investing.com - في علم الاقتصاد، يعرف التضخم بأنه انخفاض في القوة الشرائية لوحدة واحدة من النقود خلال فترة زمنية معينة. ونتيجة للتضخم يرتفع مستوى أسعار السلع والخدمات. ويعد معدل التضخم السنوي هو الفرق السنوي في مؤشر الأسعار العامة وطريقة القياس الأكثر شيوعا للتضخم.
وبالنسبة للعديد من الدول، يصعب تحقيق معدل تضخم منخفض، والذي يعد أحد أركان أي اقتصاد مستقر، وتكمن صعوبته في الافتقار في الشفافية في العرض النقدي العالمي. وتظهر هذه المشكلة بشكل واضح في البلدان الفقيرة، ونتيجة لذلك تعاني هذه الدول من معدلات تضخم غير مستدامة وتضطر إلى الاعتماد على المقرضين الخارجيين للحفاظ على الاقتصاد.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية وأغلبية دول العالم المتقدم، يحاول صانعو السياسات تحقيق معدل تضخم ما بين 1 إلى 2.5%، وهو المعدل المناسب لخلق اقتصاد قوي من حيث استقرار الأسعار وارتفاع العمالة. ويوصي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والكثير من البنوك المركزية الأخرى بتحقيق معدل تضخم 2.5% لكونه المعدل الأكثر مثالية.
وتعرض النموذج الحالي الذي يتبعه صانعو السياسات إلى العديد من الانتقادات، ولكن الجميع متفق على ضرورة ثبات معدل التضخم بحيث يمكن للشركات والأفراد تخطيط نفقاتهم ودخلهم بشكل مناسب.
وهنا يأتي دور العملات الرقمية، التي توفر فرصة للتجارب النقدية وطرق جديدة لإدارة التضخم في العرض النقدي، بطريقة قد تحطم النموذج الاقتصادي القائم على الديون والذي تتبعه الدول منذ مائة عام.
ويكمن سبب تميز العملات الرقمية في طرقها لإدارة التضخم، مثل النموذج الحسابي الذي توفره البيتكوين ولم يكن موجودا في تاريخ العرض النقدي من قبل، فبفضل العدد المحدد من العملات، وهو حوالي 21 مليون بيتكوين، يمكن معرفة العرض النقدي على العملة في أي وقت. على عكس العملات الورقية التقليدية التي تعاني من عدم القدرة على التنبؤ بالعرض النقدي المستقبلي وتخضع لظروف سياسية واقتصادية.
وحقيقة أن ما يقرب من 83% من عملات البيتكوين قد تم تداوله بالفعل، يعني أن معدل التضخم في البيتكوين منخفض بنسبة 3.35%.
تتميز العملات الرقمية بطريقة أخرى لإدارة التضخم في العرض النقدي وهي طريقة إدارة التوريد، إذ تصدر عمليات طرح العملة "ICO" جزء من عملاتها الرقمية في البداية وثم تصدر بقية العملات في وقت لاحق حسب تقدير الشركة، وفي سيناريو مثالي يمكن أن يتم تسعير هذه العملات الرقمية التي لم تصدر بعد في حالة أن تكون المعلومات الخاصة بها صادقة ومتاحة للجمهور.
ومقارنة بالنموذج الحسابي فإن طريقة إدارة التوريد تفتقر إلى الشفافية واليقين، كما أن أصحاب المشاريع في نموذج إدارة التوريد لديهم سيطرة كبيرة على سيولة عملاتهم، مما يمنحهم المزيد من القدرة على المناورة المالية عند زيادة رأس المال الجديد.