investing.com - لتكوين فكرة حول الوقت الصعب الذي شهدته صناعة العملات الرقمية في عام 2018، لا يحتاج الأمر للنظر بعيدا عن عملة البيتكوين، باعتبارها أهم وأكبر عملة في السوق.
كانت البيتكوين قد وصلت لأعلى مستوياتها بقيمة 19.783 دولار في ديسمبر 2017، وفي مطلع العام الجاري وصل سعر العملة إلى 13.500 دولار، واستمرت في التراجع لتصل إلى 3400 دولار في الوقت الحالي، لتفقد حوالي ثلاثة أرباع قيمتها. وشمل هذا التراجع العديد من العملات الرقمية الأخرى مثل الإيثريوم التي تراجعت من سعر 1300 دولار في بداية العام الجاري إلى 91 دولار في 17 ديسمبر الجاري.
ولم تقتصر الأضرار على جانب الأسعار وحسب، إذ تضاءل اهتمام المستثمرين بالعملات الرقمية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وتوجه العديد منهم، الذين كانوا على أمل تحقيق مكسب ضخمة من هذة الصناعة، إلى مجالات ومشاريع أخرى.
وعلى الصعيد الآخر، لم يكن العام الجاري ممتليء بالمشاكل والعقبات فحسب، إذ ارتفاع عدد المؤسسات الاستثمارية في السوق على مدار العام، ومع انتهاء 2018 يطرح السؤال نفسه حول مستقبل صناعة التشفير في العام المقبل 2019.
ومن المتوقع أن يشهد 2019 تزايد في نسبة المؤسسات الاستثمارية في السوق، في ظل تراجع واضح من جانب المستثمرين الأفراد. وتسمح المؤسسات الاستثمارية بأحجام تداول أكبر بكثير مما يسمح به المستثمرين الأفراد، ما يعني أن عدد قليل من هذه المؤسسات كاف للحفاظ على الصناعة.
وهناك العديد من التطورات المحتملة للصناعة في العام المقبل، على سبيل المثال تواجد العملات الرقمية في "ناسداك" أو في منصات مماثلة يمكن أن يدفع المؤسسات الاستثمارية للسوق بشكل أكبر، وبالتالي يحسن من وضع السوق.
ومن ضمن الأحداث المتوقعة في العام المقبل، هو إعلان هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية موقفها من صندوق مؤشرات متداولة للبيتكوين، وهو المقترح الذي قامت الهيئة برفضة وتأجيله عدة مرات، ويتوقع المحللين في حال إصدار المواقفة على الصندوق أن يمثل نقلة نوعية لصناعة التشفير، ويفتح الباب أمام المستثمرين للمشاركة في السوق دون التعرض للمخاطر المتعلقة بالتداول المباشر للعملات الرقمية.
ويمكن أن تشهد العملات الرقمية المستقرة، وهي عملات رقمية مدعومة بعملات ورقية كضمان ضد تقلبات الأسعار، نموا كبيرا في العام المقبل بسبب التقلبات الحادة في العملات الرقمية الاعتيادية، والسعي إلى حلول بديلة أكثر أمانا.