investing.com - يبدو أن حكومة فنزويلا عاجزة أمام القيام بأي خطوة صحيحة لمناسبة اقتصادها المنهار، لذا فقد تقدم بعض الأشخاص المغامرين لمساعدة البلد الذي مزقه التضخم.
تعاون ستيف هانكه ، الخبير في التضخم المفرط وأستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز مع شركة "اير تي ام"، وهي منصة مكسيكية تعتمد على تقنية البلوكتشين، هدف التعاون هو الحصول على مساعدة مالية للفنزويليين المحاصرين بسبب التضخم والوضع الاقتصادي المتردي، وقد تم إطلاق على هذا المشروع اسم "اير دروب فنزويلا".
يهدف هذا المشروع إلى جذب تبرعات العملات الرقمية بقيمة مليون دولار، وتوزيع المبلغ على 100.000 مواطن فنزويلي من خلال منصة "اير تي ام".
وقال هانكه إن المشروع يوفر غرفة مقاصة تسمح بتبادل البوليفار مقابل الدولار والعكس، وهو أفضل بكثير من توزيع النقود مباشرة على المواطنين لتجنب مخاطر التحرك بمبلغ كبير من الأموال.
هذا وتعاني فنزويلا بشدة وهناك حاجة واضحة للمساعدات الإنسانية، إذ تعاني الدولة من تضخم جامح وحشي مما يترك المواطنين دون الحصول على الضروريات الأساسية كالغذاء والدواء، وبلغ معدل التضخم أعلى مستوياته في 10 يناير الماضي بنسبة 117.681%، مما جعل العملة الرسمية للبلاد لا قيمة لها. وأدى عدم وجود قيمة للعملة الرسمية إلى خلو المتاجر الفنزويلية من الإمدادات الأساسية.
ويعتبر مشروع "اير تي ام" مميزا لأنه يتخطى المنع الذي فرضه النظام الاشتراكي على التداول الحر للبوليفار بأسعار السوق، بالإضافة إلى عدم رغبة الحكومة في تواجد التعامل الخاص بالعملات الأجنبية داخل البلاد.
وأضاف هانكه أن التوزيع الناجح لمليون دولار على الفنزويليين، سيساعد في تمهيد الطريق أمام ربط البوليفار بالدولار، وبعبارة أخرى يمكن استخدام منصة "اير تي ام" لمساعدة الفنزويليين على المطالبة باستخدام الدولار في المعاملات اليومية، وبالتالي المساعدة في استقرار الاقتصاد المتردي.
واستعان هانكه بزيمبابوي كمثال على ما يقوله، إذ شهد الاقتصاد في زيمبابوي فترة من التضخم الحاد ولكن السكان قرروا بصورة عفوية باستخدام الدولار بدلا من العملة الرسمية، مما أدى لسرعة استقرار الاقتصاد.
وتوقع هانكه أن تحذو بعض المنظمات الإنسانية حذوه، وتقوم بتحرك محتمل مستقبلي لتوزيع المساعدات المادية على المناطق المنكوبة بأزمات مماثلة.