كتب جيفري سميث
Investing.com -- جرس آخر يقرع في فضاء شركات النفط العملاقة ليوضح حجم الخسائر التي تكبدتها تلك الشركات من انهيار الأسعار، وشركة رويال داتش شل (LON:RDSa) تحت بؤرة الضوء مرة أخرى. تعمد شل إلى شطب أصول بقيمة 22 مليار دولار خلال الربع الثاني، لتوضح حجم الضرر الدائم الذي تسببت فيه الأسعار المنهار جراء تفشي الوباء.
تأتي الأنباء بعد شهرين من إعلان الشركة الإنجليزية الهولندية عن تخفيض توزيعات الأرباح للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. ومرة أخرى توضح حجم المخاطرة لجميع أصول المحفظة لديها، والتي ربما لن يكتب لها التعافي مرة أخرى. ويعود السبب في هذه المخاوف إلى احتمالية تحول الحكومات من حول العالم للوقد غير الكربوني أو منخفض الانبعاثات الكربونية، لبناء وسائل أفضل لتوليد الطاقة.
وللمفارقة تنال محفظة الغتز الطبيعي من شل الضربة الأقوى، بصدمة تتراوح بين 8 إلى 9 مليار دولار. ودفعت الشركة الكثير لزيادة المراكز في الغاز الطبيعي، قبل أربع سنوات فقط، مع استحواذ الشركة على بي جي جروب، إيمانًا بأن الشركة ستقرر التخلص من بعض حيازات الفحم، والسوائل في مزيج الطاقة العالمي.
قرار اليوم يضر بأصول الشركة في أستراليا، ما سيلعب دورًا هامًا في مستقبل الطلب الآسيوي.
على الجانب الآخر، تخفض الشركة محفظتها من أصول الحفر والتنقيب بما يتراوح بين 4 إلى 6 مليار دولار "فقط". ويؤثر هذا على العمليات في البرازيل، وعلى أصول النفط الصخري في الولايات المتحدة. بينما الأصول الخاصة بالمصافي ومحطات التكرير فتخفضها الشركة بما يتراوح بين 3 إلى 7 مليار دولار.
وتتمسك الشركة بتوقعات النفط على المدى الطويل وصولًا لـ 60 دولار للبرميل، وتؤمن بأن الأسعار لن تعود لهذا المستوى إلا في 2023. وللعام المقبل، ترى الأسعار متراوحة بين 35 دولار للبرميل، و40 دولار للبرميل، وتصل لـ 50 دولار في 2022. وتتوقع الشركة أيضًا وصول هوامش التكرير لـ 30% انخفاض على المتوسط للمدى الطويل، خلاف لما توقعت سابقًا.
وفي قرار متشائم، قررت الشركة إيقاف توزيعات الأرباح وإيقاف إعادة مشتريات الأسهم للحفاظ على الموازنة العامة للشركة. وقالت الشركة يوم الثلاثاء إنها ستزيد من _صافي الدين مقابل رأس المال الإجمالي) والذي سيرتفع بنسبة 3%.
تراجعت أسهم الشركة العملاقة بنسبة 2.9% في لندن بعد الأنباء، رغم أن الشركة محت أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية هذا العام لتملح بإقدامها على مثل هذه القرارات. وعلى أساس سنوي تنخفض الأسهم بنسبة 41% على مؤشر فوتسي 100، وكذلك تنخفض بنسبة 31% على مؤشر ستوكس للنفط والغاز الطبيعي.
بينما التحديات الخاصة بالوباء، وبتخفيض الانبعاثات الكربونية ستؤثر على جميع شركات القطاع. وتراجع أداء الشركة يوضح فقدان السوق ثقته في قدرتها على تحقيق عوائد كافية، وكذلك يتأثر السوق بالتوزيعات الربحية المنخفضة.
استطاعت شركة بريتش بتروليوم رفع الأسهم بعد شطبها وحدة البتروكيماويات، إينوس، بقيمة 5 مليار دولار يوم الاثنين، لتصل لهدفها قبل الموعد المحدد.
شل على العكس من هذا، تبدو متضررة من هذه القرارات، ولا أي ملامح حول نوايا تقليل تلك الجهود في الوقت الراهن. فربما تتخلص الشركة من بعض الأصول المنكشفة على خطر كبير، وربما يستمر تخلفها عن نظرائها.