هدنة ناجورنو قرة باغ تواجه خطر الانهيار وسط اتهامات متبادلة بشن هجمات

رويترز

تم النشر 11 اكتوبر, 2020 12:24

محدث 11 اكتوبر, 2020 21:18

من نايليا باجيروفا ونفارد هوفانيسيان

باكو/يريفان (رويترز) - تواجه الهدنة الإنسانية التي توسطت فيها روسيا بإقليم ناجورنو قرة باغ خطر الانهيار بشكل متزايد بعد يوم من الاتفاق عليها، إذ تبادلت أذربيجان وأرمينيا يوم الأحد الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة وجرائم بحق المدنيين. وقالت أذربيجان إنها شنت ضربات جوية.

وكان الهدف من وقف إطلاق النار السماح للقوات العرقية الأرمنية في ناجورنو قرة باغ والقوات الأذربيجانية بتبادل الأسرى وقتلى الحرب. وتحققت الهدنة بعد محادثات مطولة في موسكو دعا إليها الرئيس فلاديمير بوتين.

وكانت محادثات موسكو أول اتصال دبلوماسي بين الجانبين منذ اندلع القتال في 27 سبتمبر أيلول. ويحظى الإقليم باعتراف دولي باعتباره جزءا من أذربيجان لكن سكانه وحكامه ينتمون للعرق الأرمني.

واتهم كل من الجانبين الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار فور سريانه يوم السبت وأعطت أذربيجان الانطباع في تصريحات علنية من جانب كبار المسؤولين أنها تعتبره هدنة قصيرة.

وقالت أذربيجان يوم الأحد، معلنة أول هجوم منذ بدء سريان الهدنة، إنها شنت ضربات جوية على فرقة أرمينية وكبدتها خسائر جسيمة. ولم يتسن لرويترز على الفور التأكد من هذا الزعم.

وقال متحدث باسم حاكم ناجورنو قرة باغ لرويترز إنه ليس لديه معلومات عن هذا الهجوم.

وفي وقت سابق يوم الأحد اتهمت أذربيجان أرمينيا بقصف عنيف لمنطقة سكنية في كنجة ثانية أكبر مدنها في الساعات الأولى من الصباح وإصابة مبنى سكني.

وقال مكتب المدعي العام في أذربيجان إن تسعة أفراد قتلوا وأصيب 34 في الهجوم الذي ذكر أنه انتهاك لبنود اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من رواية أذربيجان عن عدد القتلى والمصابين.

وشاهد مصور لرويترز في كنجة رجال الإنقاذ وهم يحملون قتيلا من بين أنقاض مبنى سكني كبير صباح يوم الأحد بعد أن سوي بالأرض. كما شوهدت جرافة ترفع الأنقاض. وتعرضت مبان وسيارات في محيط المبنى لأضرار جسيمة.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وقالت باكو إن أكثر من 40 مدنيا قتلوا وأصيب نحو 200 منذ تجدد الصراع.

ووصفت وزارة الدفاع الأرمينية مزاعم أذربيجان عن الهجوم على كنجة بأنها "كذب محض" واتهمت أذربيجان بمواصلة قصف المناطق السكنية في الإقليم بما يشمل خانكندي أكبر مدن ناجورنو قرة باغ.

وأظهرت لقطات صورتها رويترز في خانكندي منزلا صغيرا وقد لحقت به أضرار من القصف شملت النوافذ والسقف. وقالت السلطات في قرة باغ إن خمسة مدنيين قتلوا منذ بدء سريان الهدنة أمس السبت وقتل 429 جنديا منذ اندلاع القتال الشهر الماضي.

* مخاوف من حرب أوسع نطاقا

اتهمت أذربيجان أرمينيا كذلك بشن هجوم صاروخي فاشل على محطة لتوليد الكهرباء (SE:5110) من المساقط المائية في مينجاتشفير. ونفت قوات أرمنية في قرة باغ صحة هذا الاتهام.

ووصف أرايك هاروتيونيان زعيم إقليم ناجورنو قرة باغ الوضع بأنه هادئ نسبيا صباح يوم الأحد لكنه قال إنه لا يعلم إلى متى سيستمر الهدوء مشيرا إلى أن التوتر مستمر على جبهة القتال.

واتهم قوات أذربيجان بالقيام بمحاولة فاشلة للسيطرة على بلدة هادروت وقال إن عملية تبادل الأسرى بين الجانبين كان من المفترض أن تبدأ اليوم الأحد لكن لم يتضح بعد متى ستتم أو إن كانت ستنفذ من الأصل.

وكان تجدد الاشتباكات في الصراع القائم منذ عشرات السنين قد أثار مخاوف من نشوب حرب أوسع تشارك فيها تركيا حليفة أذربيجان وروسيا التي تربطها بأرمينيا اتفاقية دفاعية.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو طلب من نظيره الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي يوم الأحد الضغط على أرمينيا للالتزام بشروط الهدنة.

ومن المقرر أن يصل وزير خارجية أرمينيا إلى موسكو يوم الاثنين لإجراء محادثات مع مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كما أججت الاشتباكات المخاوف على أمن خطوط الأنابيب (SE:2360) التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى أوروبا.

والمعارك هي الأسوأ منذ حرب دارت بين عامي 1991 و1994 وقتل فيها 30 ألفا تقريبا وانتهت بوقف لإطلاق النار تعرض لانتهاكات متكررة.