حرائق الغابات تستعر والمزارعون يواجهون موجة حارة جديدة تغزو غرب أوروبا

رويترز

تم النشر 11 أغسطس, 2022 20:05

من مانويل أوسلوس وستيفان ماهي

هوستنس (فرنسا) (رويترز) - أرسلت دول أوروبية فرق إطفاء لمساعدة فرنسا على مواجهة حريق الغابات يوم الخميس، بينما اشتعلت حرائق غابات أيضا في إسبانيا والبرتغال، وحث رئيس وكالة الفضاء الأوروبية على اتخاذ إجراءات فورية لمكافحة تغير المناخ.

وحاول أكثر من ألف من رجال الإطفاء، تدعمهم طائرات رش المياه، لليوم الثالث احتواء حريق أجبر الآلاف على النزوح من منازلهم وأتى على آلاف الهكتارات من الغابات في منطقة جيروند بجنوب غرب فرنسا.

وفي ظل مزيج من عوامل خطيرة تشمل درجات الحرارة شديدة الارتفاع، وظروف الجفاف والرياح التي تؤجج ألسنة اللهب، تكافح خدمات الطوارئ للسيطرة على الحريق.

وقال جريجوري أليون المسؤول في هيئة الإطفاء الفرنسية لراديو (آر.تي.إل) "إنه غول، إنه وحش".

وزادت موجات الحر والسيول وذوبان الجليد المخاوف المرتبطة بتغير المناخ وزيادة تكرار الأحوال الجوية المتطرفة في أنحاء العالم.

وقال رئيس وكالة الفضاء الأوروبية، جوزيف أشباخر، إن ارتفاع درجات حرارة الأرض وانحسار الأنهار، بحسب القياسات التي تتم من الفضاء، لا يتركان مجالا للشك بأن تغير المناخ يؤثر سلبا على الزراعة والصناعات الأخرى.

وقاست مجموعة من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية درجات حرارة "عظمى" على سطح الأرض تجاوزت 45 درجة مئوية في بريطانيا و50 في فرنسا و60 في إسبانيا في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال أشباخر لرويترز "إنه أمر سيء للغاية. لقد رأينا (أحوالا جوية) متطرفة لم نرصدها من قبل".

وفي رومانيا، حيث أدت درجات الحرارة قياسية الارتفاع والجفاف إلى انخفاض منسوب مياه الأنهار، احتج نشطاء منظمة السلام الأخضر على ضفاف نهر الدانوب للفت الانتباه إلى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض وحث الحكومة على خفض الانبعاثات.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

* مخاطر تغير المناخ

مع توالي موجات الحر التي اجتاحت أوروبا هذا الصيف ودرجات الحرارة الحارقة وحالات الجفاف غير المسبوقة، عاد التركيز مجددا على مخاطر تغير المناخ التي تهدد الزراعة والصناعة وسبل العيش.

ومن المتوقع أن يؤدي الجفاف الشديد إلى تراجع محصول الذرة في الاتحاد الأوروبي 15 بالمئة، لينخفض إلى أدنى مستوى له منذ 15 عاما، في وقت يواجه فيه الأوروبيون ارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة انخفاض صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا عن المعدل الطبيعي.

ودفعت سويسرا بطائرات هليكوبتر عسكرية لنقل المياه جوا إلى الأبقار والخنازير والماعز العطشى التي تعاني تحت أشعة الشمس الحارقة في مروج جبال الألب في البلاد.

في فرنسا، التي تعاني من أقسى موجة جفاف على الإطلاق، تنقل الشاحنات المياه إلى عشرات القرى حيث جفت الصنابير، ويحذر المزارعون من أن نقص الأعلاف قد يؤدي إلى نقص الحليب.

وفي ألمانيا، أدى شح الأمطار هذا الصيف إلى انخفاض مستوى المياه في نهر الراين، الشريان التجاري للبلاد، مما أعاق حركة الشحن وزاد من تكاليفه.

* "مدمرون"

أصدرت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية يوم الخميس تحذيرا من "الحرارة الشديدة" لمدة أربعة أيام لأجزاء من إنجلترا وويلز.

وفي البرتغال، أمضى أكثر من 1500 من رجال الإطفاء سادس يوم في مواجهة حريق غابات في منطقة كوفيلا بوسط البلاد أتى على 10500 هكتار، منها أجزاء من حديقة سيرا (TADAWUL:1810) دا إستريلا الوطنية.

وفي إسبانيا، تسببت العواصف الرعدية في اندلاع حرائق غابات جديدة وأُجلي مئات الأشخاص من مسار أحد الحرائق في مقاطعة كاسيريس.

وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المزيد من طائرات مكافحة حرائق تصل من اليونان والسويد، بينما تنشر ألمانيا والنمسا ورومانيا وبولندا فرق إطفاء للمساعدة في مواجهة حرائق الغابات في فرنسا.

وقال رجال الإطفاء إنهم تمكنوا من إنقاذ قرية بولان بيليه، التي خلت من سكانها بعد أن طلبت الشرطة منهم إخلاء منازلهم مع اقتراب ألسنة اللهب. لكن الحريق وصل إلى أطراف القرية، مخلفا وراءه منازل متفحمة وجرارات معطلة.