بقلم جيفري سميث
Investing.com – افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية جلسة اليوم الثلاثاء بارتفاعات طفيفة حيث بدا المستثمرون راضين إلى حد كبير عن تبني سياسة الانتظار والترقب قبل انتخابات مجلس الشيوخ في التي تجري في هذه الساعات في ولاية جورجيا.
وفي أول حدث سياسي هام في العام الجديد، تتجه جميع الأنظار إلى الولاية الأمريكية المذكورة، والتي ستقوم اليوم بانتخاب ممثليها الاثنين في مجلس الشيوخ. وستحدد هذه الانتخابات الحزب الذي سيسطر على الغرفة العليا في الكونغرس الأمريكي، وبالتالي السهولة التي يستطيع بها الرئيس المنتخب جو بايدن دفع أجندته، مثل المزيد من حزم التحفيز، أو الانفاق على البنية التحتية، أو قانون يقر فيه رفع الضرائب بهدف جمع المزيد من المال للإنفاق التحفيزي.
وتتوقع شركات المراهنة أن الحزب الجمهوري سيفوز بواحد على الأقل من المقعدين، مما سيُبقي المجلس في قبضته.
ولكن البعض يرى أن فرص الجمهوريين قد تضاءلت بعد أن ذكرت تقارير صحفية أن الرئيس دونالد ترامب قد مارس ضغوطا على وزير ولاية جورجيا براد رافنسبيرغر، بهدف إلغاء نتيجة الانتخابات في ولايته. وصدر التقارير في صحيفة واشنطن بوست المعروفة بميلها الكبير إلى الديمقراطيين، فيما بدى على أنه تقرير إخباري مصمم خصيصاً للتأثير على الانتخابات المقررة اليوم، وإلحاق الضرر بفرص المرشحين الجمهوريين لكلا المقعدين، من خلال ردع أنصار الرئيس ترامب والحزب الجمهوري عن التصويت في هذه الانتخابات.
وكان مسؤولو الانتخابات في الولاية قد قالوا إنهم لا يتوقعون ظهور نتائج واضحة لهذه الانتخابات قبل صباح يوم غد الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وعند الساعة 9:40 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:40 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تقدم مؤشر داو جونز بـ 159 نقطة، أو ما يعادل نحو 0.4٪، ليشير إلى 30,383 نقطة. كما ارتفع مؤشر إس إن بي 500 ومؤشر نازداك بنسبة 0.5٪.
كان المزاج مدعومًا بعلامات القوة في التصنيع الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر معهد إدارة التوريد لمدراء المشتريات أو ما يعرف اختصاراً باسم ISM، إلى أعلى مستوى له في عامين ونصف، مسجلاً 60.7 نقطة، ليتفوق بسهولة على التوقعات التي كانت تترقب تراجعاً طفيفاً.
وكانت المؤشرات الأمريكية الرئيسية قد افتتحت العام بخسائر تجاوزت الـ 1٪ في جلسة الأمس، تحت ضغط مزيج من المخاوف بشأن مسار الوباء وعدم اليقين بشأن انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا.
ومن بين الأسهم التي تحركت بقوة فور قرع جرس الافتتاح، قفزت أسهم خدمة البث الرياضي فوتبو تي في (NYSE:FUBO) بنسبة 17٪ بعد إصدار الأرقام الأولية لنتائج الربع الرابع. فلقد أعلنت الشركة أن عدد المشتركين قد ارتفع إلى 545 ألف مشترك بنهاية العام المنتهي للتو. وبعد هذا الارتداد القوي، عاد السهم إلى حيث كان تقريباً، قبل أن يعلق في فقاعة مضاربة في منتصف الشهر الماضي، تسببت في مضاعفة سعر السهم، ثم انخفاضه بنسبة 70٪. وحتى قبل صدور أرقام هذا الصباح، والصعود القوي للسهم، كانت شركات الوساطة المالية قد بدأت تقول إن السهم قد ذهب بعيداً جداً.
وشهد قطاع الطاقة صعوداً جماعياً، بعد أن ذكرت تقارير إخبارية أن روسيا وأوبك قد أصبحتا على وشك التخلي عن خطط زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً، والتي كانت روسيا ترغب بإقرارها اعتباراً من بداية فبراير. فلقد قفز سهم أوكسيدنتال (NYSE:OXY) بنسبة 5.7٪، بينما ارتفع إكسون موبل (NYSE:XOM) بنسبة 2.2٪، وشيفرون (NYSE:CVX) بنسبة 1.8٪.
وانخفض سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) بنسبة 1.2٪ بعد صدور أرقام أظهرت خسارة حصتها في السوق الذي يُعد نسبياً أكثر أسواق السيارات الكهربائية تطوراً في العالم. فلقد تفوقت الشركات المنافسة بشكل مريح على الشركة الأمريكية في السوق النرويجي العام الماضي، حيث حققت كل من فولكسفاغن (DE:VOWG_p) ونيسان (OTC:NSANY) وهيونداي مبيعات أكثر من تسلا في الدولة التي تشكل المركبات الكهربائية أكثر من نصف السيارات الجديدة التي يتم تسجيلها فيها. ويتعارض هذا مع تفوق تسلا المستمر في أسواق الولايات المتحدة والصين للسيارات الكهربائية.
كما قفزت إيصالات الإيداع الأمريكي ADRs لأسهم تشاينا يونيكوم (NYSE:CHU) بنسبة 14٪ وكل من تشاينا موبايل (NYSE:CHL) وتشاينا تيليكوم (NYSE:CHA) بـ 9.1٪ بعد أن عكست بورصة نيويورك للأوراق المالية قراراً كانت قد أعلنته قبل 4 أيام فقط، بإلغاء إدراج أسهم الشركات الصينية المملوكة للدولة، بعد أمر تنفيذي رئاسي أصدره الرئيس ترامب.