الكراكات والحفارات تواصل جهودها لتعويم السفينة الجانحة في قناة السويس

رويترز

تم النشر 28 مارس, 2021 12:50

محدث 29 مارس, 2021 03:30

من يسري محمد وايدن لويس

الإسماعيلية(مصر) (رويترز) - كثفت فرق الإنقاذ في قناة السويس جهود التكريك والحفر يوم الأحد لتعويم سفينة حاويات ضخمة تسد الممر المائي المزدحم، لكن مصدرين قالا إن الجهود تعقدت بسبب كتلة صخرية أسفل مقدمة السفينة.

وقالت هيئة قناة السويس في بيان "العمل يجري حاليا على توسيع نطاق التكريك والحفر بمنطقة مقدمة السفينة بإزالة جوانب القناة بتلك المنطقة والتكريك للوصول بها إلى عمق 18 مترا لتسهيل عملية تعويم السفينة.

ولم يرد أي ذكر لمحاولات جديدة لتعويم السفينة بالقاطرات، على الرغم من أن مسؤولي القناة ومصادر قالوا إنهم يأملون في الاستفادة من ارتفاع المد يومي الأحد والاثنين لتحريك السفينة.

وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم) التي تتولي الإدارة الفنية للسفينة إن قاطرة متخصصة مسجلة في هولندا وصلت وستنضم إلى جهود تعويم السفينة مساء الأحد.وقال أسامة ربيع رئيس الهيئة لقناة إكسترا (SE:4003) نيوز المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تفريغ بعض حمولة السفينة للمساعدة في تعويمها. وتحمل السفينة العملاقة 18300 حاوية.

لكن مصدرا في هيئة قناة السويس قال إن أي عملية لتخفيف حمولة السفينة لن تبدأ قبل يوم الاثنين إذ أن فرق الإنقاذ تحاول الاستفادة من ارتفاع المد، قبل أن يتراجع، في القيام بمناورة لتعويم السفينة.

كانت السفينة إيفر جيفن، التي يبلغ طولها 400 متر، قد علقت في قطاع جنوبي من القناة قبل أكثر من خمسة أيام وسط رياح قوية مما عطل حركة الملاحة في أقصر طرق الشحن البحري (SE:4030) بين أوروبا وآسيا.

وقال ربيع إن 369 سفينة على الأقل تنتظر عبور القناة ومن بينها عشرات من سفن الحاويات، وسفن البضائع الصب، وناقلات النفط، وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال.

وأضاف أن من المحتمل إعطاء السفن المتضررة من تعطل الملاحة في القناة بعض التخفيضات.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وقال "احنا بنفكر ندي السفن العالقة فقط بعض التخفيضات الاخرى، بعد ما نخلص موضوع السفينة العالقة إن شاء الله".

وتابع قائلا إنه يعتقد أن التحقيقات ستظهر أن القناة لم تكن مسؤولة عن جنوح السفينة إيفر جيفن وهي واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم.

ويبحث عمال الإنقاذ التابعون للهيئة وفريق من شركة سميت سالفدج الهولندية‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬مقدار قوة القطر التي يمكنهم استخدامها دون المخاطرة بإلحاق أضرار بالسفينة، وما إذا كانت هناك حاجة لإزالة بعض حاويات السفينة.

وحذر خبراء من أن عملية كهذه ستكون معقدة وطويلة. لكن ربيع قال إنه يأمل أن هذا الأمر لن يكون ضروريا لكن إن اتضح أنه ضروري فستطلب مصر مساعدة دولية لتنفيذ تلك الاستراتيجية.

وقال مصدران مطلعان على عملية الإنقاذ إن خزان الصابورة الموجود في مقدمة السفينة تضرر، وسيتعين فحص السفينة بمجرد تعويمها.

وذكرت مصادر بهيئة قناة السويس أنه تم نشر مضخات شفط لطرد المياه من الخزان، وقال أحد المصادر إن غواصين يعملون على إصلاح الضرر.

*خبراء في التربة

كانت هيئة القناة قالت يوم الأحد إن الكراكات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال والطين من حول السفينة.

لكن مصدرين بالهيئة قالا لرويترز إن كتلة صخرية عُثر عليها أسفل مقدمة السفينة قد تزيد جهود الإنقاذ تعقيدا.

وقالت (بي.إس.إم) إن خبراء التربة موجودون في الموقع لتقديم المشورة بشأن جهود الإنقاذ وإن كراكة أخرى من المتوقع أن تصل بحلول 30 مارس آذار.

وقال أحد المسؤولين المشاركين في عملية الإنقاذ إنه رغم ما تم من تكريك حتى الآن، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السفينة عالقة على رمال ناعمة أو مضغوطة أو طين، وهو ما سيحدد مدى سهولة تحركها.

ومن المتوقع وصول قاطرتين أقوى بحلول يوم الاثنين مما سيعطي دفعة لجهود تعويم السفينة.

وتأتي أحدث الجهود بعدما قال مسؤولون إن بعض التقدم تحقق يومي السبت والجمعة.

وقال ربيع للتلفزيون المصري "هناك مؤشرات إيجابية من امبارح وأول امبارح".

وأضاف "الدفة مكنتش بتتحرك، بقت بتتحرك، الرفاص بقى بيشتغل دلوقتي، المقدم مكنش تحتيه ميه بقى تحتيه ميه، احنا امبارح في انحراف 4 متر تقريبا في المقدم و4 متر في المؤخر".

ومضى يقول "احنا قاسمين اليوم نصفين، 12 ساعة للكراكات و12 ساعة للقاطرات، لأن مش كل الوقت يصلح للقاطرات علشان المد"، مشيرا إلى أن 14 قاطرة جرى إرسالها.

ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية في قناة السويس وهي مصدر أساسي للعملة الصعبة لمصر. وأوضح ربيع أن القناة تخسر ما بين 14 و15 مليون دولار من الإيرادات اليومية بعد توقف حركة الملاحة.

وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة، وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية مما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19.

وإذا استمر التعطل فإن شركات الشحن قد تقرر تغيير مسار شحناتها لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح مما يعني زيادة فترة الرحلات حوالي أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي.

وذكرت مذكرة لشركة إيه.بي. مولر ميرسك اطلعت عليها رويترز أنها أعادت توجيه 15 سفينة على الأقل إلى طريق رأس الرجاء الصالح بعدما رأت أن الرحلة ستتساوى مع التأخير الحالي الناجم عن الإبحار إلى السويس والانتظار هناك.