الأعمال التجارية تزدهر على هامش مؤتمر كوب28

رويترز

تم النشر 11 ديسمبر, 2023 16:37

من سارة ماكفيرلين وسايمون جيسوب

(رويترز) - أثبتت "قرية الشركات الناشئة" في المنطقة الخضراء بمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) المنعقد في دبي أنها مكان لتحقيق أهم الأهداف وحتى إبرام صفقات على هامش محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ التي تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق في الوقت الذي تتناقش فيه الدول بشأن استخدام الوقود الأحفوري في المستقبل.

تعد شركة (كلين اير باي ريسيستن) البريطانية لتنقية الهواء التي تأسست منذ أربعة أشهر من بين العديد من الشركات التي رأت أن المشاركة في محادثات المناخ هي الوسيلة السريعة لعقد اجتماع على المستوى التنفيذي.

بعد عدم تلقيها ردا على عرض أُرسل بالبريد الإلكتروني إلى شركة موانئ دبي العالمية، استقبلت ريسيستن مسؤولا تنفيذيا في الشركة العملاقة المملوكة للدولة في جناحها بالمؤتمر.

ووافق المسؤول التنفيذي على عرض توضيحي حول طلاء أسطح تنتجه الشركة البريطانية يحلل ملوثات الهواء ويطرد الأوساخ لمعالجة الألواح الشمسية الخاصة بها.

وقالت ريسيستن إنها عثرت أيضا على عملاء محتملين من بريطانيا والسعودية وتايوان.

ولم يكن لدى موانئ دبي العالمية تعليق فوري على الأمر.

وقال ويل تايلر وهو أحد المديرين في شركة ريسيستن التي تتخذ من لندن مقرا لها "أتوقع أن تبلغ الصفقات‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬المحتملة خلال مؤتمر كوب حوالى خمسة ملايين دولار، وهو أمر لا يصدق". ولم توافق الشركة بعد على أي عقود خلال المحادثات.

وقال توماس ديميل وهو رائد أعمال مقيم في هامبورج ويدير شركة (بيتون هولدينج) للخرسانة إنه حقق هدفا غير مسبوق.

وتعد الخرسانة أحد القطاعات الأكثر صعوبة في إزالة الكربون.

وقال ديميل "حققنا هدفا يفوق توقعاتنا تماما في هذا المؤتمر فيما يتعلق بالأسهم الخاصة والبنوك ومطوري المشاريع الضخمة وشركات البناء والخرسانة والإسمنت"، مضيفا أنه التقى أيضا فجأة مع بيل جيتس عندما كان يسير بجواره.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وتوقع ديميل أن تؤدي مشاركته في كوب28 إلى مضاعفة قيمة الشركة بناء على الأعمال التجارية المحققة حتى الآن.

* رئيس كوب28 ورئيس شركة النفط

شكك نشطاء المناخ في حيادية محادثات الأمم المتحدة هذا العام والتي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة ويرأسها سلطان الجابر، وهو أيضا رئيس شركة النفط الحكومية.

ووصفوا محادثات القمة بأنها تشبه معرضا تجاريا نظرا لأن عدد أصحاب الأعمال يفوق عدد المسؤولين الحكوميين بكثير. وتُظهر الأرقام الصادرة عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن هناك أكثر من 90 ألف من الحضور المسجلين، وهو رقم قياسي.

وحضرت القمة مؤسسات كبرى منها البنوك وشركات النفط والغاز والشركات الاستشارية بالإضافة إلى الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ.

ونفى الجابر بشدة التقارير الإعلامية التي تفيد بأنه ينوي استغلال محادثات القمة لإبرام صفقات تجارية وبرر قربه من مجال النفط بأنه همزة وصل مفيدة في تيسير التوصل إلى اتفاق بشأن استخدام الوقود الأحفوري في المستقبل.

ولأول مرة يحضر الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الأمريكية إكسون موبيل قمة المناخ لهذا العام.

وتضمنت العقود التي أبرمتها الشركات الكبرى صفقات بشأن تكنولوجيا الطاقة النووية والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة وسلاسل توريد الأدوية.

ووقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اتفاقيات منفصلة غير ملزمة مع شركتي إكس-إنرجي وتيرا باور الأمريكيتين لإدخال التقنيات النووية إلى الإمارات.

وفي الوقت نفسه، اتفقت الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة الطاقة المتجددة النرويجية سكاتيك أيه.أس.أيه على مشروع للطاقة الشمسية والبطاريات.

ووافقت شركة النفط الوطنية النيجيرية على تطوير مشروع للغاز الطبيعي المسال مع شركة ويسون الصينية للصناعات الثقيلة.

*أعمال تجارية مراعية للبيئة؟

تدرس بعض الشركات فرصة تعزيز الأعمال التجارية المراعية للبيئة ولكنهم يتوخون الحذر.

وقال هارجيت سينج، رئيس الاستراتيجية السياسية العالمية في شبكة العمل المناخي الدولية غير الربحية "على الرغم من أن مشاركتهم ضرورية نظرا إلى حجم التحدي، فإن حضورهم المتزايد في هذه المؤتمرات غالبا ما يكون بمثابة تشتت أكثر من كونه حافزا لسياسات فعالة".

وأضاف "قد لا تحاول جميع الشركات إبطاء السياسات المتعلقة بالمناخ، ولكن من المؤكد أن الشركات التي تعمل في القطاعات التي تسبب تلوثا للبيئة تفعل ذلك".

وشجعت الأمم المتحدة أيضا مشاركة قطاع الأعمال في مؤتمرات قمم المناخ التي تعقد سنويا، وفي عام 2020 أطلقت مبادرة "سباق نحو الصفر"، وهي تحالف للجهات غير الحكومية من ضمنها الشركات، بهدف خفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030.

ويقول نايجل توبينج، الذي عمل على تلك المبادرة ويقدم المشورة للمسؤول الإماراتي المسؤول عن ربط الحكومة بجهات غير حكومية إنه من المهم إشراك الأشخاص الذين يمتلكون "المال والموارد".