البرلمان الأوروبي يقيل نائبة رئيسته من منصبها بعد فضيحة تلقيها رشوة من قطر

رويترز

تم النشر 13 ديسمبر, 2022 14:40

محدث 13 ديسمبر, 2022 21:18

من أندرياس بورجر وشارلوت فان كامبنهاوت

ستراسبورغ (رويترز) - أقال البرلمان الأوروبي عضوته اليونانية إيفا كايلي من منصبها كنائبة للرئيسة يوم الثلاثاء بعد اتهامها بقبول رشاوى من قطر في واحدة من أكبر فضائح الفساد التي تهز بروكسل.

ونفت كايلي ارتكاب أي مخالفات لكن المشرعين الأوروبيين عملوا سريعا على عزلها خشية أن يؤثر التحقيق البلجيكي بدرجة كبيرة على جهود البرلمان الأوروبي لتقديم نفسه على أنه بوصلة للأخلاق في عالم تسوده الاضطرابات.

وصوت 625 عضوا لصالح إنهاء ولاية كايلي مقابل صوت واحد معارض وامتناع عضوين عن التصويت.

وقالت رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا "لن يكون هناك تعتيم. تحقيقنا الداخلي سينظر فيما حدث وفي كيفة جعل أنظمتنا محكمة أكثر".

وكانت كايلي، التي تحتجزها الشرطة البلجيكية، واحدة من بين 14 نائبا لرئيس البرلمان.

ووجه ممثلو الادعاء في بلجيكا اتهامات لها وثلاثة إيطاليين في مطلع الأسبوع بالمشاركة في منظمة إجرامية وغسل الأموال والفساد.

وقال مصدر مطلع على التحقيق إن من المعتقد أنهم حصلوا على أموال من قطر، التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم حاليا. ونفت الدولة الخليجية ارتكاب أي مخالفات.

وأضاف المصدر أن الشرطة داهمت العديد من المباني في بروكسل، ومن بينها مكاتب في البرلمان و19 منزلا، وعثرت على حوالي 1.5 مليون يورو (1.58 مليون دولار) كان بعضها في حقيبة بغرفة فندقية.

وقال ميكاليس ديميتراكوبولوس محامي كايلي في اليونان إنها بريئة.

وأضاف في أول تعليق علني له على القضية لقناة أوبن تي.في "لا علاقة لها (كايلي) بالتمويل من قطر، لا شيء. بكل وضوح وصراحة".

لكن العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي طالبوا السياسية الاشتراكية البالغة من العمر 44 عاما بالاستقالة من البرلمان.

وقالت النائبة مانون أوبري الرئيسة المشاركة لتكتل اليسار في البرلمان الأوروبي "بالنظر إلى حجم فضيحة الفساد هذه، فإنها (الاستقالة) أقل شيء يمكن أن نتوقعه منها".

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

* فساد

قالت عدة دول في الاتحاد الأوروبي من بينها ألمانيا إن مصداقية الاتحاد المؤلف من 27 دولة معرضة للخطر.

وقالت الدول التي انتقدها الاتحاد، ومنها أحد أعضائه وهي المجر، إن البرلمان الأوروبي فقد أخلاقياته السامية.

وكتب وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو على فيسبوك (NASDAQ:META) "من الآن فصاعدا، لن يتمكن البرلمان الأوروبي من التحدث عن الفساد بمصداقية".

وقال جوردان بارديلا، وهو عضو فرنسي بالبرلمان الأوروبي ورئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، إن الفضيحة أظهرت ما سماه "مهزلة" بالاتحاد الأوروبي "الذي جعل من نفسه نموذجا للفضيلة ومعلما للدروس".

وقال ممثلو الادعاء في بلجيكا إنهم يشتبهون منذ أكثر من أربعة أشهر في أن دولة خليجية تحاول شراء النفوذ في بروكسل. وعلى الرغم من أن الادعاء لم يذكر اسم أي دولة فقد قال مصدر مطلع على القضية إنها قطر.

ولم يتم التعرف رسميا على هوية أي من الأشخاص الأربعة المتهمين لكن أسماءهم تسربت بسرعة إلى الصحافة.

ولم تكشف الشرطة البلجيكية عن أي من الأشخاص الأربعة المتهمين في القضية، لكن سرعان ما تسرب اسم كايلي إلى الصحافة.

* انتقادات لاذعة

قال مصدر مطلع على القضية إن المتهمين الآخرين هم النائب السابق بالاتحاد الأوروبي بيير أنطونيو بانزيري والمساعد البرلماني فرانشيسكو جورجي، وهو شريك حياة كايلي، ونيكولو فيجا تالامانكا، الأمين العام لمجموعة معنية بحقوق الإنسان.

ولم تتلق رويترز ردا من مكاتب هؤلاء أو منازلهم على مكالماتها ورسائلها الإلكترونية.

وقال أنجيلو دي ريسو، محامي ماريا كوليوني زوجة بانزيري وابنته سيلفيا، التي تسعى بلجيكا إلى تسليمهما من إيطاليا في إطار التحقيق، إنه لن تكون هناك جلسات يومي 19 و20 ديسمبر كانون الأول للبت في هذا الطلب.

وأضاف "موكلتاي أبلغتا القاضي أنهما لا تعرفان شيئا عن الأشياء الموجهة إليهما وأنه لا علاقة لهما بها".

وكانت كايلي من بين مجموعة من الشباب السياسيين الطموحين في اليونان الذين ظهروا في أثناء أزمة الديون الطاحنة التي تعرضت لها أثينا من عام 2010 إلى عام 2015 وتطلب الأمر آنذاك ثلاث خطط إنقاذ دولية. وقال حزب الحركة الاشتراكية اليونانية إنه سيعزلها من صفوفه.