خشية تفجر حرب مع إيران.. ترامب يتأنى في التعامل مع الهجوم على السعودية

رويترز

تم النشر 18 سبتمبر, 2019 15:07

من ستيف هولاند وروبرتا رامبتون

واشنطن (رويترز) - تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف باندفاعه نهج التأني على غير عادته فيما إذا كان سيحمل إيران مسؤولية الهجمات على منشآت نفط سعودية إذ لم يبد حماسا يذكر لخوض مواجهة في وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه في العام المقبل.

فبعد إصابة معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية يوم السبت لم ينتظر ترامب كثيرا قبل أن يطلق تغريدة قال فيها إن الولايات المتحدة جاهزة للرد كما حمل وزير الخارجية مايك بومبيو إيران المسؤولية عن الهجوم.

غير أنه بعد انقضاء أربعة أيام ليس لدى ترامب جدول زمني للتحرك. بل إنه يريد التريث لمعرفة نتائج التحقيقات فيما حدث كما أنه سيوفد بومبيو لإجراء مشاورات مع نظيريه في السعودية والإمارات هذا الأسبوع.

وقال ترامب للصحفيين يوم الاثنين "الوقت متاح بكثرة. وكما تعلمون لا داعي للعجلة. سنظل كلنا حيث نحن فترة طويلة. لا داعي للعجلة".

وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز يوم الثلاثاء إن واشنطن تعتقد أن الهجوم انطلق من إيران وقال أحدهما إنه من جنوب غرب إيران.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن ترامب الذي عرف عنه التشكك في أجهزة المخابرات الأمريكية يريد أن يضمن تحديد هوية الجهة المنفذة للهجوم بدقة لا تكون مقبولة له وحده بل للشعب الأمريكي.

وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم نشر اسمه "ردا على أكبر هجوم في التاريخ على أسواق النفط العالمية أعتقد أن موقفنا يجب أن يكون عدم التعجل في الرد وضمان توافق الكل معنا".

ويتناقض موقف ترامب اليوم مع موقفه في 2017 بعد أقل من ثلاثة أشهر من توليه الرئاسة عندما لم يصبر سوى يومين قبل أن يشن ضربات جوية لمعاقبة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم بالأسلحة الكيماوية.

* أمريكا أولا

يعكس حذر ترامب شعاره العام "أمريكا أولا" الذي وجد صدى لدى قاعدة مؤيديه في سباق انتخابات الرئاسة عام 2016 والذي يحاول الترويج له مرة أخرى وهو يسعى للفوز بفترة رئاسة ثانية في 2020.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وكانت الأسس التي قام عليها هذا الشعار هي أن حرب العراق كانت إهدارا للأرواح والأموال وأن الحرب في أفغانستان كان يجب أن تنتهي منذ فترة طويلة وأن على واشنطن أن تحصل على مقابل مادي لنشر القوات الأمريكية في الخارج من كوريا الجنوبية وألمانيا.

وقال جون ألترمان خبير شؤون الشرق الأوسط لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية إن ترامب "أصبح يتوخى الحذر على نحو متزايد مع تنامي واقعية أي أعمال عسكرية".

وأضاف "ثمة كتلة كبيرة من الناخبين المؤيدين للرئيس تعتقد أن من الجنون الدخول في حرب مع إيران. وثمة قطاع كبير من قاعدة مؤيديه يعتقد أن أكثر الأمور التي يمكن أن نفعلها جنونا هو إلزام أنفسنا بحروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط".

وقد أدت الهجمات على أهداف سعودية الآن إلى توقف أي مسعى لفتح حوار مع القادة الإيرانيين لمحاولة معرفة ما إذا كانوا على استعداد للتوصل إلى اتفاق فيما يتعلق ببرامجهم النووية والصاروخية ردا على العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشدة على اقتصاد بلادهم.

وقد أزعج استعداد ترامب لتخفيف العقوبات على إيران مستشاره للأمن القومي جون بولتون عندما أثار الرئيس فكرة عقد لقاء يوم الاثنين الأسبوع الماضي حسب ما قاله مصدر مقرب من بولتون. وفي اليوم التالي تم عزل بولتون من منصبه.

وأزاح رحيل بولتون صوتا أساسيا من الأصوات المناهضة لإيران من دائرة المقربين من الرئيس. وتردد أن بولتون المعروف أنه من صقور السياسة الخارجية ثارت ثائرته في يونيو حزيران عندما ألغى ترامب فجأة ضربة جوية ردا على إسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية.

وقال مسؤول كبير سابق بالإدارة الأمريكية "لو أن بولتون موجود لقلنا إنها إيران بكل تأكيد وإن علينا أن نضرب الآن".

ووبخ ترامب السناتور الجمهوري لينزي جراهام وهو من أشد مؤيديه مناصرة له في مجلس الشيوخ بعد أن قال في تغريدة يوم الثلاثاء إن إيران اعتبرت رد ترامب على إسقاط الطائرة المسيرة علامة ضعف.

وقال ترامب على تويتر "لا يا لينزي. بل كانت علامة قوة لا يفهمها البعض!"

وفي فنزويلا ورغم التهديدات المتكررة بأن كل الخيارات مطروحة على المائدة فقد قاوم ترامب اقتراحات بولتون للتركيز بدرجة أكبر على التخطيط العسكري في تلك الدولة حيث فشلت حملة عقوبات وضغوط دبلوماسية قادتها الولايات المتحدة لإبعاد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو عن السلطة.

وإذا لم يحدث تصعيد كبير فمن المتوقع ألا تصل التدابير الأمريكية مستقبلا إلى حد العمل العسكري بسبب غياب التأييد من جانب الناخبين الأمريكيين وكذلك لمعارضة حلفاء في أمريكا اللاتينية.

وقال مصدر في المعارضة الفنزويلية "لابد أن نكون واقعيين. ترامب لن يرسل مشاة البحرية لإنقاذنا".