احتدام القتال في آخر معقل لأوكرانيا في لوجانسك

رويترز

تم النشر 02 يوليو, 2022 15:29

محدث 03 يوليو, 2022 01:12

من بافيل بوليتيوك وسايمون لويس

كييف/كونستيانتينيفكا (أوكرانيا) (رويترز) - احتدم القتال يوم السبت في ليسيتشانسك، آخر معقل لأوكرانيا في منطقة لوجانسك الاستراتيجية في شرق البلاد، في حين هزت الانفجارات مدينة ميكولايف الجنوبية بعد أن تزايد عدد القتلى المدنيين من الضربات الروسية في بلدات تقع خلف خطوط المواجهة.

وقال روديون ميروشنيك سفير جمهورية لوجانسك الشعبية، المعلنة من جانب واحد، لدى موسكو للتلفزيون الروسي إن "ليسيتشانسك باتت تحت السيطرة"، لكنه استدرك قائلا "للأسف لم يتم تحريرها بعد".

وعرضت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو لقوات لوجانسك تقوم باستعراض في شوارع ليسيتشانسك في حين كان أفرادها يلوحون بالأعلام ويهتفون، لكن المتحدث باسم الحرس الوطني الأوكراني روسلان موزيتشوك قال للتلفزيون الوطني الأوكراني إن المدينة لا تزال في أيدي الأوكرانيين.

وأضاف موزيتشوك "نخوض الآن معارك ضارية بالقرب من ليسيتشانسك، ولحسن الحظ فإن المدينة ليست محاصرة وتخضع لسيطرة الجيش الاوكراني".

وقال إن الأوضاع في منطقتي ليسيتشانسك وباخموت، وكذلك في منطقة خاركيف، أصعب مقارنة بباقي خطوط المواجهة.

وأضاف "هدف العدو هنا هو الوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقتي دونيتسك ولوجانسك. يحاول العدو أيضا القيام بعمليات هجومية في اتجاه سلوفيانسك".

وكتب أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية ميكولايف، المتاخمة لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، على تطبيق تيليجرام "هناك انفجارات قوية في المدينة! ابقوا في الملاجئ!".

ولم يتضح على الفور سبب الانفجارات رغم أن روسيا قالت يوم السبت إنها استهدفت مواقع قيادة للجيش في المنطقة. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل.

ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن فاديم دينيسينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية قوله إن المزاعم الروسية بمحاصرة ليسيتشانسك كاذبة وتهدف إلى إضعاف معنويات الأوكرانيين وتشجيع القوات الموالية لروسيا.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وتقول كييف إن موسكو كثفت هجماتها الصاروخية على أهداف بعيدة عن جبهات القتال في شرق البلاد وإنها قصفت عمدا مواقع مدنية. في غضون ذلك، كشفت القوات الأوكرانية المتمركزة على خطوط الجبهة الشرقية عن قصف مدفعي مكثف أصاب مناطق سكنية.

وتقول روسيا إنها تستهدف مواقع عسكرية وتنفي استهداف المدنيين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع أهداف مدنية".

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن فاليري جيراسيموف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تفقد القوات الروسية المشاركة فيما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة"، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان في أوكرانيا.

وتأتي عملية تفقد القوات في أعقاب مكاسب بطيئة ولكن متواصلة للقوات الروسية بدعم من قصف للمدفعية لا هوادة فيه في شرق أوكرانيا حيث تركز القوات الروسية عملياتها بعد أن حدَّت من أهدافها الحربية الأوسع للإطاحة بالحكومة في أعقاب المقاومة الأوكرانية الشرسة.

وقال جندي أوكراني عائد من ليسيتشانسك، آخر معقل لأوكرانيا في مقاطعة لوجانسك، "بالتأكيد هم يحاولون إضعاف معنوياتنا. ربما يتأثر بعض الناس بذلك، لكن بالنسبة لنا لا يجلب سوى المزيد من الكراهية والتصميم".

وتسعى موسكو إلى إخراج أوكرانيا من مقاطعتي لوجانسك ودونيتسك اللتين تشكلان المنطقة الصناعية المعروفة باسم دونباس حيث يقاتل انفصاليون تدعمهم موسكو قوات الحكومة الأوكرانية منذ أول تدخل عسكري لروسيا في أوكرانيا عام 2014.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر مقرب من القوات المدعومة من روسيا في لوجانسك قوله إن آخر ما تبقى من القوات الأوكرانية في ليسيتشانسك تعرضت لهجوم مكثف. وقال المصدر "سيهزمون في وقت قريب إذا لم يستسلموا".

