أمريكا توافق على مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 45 مليار دولار بينها صواريخ باتريوت

رويترز

تم النشر 23 ديسمبر, 2022 18:56

من ستيف هولاند ودان بلشوك وأولينا هارماش

واشنطن / كييف (رويترز) - من المتوقع أن يوافق المشرعون الأمريكيون على حزمة مساعدات بقيمة 45 مليار دولار لأوكرانيا يوم الجمعة مع عودة الرئيس فولوديمير زيلينسكي من واشنطن حاملا وعدا بالحصول على صواريخ باتريوت للمساعدة في صد الغزو الروسي.

وتأتي المساعدة العسكرية والاقتصادية، وهي جزء من مشروع قانون أوسع للإنفاق الحكومي، بعد مساعدة أمريكية بقيمة نحو 50 مليار دولار أرسلتها إلى أوكرانيا هذا العام، بالإضافة إلى عقوبات فرضها الغرب على روسيا تتضمن الآن سقفا على أسعار النفط الروسي.

وردت روسيا على فرض حد أقصى للسعر يوم الجمعة بالتهديد بخفض إنتاجها من النفط ما بين خمسة وسبعة بالمئة مطلع العام المقبل، بوقف المبيعات للدول التي تدعم الإجراء الذي يسعى للحد من قدرة موسكو على تمويل الحرب.

ولطالما سعى زيلينسكي إلى الحصول على صواريخ باتريوت للمساعدة في التصدي للضربات الجوية الروسية التي لا تكل والتي دمرت مدنا وبلدات وقرى خلال عشرة أشهر من صراع ضار تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إن البطارية الواحدة من نظام باتريوت التي قال الرئيس جو بايدن لزيلينسكي إنه سيزود بها أوكرانيا لن تغير مسار الحرب.

ولم ترغب واشنطن وحلفاؤها في تزويد كييف بدبابات قتال حديثة والصواريخ بعيدة المدى (أتاكمز) بوسعها تجاوز خطوط القتال الأمامية والوصول إلى روسيا نفسها.

لكن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق يوم الخميس على 44.9 مليار دولار من المساعدات الجديدة لأوكرانيا كجزء من مشروع قانون لتمويل الحكومة الأمريكية. ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب الذي يتزعمه الديمقراطيون على مشروع القانون يوم الجمعة.

ومن المتوقع إقرار مشروع القانون لكن ليس من الواضح ما إذا كان دعم الكونجرس الأمريكي لأوكرانيا سيستمر بعد حصول الجمهوريين على أغلبية طفيفة في مجلس النواب في أوائل العام المقبل.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وفي الوقت الذي تكافح فيه أوكرانيا من أجل الصمود، تواصل البلاد معركتها ضد الفساد المحلي للمساعدة في طمأنة المانحين الدوليين بأن أموالهم سيتم إنفاقها بشكل سليم.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ستجد طريقة لصد صواريخ مع سعيها أيضا إلى إنهاء القتال. وأضاف بوتين "هدفنا ليس إدارة عجلة صراع عسكري، بل على العكس، إنهاء هذه الحرب".

وردا على ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن تصرفات روسيا توضح أن بوتين عازم على تصعيد الغزو.

* "أي شيء إلا الحرب"

باستخدامه كلمة حرب، يكون بوتين قد ابتعد عن الإشارة إلى غزو أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" وهو المصطلح الذي اعتاد عليه الكرملين. وتقدم أحد السياسيين في سان بطرسبرج بطلب لممثلي الادعاء للتحقيق مع بوتين بشأن استخدامه كلمة ‭"‬حرب"، متهما رئيس الكرملين بانتهاك القوانين التي دافع عنها بنفسه التي تحظر نشر "معلومات مضللة".

وقال نيكيتا يوفيريف، عضو مجلس المعارضة في المدينة التي وُلد فيها بوتين، إنه يعلم أن طلبه لا جدوى منه لكنه قدمه لفضح "كذب" النظام.

وأضاف "الحرب في المجتمع الروسي كلمة مخيفة. الجميع نشأ على أيدي أجداد عاشوا خلال الحرب العالمية الثانية. كلنا يتذكر مقولة "أي شيء إلا الحرب".

وقال الكرملين إن بلاده أحرزت "تقدما كبيرا" نحو هدفها المعلن المتمثل في "نزع سلاح" أوكرانيا.

وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن موسكو تخوض حرب غزو غير شرعية، وتشتبه في أن عروض روسيا المتكررة للمفاوضات بشروطها ما هي إلا حيلة لكسب الوقت بعد الانتكاسات في ساحة المعركة.

وقال زيلينسكي عبر قناته على تليجرام "سنعود من واشنطن بشيء سيساعدنا حقا". وفي منشورات لاحقة له، قال إنه عاد إلى كييف ويعمل من أجل تحقيق "النصر"، متوجها بالشكر إلى هولندا على تخصيص ما يصل إلى 2.5 مليار يورو (2.65 مليار دولار) لأوكرانيا العام المقبل.

* تقارير عن تعزيزات عسكرية

طردت أوكرانيا القوات الروسية من عاصمتها كييف وثاني أكبر مدنها خاركيف؛ فيما تركز موسكو الآن على السيطرة على المناطق التي تحتلها في جنوب أوكرانيا وشرقها، والتي تمثل خمس مساحة البلاد تقريبا.

وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة أن قواتها صدت هجمات على 17 مستوطنة على الأقل بشرق أوكرانيا. وقالت إن القوات الروسية شنت 12 ضربة صاروخية وجوية، بما في ذلك هجمات على أهداف مدنية، بعيدا عن خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا وجنوبها الشرقي.

وقال إيفان فيدوروف رئيس بلدية ميليتوبول، التي تحتلها روسيا في الجنوب، وهو نفسه يعيش في المنفى حاليا، إن المزيد من القوات الروسية وصلت المدينة وعملت على تعزيز تحصيناتها هناك موضحا أن السكان ليس بمقدورهم المغادرة الآن إلا سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام.

وأضاف فيدوروف في مؤتمر صحفي عُقد عبر الإنترنت أن سيارة مفخخة انفجرت في المدينة في وقت سابق من يوم الجمعة.

وقال حاكم منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش إن القوات الروسية قصفت المنطقة 61 مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفا أن نصف هذه الهجمات استهدفت وسط المدينة مما أسفر عن مقتل شخص واحد. وانسحبت روسيا من المدينة في نوفمبر تشرين الثاني.

من ناحية أخرى، قال حاكم منطقة زابوريجيا الذي عينته روسيا يفجيني باليتسكي إن قصف محطة الطاقة النووية في المدينة "توقف تقريبا" لكن القوات الروسية لن تغادر.