اتهامات متبادلة بين أرمينيا وأذربيجان بخرق هدنة ناجورنو قرة باغ

رويترز

تم النشر 10 اكتوبر, 2020 03:27

محدث 10 اكتوبر, 2020 19:54

من نايليا باجيروفا هفارد هوفهانيسيان

باكو/يريفان (رويترز) - تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بخرق بنود وقف إطلاق النار في إقليم ناجورنو قرة باغ على نحو سريع وخطير يوم السبت مما يثير الشكوك حول جدوى الهدنة التي أُعلنت بوساطة روسيا.

وتهدف الهدنة، التي أُعلنت عقب محادثات ماراثونية في موسكو برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى وقف القتال للسماح للقوات المنتمية لعرق الأرمن في الإقليم والقوات الأذربيجانية بتبادل الأسرى وجثث القتلى.

ومحادثات موسكو أول اتصال دبلوماسي مباشر بين الطرفين منذ نشوب القتال على الجيب الجبلي في 27 سبتمبر أيلول مما أسفر عن مقتل المئات.

ويعترف المجتمع الدولي بناجورنو قرة باغ جزءا من أذربيجان لكن تقطنه وتحكمه أغلبية من الأرمن.

وبعد دقائق من بدء سريان الهدنة منتصف النهار، تبادل الطرفان الاتهامات بخرقها.

واتهمت وزارة الدفاع الأرمينية أذربيجان بقصف منطقة مأهولة بالسكان داخل أرمينيا بينما زعم الأرمن في قرة باغ أن قوات أذربيجان شنت هجوما جديدا بعد خمس دقائق من إعلان الهدنة.

وقالت أذربيجان إن قوات العدو في قرة باغ تقصف أراض أذربيجانية. وعكف الطرفان على نفي اتهامات الطرف الآخر وسط ما أصبحت أيضا حرب كلمات مصاحبة للقتال.

وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف في تصريح لمؤسسة "آر.بي.سي" الإخبارية الروسية إن الطرفين ينخرطان حاليا في مساع لإيجاد تسوية سياسية لكنه رجح نشوب قتال في المستقبل.

وقال علييف "سنمضي إلى آخر الطريق ونحصل على حقوقنا".

وذكر وزير خارجية أذربيجان جيهون بايراموف يوم السبت أن وقف إطلاق النار سيستمر فقط خلال الفترة التي يستغرقها الصليب الأحمر في ترتيب تبادل جثث القتلى.

وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي في باكو أن الوضع الراهن على الأرض في الجيب الجبلي لا يناسب بلاده وتوقع أن تسيطر أذربيجان على المزيد من الأراضي بمرور الوقت.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية إنها تستخدم كل القنوات الدبلوماسية لدعم الهدنة بينما اتهمت وزارة الخارجية في قرة باغ حكومة أذربيجان باستغلال محادثات وقف إطلاق النار غطاء للتجهيز لعمل عسكري.

* "لا يمكن لروسيا أن تتراجع"

وفي بيان صدر في الساعات الأولى من صباح يوم السبت بعد محادثات استمرت عشر ساعات، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي ساهم في الوساطة بين الجانبين، إن اتفاق وقف إطلاق النار يرجع إلى دواع إنسانية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها مستعدة لتسهيل تسليم جثث من سقطوا في القتال وتبادل المحتجزين.

وقال لافروف أن أرمينيا وأذربيجان اتفقتا على إجراء ما وصفها بمحادثات سلام جوهرية.

وأشار إلى أن المحادثات ستُجرى تحت رعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقالت أذربيجان إنها تريد تغيير شكل المحادثات وتحدثت عن رغبتها في ضم تركيا، واتهمت فرنسا يوم السبت بأنها ليست وسيطا محايدا.

وقال الكرملين إن بوتين بحث الاتفاق في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت. ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتفاق في تغريدة على تويتر بأنه خطوة للأمام نحو السلام.

وقال ديمتري ترينين مدير مركز كارنيجي موسكو والكولونيل السابق بالجيش الروسي إن أي محادثات سلام ستفشل على الأرجح وإن أذربيجان ستواصل الضغط على القوات الأرمينية لتغادر الجيب وهو أمر لن تقبل به أرمينيا.

وأوضح قائلا "لا يمكن لروسيا أن تتراجع".

وأضاف في تغريدة على تويتر "أهم القضايا في جنوب القوقاز بالنسبة لروسيا هي تأمين الحدود الروسية من الجهاديين القادمين من الشرق الأوسط وغيره، ودور تركيا المتنامي في المنطقة".

"هذا يعني أنه لا يمكن لروسيا الانسحاب من صراع ناجورنو-قرة باغ والسماح للحرب بأن تستعر".

وأثار تجدد القتال في الصراع الذي بدأ قبل عشرات السنين مخاوف من نشوب حرب أوسع تجر إليها تركيا الحليف الوثيق لأذربيجان وروسيا التي تربطها بأرمينيا اتفاقية دفاعية.

وأدت الاشتباكات أيضا إلى زيادة المخاوف بشأن أمن خطوط الأنابيب (SE:2360) التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى أوروبا.

وهذا أعنف قتال منذ الحرب التي استمرت بين عامي 1991 و1994،وأسفرت عن مقتل نحو 30 ألف شخص وانتهت بهدنة انتهكت مرارا.

ورحبت تركيا باتفاق وقف إطلاق النار لكنها قالت إن القضية لا تزال بحاجة للكثير.

وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان أن "وقف إطلاق النار (لدواع) إنسانية خطوة أولى مهمة لكنه لن يمثل حلا دائما...ستواصل تركيا الوقوف بجانب أذربيجان في الميدان وعلى طاولة المفاوضات".

وتحدث وزيرا خارجية أذربيجان وتركيا هاتفيا أيضا يوم السبت.