* منازل تحترق

سيطرت القوات الروسية على مدينة سيفيرودونيتسك، وهي مدينة رئيسية في لوجانسك، هذا الشهر بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر والتي حولت مناطق بأكملها إلى أنقاض. وتواجه تجمعات سكنية أخرى الآن قصفا مماثلا.

وقال حاكم لوجانسك سيرهي جايداي عبر تيليجرام "المنازل في القرى التي تتعرض للهجوم تحترق واحدا تلو الآخر"، مضيفا أن القصف منع سكان ليسيتشانسك من إخماد الحرائق.

ودعت أوكرانيا الغرب لإرسال المزيد من الأسلحة، قائلة إن الجيش الروسي يتفوق على قواتها.

وقال جنود، كانوا في استراحة من القتال في كونستيانتينيفكا، وهي بلدة تجارية تقع على بعد 115 كيلومترا غربي ليسيتشانسك، إنهم تمكنوا من إبقاء طريق الإمداد إلى المدينة المحاصرة مفتوحا حتى الآن على الرغم من القصف الروسي.

وقال أحد الجنود، وهو من المقيمين في كييف لكنه طلب عدم ذكر اسمه، بينما كان رفاقه يرتاحون في مكان قريب ويتناولون بعض الشطائر، "ما زلنا نستخدم الطريق لأننا مضطرون لذلك، لكنه يقع في نطاق مدفعية الروس".

وأضاف "التكتيك الروسي الآن هو قصف أي مبنى يمكن أن نكون فيه. وعندما يدمروه، ينتقلون إلى المبنى التالي".

كما قصفت روسيا مدنا تقع خلف خطوط المواجهة. وسقط صاروخ على مبنى سكني بالقرب من مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية يوم الجمعة، وتقول السلطات إن هذا القصف تسبب في مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا. وجاء بعد قصف يوم الاثنين استهدف مركزا للتسوق في مدينة كريمنتشوك في وسط البلاد قال مسؤولون إنه أسقط ما لا يقل عن 19 قتيلا.

وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضربات في خطابه الليلي المصور يوم الجمعة ووصفه بأنها "إرهاب روسي دقيق ومتعمد ومستهدف وليس نوعا من الخطأ أو ضربة صاروخية عرضية". وتنفي موسكو صحة هذه الاتهامات.

وفي خطابه الليلي الذي أذاعه التلفزيون يوم السبت، قال زيلينسكي إن الطريق نحو تحقيق النصر سيكون "صعبا للغاية"، لكن من الضروري أن يحافظ الأوكرانيون على قوة عزيمتهم ويلحقوا الخسائر "بالمعتدي ... حتى يتذكر كل روسي أن أوكرانيا لا يمكن أن تنكسر".

وأضاف "في مناطق كثيرة من الجبهة هناك شعور بأن حدة الوضع قد خفت، لكن الحرب لم تنته بعد ... لسوء الحظ، تزداد حدة القتال في أماكن مختلفة ولا يجب أن ننسى ذلك. يجب أن نساعد الجيش والمتطوعين وأولئك الذين تركوا بمفردهم في هذا الوقت".

وشاهد مراسلو رويترز صاروخا سقط على الأرض دون أن ينفجر في حي سكني على مشارف مدينة كراماتورسك في منطقة دونباس مساء يوم السبت.

وسقط الصاروخ في منطقة أشجار بين أبراج سكنية. وطوقت الشرطة والجيش منطقة على بعد أمتار قليلة حول الصاروخ وطلبوا من المارة الابتعاد. وكان قد سُمع دوي قصف مدفعي وعدة انفجارات كبيرة في وسط كراماتورسك في وقت سابق من مساء السبت.

وقُتل آلاف المدنيين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير شباط فيما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" لاقتلاع القوميين. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنها حرب عدوانية غير مبررة.

وعلى الرغم من تعرضها لضربات في الشرق، فقد أحرزت القوات الأوكرانية بعض التقدم في أماكن أخرى، بما في ذلك إجبار روسيا على الانسحاب من جزيرة الأفعى، وهي نتوء صخري استراتيجي في البحر الأسود على بعد 140 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من أوديسا وسيطرت عليه روسيا في اليوم الأول من الحرب.