تونس: الإقبال في جولة الإعادة من الانتخابات البرلمانية 11.3%

رويترز

تم النشر 29 يناير, 2023 10:47

محدث 29 يناير, 2023 23:54

من طارق عمارة وانجوس مكدوال

تونس (رويترز) - أعلنت تونس أن 11 بالمئة تقريبا من الناخبين أدلوا بأصواتهم يوم الأحد في جولة الإعادة من الانتخابات البرلمانية التي أشار فيها منتقدو الرئيس قيس سعيد إلى أن مراكز الاقتراع شبه الفارغة تعكس استياء الرأي العام من سيطرته على سلطات واسعة.

وقال رئيس هيئة الانتخابات، التي تولى سعيد السلطة النهائية عليها العام الماضي، إن نسبة المشاركة الأولية في الجولة الثانية من الانتخابات بلغت 11.3 بالمئة.

وبلغت نسبة الإقبال 11.2 بالمئة في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الأول.

وقال نجيب الشابي رئيس "جبهة الخلاص"، ائتلاف المعارضة الرئيسي، في مؤتمر صحفي "اليوم الشعب التونسي أصدر حكما باتا ونهائيا ضد مسار قيس سعيد وانتخاباته".

وزاد الشعور بالإحباط من السياسة في تونس بسبب الأزمة الاقتصادية الآخذة في التفاقم والتي أفضت إلى نقص في بعض السلع الأساسية ودفعت الحكومة إلى خفض الدعم سعيا للحصول على دعم مالي دولي يجنبها الإفلاس.

وقالت حسناء التي كانت تتسوق في حي التضامن يوم الأحد "لا نريد انتخابات. نريد الحليب والسكر وزيت الطهي" ، في إشارة إلى سلع غذائية مفقودة من رفوف المتاجر.

ويمثل البرلمان المشكل حديثا والأقل أهمية بكثير من سابقه عنصرا محوريا في النظام السياسي الذي طبقه سعيد العام الماضي بعد سيطرة على السلطة في يوليو تموز 2021 منحت الرئاسة نفوذا بلا قيود تقريبا.

وقالت هيئة الانتخابات إن نحو 887 ألف ناخب أدلوا بأصواتهم من إجمالي 7.8 مليون. لكن النتائج النهائية قد تستغرق وقتا أطول لتجميعها. ومع مقاطعة معظم الأحزاب للانتخابات، من المتوقع أن تذهب معظم المقاعد إلى المستقلين.

وقال نجيب الساحلي (40 عاما) وهو يمر بجوار مركز اقتراع في حي التحرير بتونس في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد "لا أنا لست مهتما".

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وشكك مراقبون مستقلون للانتخابات، بما في ذلك جماعة (مراقبون) المحلية، في الإحصاءات الرسمية لنسبة الإقبال واتهموا الهيئة بحجب البيانات التي يعتمدون عليها لمراقبة نزاهة الانتخابات.

ونفت الهيئة حجب الأرقام وقالت إن مسؤولي مراكز الاقتراع كانوا مشغولين للغاية بحيث لا يمكنهم التعاون مع المراقبين.

واتهمت جماعات معارضة سعيد بالقيام بانقلاب لحله البرلمان السابق عام 2021 وتقول إنه دمر الديمقراطية التي نشأت بعد ثورة تونس 2011 التي أطلقت شرارة "الربيع العربي".

ويقول الرئيس إن إجراءاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من الفساد والتدهور الاقتصادي على مدى سنوات على يد نخبة سياسية لا يهمها سوى مصالحها الذاتية.

* ’انتخابات أشباح’

على الرغم من إقرار دستوره الجديد في استفتاء العام الماضي لم يشارك في التصويت سوى 30 في المئة فقط من الناخبين.

ووصفت الناشطة المعارضة شيماء عيسى، التي قادت احتجاجات ضد سعيد وتواجه محكمة عسكرية بتهمة إهانة الرئيس، الانتخابات بأنها "انتخابات أشباح".

وقال صحفي من رويترز إنه لم يظهر أي ناخبين خلال الدقائق العشرين التي قضاها داخل مركز اقتراع بحي التضامن في العاصمة تونس.

وفي مركز اقتراع آخر بحي التضامن، قال أحدهم ويُدعى رضا إنه سيصوت تأييدا لسعيد على الرغم من الدور المحدود الذي سيلعبه البرلمان.

وتابع "نعم أصوت ليس لأني أنتظر شيئا من البرلمان... بل دعما للرئيس قيس سعيد".

وأضاف "إنه رجل نظيف يحارب منظومة فاسدة".

وفي مقهى بحي التحرير قال واحد فقط، من بين سبعة رجال يحتسون القهوة، إنه ربما يدلي بصوته.

وقال رجل آخر يُدعى عماد "لا لن أقترع... الرئيس يقرر كل شي لوحده ولا يهتم بنا... أنا أيضا لا أهتم به ولا بانتخاباته".

وبدا أن العديد من التونسيين يرحبون في البداية بسيطرة سعيد على السلطات في عام 2021 بعد ائتلافات حاكمة ضعيفة بدت على مدى سنوات غير قادرة على إنعاش الاقتصاد أو ​​تحسين الخدمات العامة أو الحد من التفاوتات الصارخة بين السكان.

لكن سعيد لم يطرح أي خطة اقتصادية واضحة باستثناء تنديده بالفساد ومضاربين لم يكشف عن أسمائهم وحملهم مسؤولية ارتفاع الأسعار.

وخفضت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية تصنيف الدين التونسي يوم الجمعة قائلة إن البلاد ستتخلف على الأرجح عن سداد قروض سيادية.