Investing.com - تشير أغلب التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيقرر زيادة معدل الفائدة خلال اجتماعه الحالي، للمرة الرابعة خلال العام الجاري، بالرغم من إشارات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، والتقلبات القوية التي ضربت الأسواق العالمية.
وتأتي هذه التوقعات بالتزامن مع استمرار الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على الفيدرالي لوقف السياسة التي يتبعها حاليًا بشأن تشديد الأوضاع المالية، على اعتبار أنه يضر بالاقتصاد الأمريكي.
وحذر ترامب في تغريدة له أعضاء السياسة النقدية من ارتكاب "خطأ" آخر باتخاذ قرار الزيادة كما ألمح إلى الخسائر التي تعود على سوق الأسهم، واصفًا تحركات الفيدرالي إزاء معدل الفائدة بـ "الجنون والغباء والخطأ".
وأعرب عن إحباطه بشأن المعدلات المرتفعة، كما أبدى ندمه لاختيار "جيروم باول" في هذا المنصب، معتبرًا أن تفكير الاحتياطي الفيدرالي في رفع معدل الفائدة مرة أخرى وسط قوة الدولار وعدم وجود تضخم فعلي أمر لا يصدق.
كان الاحتياطي الفيدرالي قد قام برفع معدل الفائدة بحوالي 25 نقطة أساس لمدة 8 مرات حتى الآن، منذ بدء دورة التشديد النقدي الحالية في ديسمبر 2015، ليتراوح في الوقت الحالي بين 2 إلى 2.25%.
وفي حال إعلان رفع معدل الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي المقرر عقده اليوم، ستكون المرة الأولى منذ عام 1994 التي تشهد خلالها الأسواق تشديد السياسة النقدية رغم الخسائر، وذلك بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" العالمية.
كان أداء الاقتصاد الأمريكي جيد خلال هذا العام، وسط توقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي بأسرع وتيرة في 13 عامًا، وتراجع معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1969، أما معدل التضخم فقد سجل % في الإثنى عشرة شهراً المنتهية في نوفمبر الماضي مقابل 2.5% المسجلة بنفس الفترة من أكتوبر الماضي، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
وعلى هذا النحو، فإن الاحتياطي الفيدرالي رفع معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية مرة خلال كل ربع من الثلاثة فصول الأولى من العام الجاري، مع زيادة أخرى قريبة خلال الربع الأخير.
خلال الفترة الماضية، تصاعدت وتيرة التكهنات من أن الاحتياطي الفيدرالي ربما يقرر وقف دورة التشديد النقدي الحالية وسط إشارات تنذر باضطراب أكبر اقتصاد بالعالم، ولكن بالرغم من ذلك مازال هناك فريقًا آخر يؤيد العكس.
اتبع المركزي الأمريكي لهجة جديدة خلال اجتماع أعضاء السياسة النقدية بالبنك في سبتمبر الماضي، حيث حذف فقرة تتعلق بموقفه تجاه السياسة النقدية وتكرر في كل بياناته الأخيرة، وكانت الفقرة المحذوفة تنص على: "موقف السياسة النقدية يظل تيسيري ما يدعم ظروف سوق العمل القوي وعودة مستمرة للتضخم إلى 2%".
ومن المتوقع زيادة معدل الفائدة بنحو 25 نقطة أساس لمدة ثلاث مرات خلال العام القادم، مع زيادة واحدة في عام 2020 بنفس الوتيرة، وذلك وفقًا لأحدث التقديرات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي، ولكن المستثمرون لديهم شكوك حول هذا الأمر، خاصة في ظل التوقعات التي تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يواجه رياح عكسية في 2019.