من خلال مركز للتكنولوجيا.. رجل أعمال لبناني يتحدى الأزمة في بلاده

رويترز

تم النشر 16 يونيو, 2021 18:40

من علاء كنعان

(رويترز) - على الرغم من المصاعب التي يتمثل بعضها في معاناة موظفيه لإيجاد بنزين لسياراتهم كي يتوجهوا إلى مقر عملهم، واجتهاده لتقديم منتج مميز يقنع العملاء بمواصلة التعامل مع شركة مقرها لبنان، عالي المخاطر.. تزدهر شركة التكنولوجيا التي يملكها رجل الأعمال اللبناني فادي ضو.

وتنتج شركة (ملتي لين) التي أسسها ضو معدات الاختبار والقياس للبنية التحتية لمراكز البيانات، ومن بين عملائها العالميين شركات مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) وأبل وجوجل (NASDAQ:GOOGL).

وقال ضو "التصور الخاص بكل شيء وتصميمه وبناؤه يأتي من لبنان".

ونظرا لأن لبنان يواجه أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها من أسوأ موجات الركود في التاريخ الحديث، كان لزاما على ضو أن يتغلب على تحديات عديدة، منها على سبيل المثال بناء إمدادات الطاقة الشمسية الخاصة به حتى لا يعتمد على شبكة الكهرباء (SE:5110) الحكومية، وليدير عملية تصدير منتجاته بنجاح.

وعاد ضو إلى لبنان عام 2006 بعد أن أقام 25 عاما في الولايات المتحدة. وفي نوفمبر تشرين الثاني 2019، وبعد شهر من بدء انهيار الاقتصاد اللبناني، أطلق حديقة حومال للتكنولوجيا في مسقط رأسه بلدة حومال، على بعد 15 كيلومترا من بيروت ليوسع إنتاجه.

وقال ضو إن شركات التكنولوجيا العالمية "تختار العمل مع لبنان مع علمها بأن لبنان بلد عالي الخطورة، لذلك علينا أن نقدم ضعف العرض من حيث القيمة، من حيث الابتكار ووقت التسويق. علينا أن نعمل بجدية أكبر.

"نصنع منتجا عالي القيمة يحل بشكل مميز مشكلة في الصناعة، لذلك يشترونه منا".

وعلى مدى العامين الماضيين، شهد لبنان انتفاضة شعبية ضد زعمائه السياسيين، وجائحة كوفيد-19 العالمية، وانفجارا هائلا في مرفأ بيروت أسفر عن مقتل 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.

كما فقدت عملته، الليرة، نحو 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار وتسببت الأزمة في إلغاء ألوف الوظائف ودفعت أكثر من نصف سكان البلاد إلى دائرة الفقر.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

ويوظف ضو أكثر من 130، معظمهم من الشباب، في شركته (ملتي لين) ويعتزم تشغيل 25 آخرين بنهاية العام.

ويستهدف توظيف المزيد في السنوات القليلة المقبلة لمكافحة هجرة ذوي الكفاءات بسبب الأزمة المالية.

وقال ضو "مكافأتي تأتي حين يتصل بي أحد الآباء أو يرسل لي رسالة يقول فيها شكرا لأن أبنائي يعملون الآن، كانوا سيغادرون البلد لكنهم مقيمون الآن".

ومع اتجاه البلاد بشكل أسرع نحو الانهيار الكامل، حزم مئات المهندسين والأكاديميين والأطباء والفنانين وغيرهم حقائبهم ليبحثوا عن فرص في الخارج.