جثمان الرئيس المصري السابق مرسي يوارى الثرى في القاهرة وإسلاميون ينعوه

رويترز

تم النشر 18 يونيو, 2019 19:55

جثمان الرئيس المصري السابق مرسي يوارى الثرى في القاهرة وإسلاميون ينعوه

من إيدن لويس وأمينة إسماعيل

القاهرة (رويترز) - قال اثنان من أبناء الرئيس السابق محمد مرسي إن والدهما، وهو أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر الحديث، دُفن في القاهرة في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء في مراسم اقتصرت على الأسرة بعد إصابته بنوبة قلبية بالمحكمة.

ومن المرجح أن تفاقم وفاة الرئيس الإسلامي السابق، بعد ست سنوات من حبسه في ظل حكومة مدعومة من الجيش الذي أطاح به في 2013، من غضب مؤيديه في مصر وخارجها.

ووصفت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي وفاته بأنها "جريمة قتل مكتملة الأركان" ودعت إلى "الاحتشاد في جنازة شعبية". ونفى مسؤولون مصريون اتهامات بإهمال صحة مرسي.

وقال عبد الله محمد مرسي لرويترز إن جثمان والده ووري الثرى في مقابر تضم جثامين قيادات أخرى في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا.

وقال شقيقه أحمد على صفحته على فيسبوك "قمنا بتغسيل جثمانه الشريف بمستشفى سجن ليمان طرة وقمنا بالصلاة عليه داخل مسجد السجن ولم يصل عليه إلا أسرته".

وقال شهود في محافظة الشرقية إن المئات من السكان تجمعوا في القرية التي ولد فيها مرسي وأدوا صلاة الغائب على روحه وسط إجراءات أمنية مشددة يوم الثلاثاء، ولاحقا رددوا هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر". وقال مصدر أمني إن الشرطة تحفظت على عدد منهم.

وبدت الحياة طبيعية في العاصمة المصرية التي شهدت يوما حملة صارمة على الإسلاميين ومعارضين آخرين بعد الإطاحة بمرسي. ولم تعط وسائل الإعلام المصرية، التي تخضع لرقابة مشددة، الخبر أهمية خاصة. ونشرت صحيفة واحدة فقط من الصحف اليومية الكبرى، هي صحيفة المصري اليوم المملوكة ملكية خاصة، الخبر على صفحتها الأولى.

لكن نزل المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى شوارع العاصمة التركية أنقرة وشوارع اسطنبول، وحمّل بعضهم السلطات المصرية مسؤولية وفاة مرسي.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وتوفي مرسي يوم الاثنين عن عمر بلغ 67 عاما بعد أن سقط مغشيا عليه في قاعة محكمة بالقاهرة أثناء محاكمته في قضية بتهمة التخابر.

وكان مرسي مسجونا منذ الإطاحة به بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي دام عاما واحدا. وصدرت عليه أحكام بالسجن لمدد تجاوزت 40 عاما في محاكمات منفصلة وبتهم من بينها قيادة جماعة محظورة والتخابر مع دولة أجنبية والإرهاب.

* كلمة أمام المحكمة

في كلمة أمام المحكمة استغرقت نحو 15 دقيقة، قبل وقت قصير من سقوطه مغشيا عليه، دفع مرسي ببراءته من التهم الأخيرة، واعترض على حبسه، وقال إنه غير قادر على الدفاع عن نفسه بسبب القوانين الخاصة بحماية أسرار الدولة، وذلك وفقا لشخص حضر جلسة المحاكمة.

وكان مرسي وصل إلى السلطة في عام 2012 في ذروة ثورات الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك رغم أنه كان المرشح الاحتياطي لجماعة الإخوان ولا يمتلك الكثير من الخبرة.

وكان عامه في السلطة مضطربا، ووجهت له اتهامات بأنه سعى إلى ترسيخ الحكم الإسلامي بدستور جديد وسع فيه سلطاته إلى حد بعيد بدلا من العمل على ترسيخ الديمقراطية التعددية التي طالب بها الكثير من المحتجين.

ومع خروج الملايين إلى الشوارع للاحتجاج على ذلك، استولى عبد الفتاح السيسي قائد الجيش آنذاك والرئيس الحالي، على السلطة، وألقى بمرسي ومعظم قادة الإخوان في السجن، وبدأ حملة على المعارضة قُتل فيها المئات.

وتقول السلطات إن جماعة الإخوان لا تزال تشكل تهديدا للأمن وسارعت برفع حالة التأهب الأمني بعد وفاة مرسي.

وتقول جماعة الإخوان إنها حركة لا تنتهج العنف، ولكن بناء على طلب من السيسي، يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ومن المرجح أن تزيد وفاة مرسي من الضغوط الدولية على الحكومة المصرية بشأن سجل حقوق الإنسان خاصة الأوضاع في السجون. ووفقا لتقديرات منظمة هيومن رايتس ووتش فإن السلطات سجنت ما لا يقل عن 60 ألف شخص، من بينهم الكثير من قيادات جماعة الإخوان، لأسباب سياسية.

وكانت لجنة برلمانية بريطانية قد ذكرت العام الماضي أن مرسي لم يتلق العلاج الطبي الكافي لمرض السكري ومرض الكبد اللذين كان يعاني منهما فضلا عن إيداعه حبسا انفراديا، وحذرت من أن هذا قد يعرض حياته للخطر.

ودعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق، وقالت إن السلطات المصرية "لها سجل حافل في احتجاز السجناء في الحبس الانفرادي المطول وفي ظروف قاسية فضلا عن تعريض السجناء للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة".

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في جميع جوانب معاملة مرسي في السجن.

* إهمال طبي

وقال عبد الله مرسي إن الأسرة لم تتمكن من زيارة والده سوى ثلاث مرات منذ 2013، مضيفا أن الرئيس السابق عانى من "إهمال طبي جسيم".

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، المعنية بالتواصل مع الإعلام الأجنبي، إن آخر طلب رسمي قدمه مرسي إلى المحكمة بخصوص حالته الصحية كان في نوفمبر تشرين الثاني 2017 وطلب فيه موافقتها على أن يعالج على نفقته الخاصة. وأضافت أن المحكمة استجابت للطلب وأن تقريرا رسميا صدر في نفس العام ذكر أن صحة مرسي جيدة لكنه مصاب بالسكري.

وقال المرشح الرئاسي اليساري السابق حمدين صباحي "ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقيت خبر وفاة الدكتور محمد مرسي. أسال الله أن يتقبله بواسع رحمته في واسع جنته".

وقال عمرو دراج الذي شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي في عهد مرسي على مواقع التواصل الاجتماعي "يجب أن يجري تحقيق دولي شفاف ومستقل عن أسباب الوفاة قبل أن يوارى الثرى".

وأضاف "الشعب المصري لن يترك هذه الجريمة تمر مر الكرام ولو بعد حين".

وقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وحركة حماس تعازيهم وعبرت إيران عن أسفها لوفاة مرسي.