Investing.com – إرتفع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى في تداولات الجلسة الأمريكية لليوم الإثنين، مدعوماً بتوقعات رفع الفائدة المتزايدة، ومستفيداً من تراجع اليورو الذي شهدته العملة الأوروبية بعد أن أستبعد السياسي المخضرم (ألان جوبيه) نفسه من عملية البحث عن بديل لتعويض المرشح (فرانسوا فيلون) والذي قد تضطره فضيحة فساد من الخروج من السباق نحو الرئاسة الفرنسية.
فلقد تراجع اليورو/دولار بواقع 0.2٪ ليتداول عند 1.0600، بعد ان كان قد سجل أدنى مستوياته في جلسة تداول اليوم عند 1.0576.
ورفض (فيلون) التخلي عن ترشيحه على الرغم من المزاعم بأن زوجته كانت تتقاضى آلاف اليورو من المال العام شهرياً، لتكون مساعدة برلمانية له، ولكنها على أرض الواقع لم تقم بالكثير من العمل.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن جوبيه قد يتقدم إلى الجولة الثانية من الانتخابات في حال إختار الترشح، في حين تتوقع هذه الإستطلاعات أن يغادر فيلون السباق من الجولة الأولى.
وحذر الرئيس المنتهية ولايته (فرانسوا أولاند) أن مرشحة اليمين المتطرف (مارين لوبان) قد تفوز في الانتخابات وتعهد بأن "يفعل كل شيء" في وسعه لمنع وقوع ذلك.
ومن المرجح أن تفوز زعيمة الجبهة الوطنية (ماريان لوبان) في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية والتي ستجري يوم 23 نيسان/أبريل. ولكن إستطلاعات الرأي تشير إلى انها سوف تهزم بعد ذلك في الجولة الثانية من الانتخابات النهائية يوم 7 آيار/مايو أمام مرشح الوسط (إيمانويل ماكرون).
ويتخوف المستثمرون من أن فوز لوبان قد يؤدي إلى خروج الفرنسيين من منطقة اليورو.
وكان الدولار قد حقق المكاسب الأسبوع الماضي، ووصل مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، إلى أعلى مستوياته في قرابة الشهرين يوم الخميس عند 102.27، بعد ان أعلن عدد من أعضاء مجلس بنك الإحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خلال الأسبوع، عن دعمهم لرفع أسعار الفائدة في اجتماع الشهر الحالي. وعند إعداد هذا التقرير، كان مؤشر الدولار يسجل 101.32، بدون تغيير يذكر عن مستوى إفتتاحه لليوم. وعند أعداد هذا التقرير، كان مؤشر الدولار يسجل قراءة قدرها 101.70 ليرتفع بنسبة 0.35٪ على أساس يومي بعد أن كان قد سجل أدنى مستوياته في أسبوع عند 101.23 في وقت سابق.
وكانت رئيسة مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) قد قالت يوم الجمعة أنه "سيكون من المناسب" للبنك المركزي الأمريكي أن يقوم برفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم والمقرر يومي 14 و15 من الشهر الحالي، إذا إستمر الاقتصاد الأمريكي في تحقيق نمو قوي من حيث الوظائف والتضخم.
وبكونه الحدث الأهم على أجندة التقارير الاقتصادية للأسبوع الحالي، تترقب الأسواق العالمية على إختلافها صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والمقرر صدوره يوم الجمعة، وسيتضمن عدداً من الأرقام أهمها عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية ونسبة البطالة في البلاد. ومما يضيف إلى أهمية التقرير أنه سيصدر قبل أقل من أسبوع على إجتماع بنك الإحتياطي الفيدرالي القادم والذي ستتجه له الإنظار حيث يرى الكثير من المحللين والإقتصاديين أنه من المحتمل أن يقوم البنك برفع أسعار الفائدة خلاله. وكان البنك قد أعلن عن طريق محضر إجتماعه الأخير وتصريحات أبرز المسؤولين فيه أنه سيعتمد على البيانات الإقتصادية في قراره برفع أسعار الفائدة من عدمه. وتأتي بيانات سوق العمل والتضخم والنمو الإقتصادي في مقدمة البيانات التي ينظر لها بنك الإحتياطي الفيدرالي عند إتخاذ قراره الأسبوع القادم.
وتسببت كلمات يالين في تعزيز فرص رفع الفائدة برأي الأسواق. فبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن فرصة رفع سعر الفائدة خلال اجتماع الشهر الحالي تقترب الأن من 90٪ بينما كانت أقل من 80٪ يوم الجمعة الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت تقارير إخبارية أن كوريا الشمالية قد قامت بإطلاق أربعة صواريخ بالستيه في وقت مبكر من صباح الإثنين بالتوقيت المحلي، سقط 3 منها في المنطقة الاقتصادية اليابانية الحصرية. وتسببت هذه الأخبار في حالة قلق في الأسواق مما رفع من الطلب على الأدوات الإستثمارية التي تعتبر ملاذاً أمناً في مثل هذه الظروف، مثل الين وسندات الخزينة الأمريكية، وكذلك الذهب.
كما استمرت التطورات السياسية في الولايات المتحدة بالحد من الطلب على الدولار ومساعدة الذهب في الإرتفاع، بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت الرئيس السابق باراك أوباما بالتنصت عليه خلال حملته الانتخابية عام 2016، وهو إتهام رفضه أوباما ومسؤول أستخبارات سابق عالي الرتبة، وعلى الرغم من ذلك حث البيت الأبيض الكونغرس على التحقيق في الأمر. ويخشى المستثمرون أن ينتقص الجدل السياسي القائم من الانتباه الموجه نحو عن قضايا السياسة الاقتصادية.