اتفقت الولايات المتحدة والصين على المرحلة الأولى من اتفاقية التجارة الأوسع نطاقًا والتي ستؤدي إلى خفض الولايات المتحدة للتعريفة الجمركية أو على الأقل تهدئة المخاوف المؤقتة من تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” انه تم إعلان الصفقة بعد قيام الصين بزيادة مشترياتها من السلع الزراعية الأمريكية مثل فول الصويا ولحم الخنزير والتزامات جديدة بشأن الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا القسري والعملة.
وفي حديثه للصحفيين في واشنطن، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه يتوقع أن تصل قيمة مشتريات المنتجات الزراعية الأمريكية من قبل الصين إلى 50 مليار دولار سنويًا فى وقت قريب جدًا.
وصرح الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتزر، بأن الولايات المتحدة ستعلق أيضا ضرائب الاستيراد الجديدة التي كان سيتم تنفيذها يوم الأحد المقبل والتي تغطي 160 مليار دولار من المنتجات الصينية مثل الهواتف الذكية والألعاب.
وقال لايتزر، إن الدولة الآسيوية ملتزمة بزيادة واردات السلع والخدمات الأمريكية بما لا يقل عن 200 مليار دولار عن مستوى عام 2017 على مدار العامين المقبلين وهذا سيكون أكثر من ضعف القيمة البالغة 187 مليار دولار في السلع والخدمات التي صدرتها الولايات المتحدة إلى الصين في عام 2017.
وفى المقابل، وافق ترامب، على تخفيض بعض التعريفات الأمريكية الحالية وخفض 15% من الرسوم على 120 مليار دولار من الواردات مع الحفاظ على 25% ضريبة على حوالي 250 مليار دولار من البضائع الصينية.
وقال الرئيس الأمريكى إنه سيؤجل أيضا فرض ضرائب جديدة على الواردات التى كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الأحد على 160 مليار دولار من المنتجات مثل الهواتف الذكية والألعاب.
وقال لايتيزر، إنه يتوقع توقيع الاتفاقية المكونة من 86 صفحة أوائل شهر يناير المقبل في واشنطن وإصدارها علنًا.
وأضاف: سيقوم المحامون من كلا الجانبين بمراجعة الاتفاقية قبل التوقيع ويتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بعد 30 يومًا من التوقيع.
وذكرت “بلومبرج” أن واشنطن وبكين خاضة حربًا تجارية منذ ما يقرب من عامين، شملت نحو 500 مليار دولار من المنتجات التي يتم شحنها بين البلدين المتضررين من الرسوم الجمركية.
وقال لايتايزر، إن الصفقة الأولية خطوة مهمة للغاية إلى الأمام وسوف تتجاوز المشتريات الزراعية لتتضمن التزامات مجدية قابلة للتنفيذ بالكامل.
وأضاف أن آلية إنفاذ القرار لحل النزاعات ستسمح لأي من الطرفين بفرض رسوم جمركية في حالة انتهاك الاتفاقية.
وبالنسبة للزراعة، فقد تعهد الصينيون بالتزامات مفصلة من شأنها أن تجعلهم يشترون ما لا يقل عن 16 مليار دولار سنويًا من السلع الأمريكية بالإضافة إلى مستوى ما قبل الحرب البالغ 24 مليار دولار وسوف يسعون لشراء ما يصل إلى 50 مليار دولار سنويًا.
وفي محاولة لتهدئة مخاوف الدول الأخرى التي تقوم الصين بشراء السلع الزراعية منها أكد نينغ جيزه، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أن زيادة المشتريات الزراعية سوف تتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية، ولن تؤثر على مصالح الشركاء التجاريين الآخرين.
وقال المسئولون الصينيون إن النص الذي اتفق عليه الجانبان يضم تسعة فصول تشمل أقسامًا حول الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا القسري والمنتجات الغذائية والزراعية والتمويل والعملة والشفافية وتعزيز التجارة والتقييم الثنائي وحل النزاعات.
وأضافوا إنه سيتم التراجع عن التعريفات الأمريكية على مراحل قائلين إنه سيتم تخفيض الرسوم فقط في المستقبل إذا تم الانتهاء من مراحل أخرى من اتفاق أكبر.
وتعد الصفقة المؤقتة مع الصين انتصارًا سياسيًا قصير الأجل للرئيس الأمريكى وسيسمح له بالادعاء أن تعريفته قد جنت الأرباح.
وأشاد أنصار ترامب، في الكونجرس بهذه الصفقة وكذلك بعض المسئولين الأمريكيين السابقين الذين أجروا التفاوض مع الصين قبل ذلك.
وعلى الجانب الآخر انتقد الديمقراطيون الصفقة حيث قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن ترامب، قدم تنازلات من أجل وعد مؤقت وغير موثوق به من الصين لشراء فول الصويا.
وقال كارل ريكادونا، المحلل لدى وحدة “بلومبرج”ايكونوميكس” إن أحدث تعديلات التعريفة ليست كبيرة بما يكفي للتأثير على توقعات النمو الرئيسية لعام 2020 ومع ذلك فإن هذه التدابير ستعمل على تحسين استعداد الشركات للقيام باستثمار رأس المال.
واوضح كريج ألين، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني أن هذه مرحلة أولى مشجعة تضع أرضية لمزيد من التحسن في العلاقات الثنائية ولكن هذا هو مجرد بداية ولكن المشكلات التي تواجه واشنطن وبكين معقدة ومن غير المحتمل حلها جميعًا بسرعة.
قال ترامب، إن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاقية ستبدأ على الفور حيث تود الصين أن يتم إزالة التعريفة الجمركية ونحن موافقون على ذلك.
لكن لايتزر، أعلن أنه لم يحدد بعد القضايا التي يمكن معالجتها في المرحلة الثانية من المفاوضات أو متى ستبدأ تلك المحادثات.