلفة كالرعاية الصحية كوسيلة لتخزين سجلات المرضى وتسجيل تفشي الأمراض.
واعتبارا من يوليو الماضي، أصبح هناك 3.434 جهاز صراف آلي خاص بالبيتكوين في جميع أنحاء العالم، منهم 274 في مدينة نيويورك.
رابعا العملات الرقمية مليئة بالتهديدات الأمنية:
شهد السوق عدد كبير من عمليات الاحتيال والسرقات، والسبب الأكبر في هذه السرقات ليست العملات ولكن الممارسات الخاطئة للمستثمرين، فكل مستثمر يمتلك مفتاح خاص للوصول إلى محفظته الرقمية، وفي حالة ضياع المفتاح يتعرض المستثمر للسرقة.
وفي الحقيقة، ليس من الصعب على المستثمرين حماية أصولهم الرقمية، على سبيل المثال يمكنهم الاستعانة بطرق التخزين البارد بعيدا عن شبكة الإنترنت.
خامسا امتثال العملات الرقمية لمصلحة الضرئب يعني نسبة أمان مرتفعة:
إن الامتثال مع قوانين مصلحة الضرائب هو شيء تقوم به معظم الشركات، ولكن إذ كان الفرد يبحث عن عنصر الأمان فهناك أشياء أخرى يجب الانتباه إليها مثل هل تقدم الشركة حلول تخزين باردة؟ هل توفر تأمين على الأصول الرقمية؟ وما مدى تقنين الشركة؟.
سادسا للعملات الرقمية قيود لا تمتلكها العملات التقليدية:
في الحقيقة إن العملات الرقمية تمتاز بحرية أكبر من مثيلتها التقليدية، حيث أنها تقع تحت مظلة حساب ذاتي التوجيه بالنسبة لمصلحة الضرائب، ما يضع مزيدا من قرارات الاستثمار في يد صاحب الحساب، وبالتالي يستطيع المالك الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول الرقمية وغير الرقمية.