تحليل - أردوغان يتطلع "لصانع الملوك" في جولة الإعادة ومنافسه بحاجة لتغيير الاستراتيجية

رويترز

تم النشر 15 مايو, 2023 17:47

من أورهان جوشكون وجوناثان سبيسر

أنقرة (رويترز) - سيتطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرشح الثالث "صانع الملوك" في الانتخابات ضمن محاولاته لتحقيق النصر في جولة الإعادة بعدما حطمت الجولة الأولى من الانتخابات آمال منافسه كمال كليتشدار أوغلو في تحقيق فوز سريع.

وحصل أردوغان بأدائه القوي يوم الأحد على 49.4 بالمئة من الأصوات، متقدما بفارق مريح على كليتشدار أوغلو، الذي حصل على 45 بالمئة من الأصوات. ولم يصل أردوغان إلى نسبة 50 بالمئة اللازمة لتحقيق الفوز الصريح، مما خالف استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن فترة حكمه المستمرة منذ 20 عاما على وشك الانتهاء.

ومع استمرار الحملة الانتخابية لأسبوعين آخرين، رسمت مقابلات مع ما يقرب من اثني عشر مسؤولا من كلا الجانبين صورا مختلفة تماما.

ويثق جانب أردوغان في إمكانية إبرام صفقة مع سنان أوغان المرشح القومي، الذي حل بالمركز الثالث في الانتخابات بحصوله على 5.2 بالمئة من الأصوات، من أجل أن يحقق فوزا مريحا في جولة الإعادة في 28 مايو أيار.

وأصيب جانب كليتشدار أوغلو بصدمة من ضعف النتائج ويسارع إلى إعادة التفكير في استراتيجيته. ويتعهد كليتشدار أوغلو بدحر حكم أردوغان، الذي يزداد استبدادا، واستعادة الضوابط الديمقراطية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.

وقال مسؤولون إن تحالفه، المكون من ستة أحزاب، لم يجذب عددا كبيرا من الناخبين، الذين ينتمون للتيار القومي، كما كان متوقعا، لأسباب من بينها دعم حزب كبير مؤيد للأكراد لترشيح كليتشدار أوغلو.

وذكر مسؤول كبير من تحالف المعارضة إن كليتشدار أوغلو "يحتاج إلى إعادة هيكلة استراتيجيته بالكامل".

وقال مسؤول رفيع المستوى من حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان "فرصنا في الجولة الثانية كبيرة جدا جدا. أوغان بيده مقاليد الأمور الآن".

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وصرح أوغان في مقابلة أجرتها معه رويترز يوم الاثنين بأنه لن يدعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا رفض تقديم تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي خاض الانتخابات البرلمانية يوم الأحد تحت عباءة حزب اليسار الأخضر.

ومن المتوقع أن يلتقي كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو بأوغان شخصيا في الأيام المقبلة. ويُنظر إلى تحالف أردوغان وأوغان على أنه أسهل بسبب آرائهما المحافظة رغم أن تحالف الرئيس يضم حزبا إسلاميا كرديا صغيرا يعارضه أوغان أيضا.

وقال هاكان أكباس العضو المنتدب لشركة الخدمات الاستشارية الاستراتيجية في إسطنبول "أوغان هو صانع الملوك في الجولة الثانية وقال إنه سيتفاوض مع الطرفين... لكن أردوغان لديه المزيد ليعرضه".

* معركة من أجل المنتمين للتيار القومي

يصيب احتمال استمرار أردوغان في الحكم للعقد الثالث خيبة أمل النشطاء في مجال الحقوق المدنية.

ومن شأن ذلك أن يريح موسكو، الحليف المهم لأنقرة، فيما يثير قلق واشنطن وعواصم أوروبية والعديد من قادة دول الشرق الأوسط الذين تربطهم علاقات متوترة مع الرئيس التركي.

وحقق أردوغان أداء قويا في الانتخابات حتى في الوقت الذي تسببت فيه سياساته غير التقليدية المتعلقة بخفض أسعار الفائدة في سلسلة من الانهيارات لقيمة العملة في السنوات الأخيرة وفي أزمة تكاليف المعيشة مع تجاوز التضخم 85 بالمئة العام الماضي.

ومما زاد من فرص أردوغان، فوز تحالفه الحاكم بأغلبية واضحة في البرلمان التركي الجديد بشكل فاجأ المحللين. وحصل الرئيس التركي على أصوات ناخبين في المنطقة الجنوبية (TADAWUL:3050) الشرقية التي دمرتها الزلازل في فبراير شباط وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وشردت الملايين.

وقال المسؤولون إنه سيقول للناخبين الآن إن دعمهم له سيكون بشيرا بحكومة مستقرة لمدة خمس سنوات أخرى.

وذكر مسؤول كبير آخر من المعارضة اعترف بصعوبة الطريق في المستقبل "شعاره سيكون: إذا منحتم أصواتكم لكليتشدار أوغلو فإنه سيكون (عاجزا) بلا تأثير".

وحصل الحزب الصالح القومي، وهو ثاني أكبر حزب في تحالف كليتشدار أوغلو، على نسبة تأييد مخيبة للآمال بلغت 9.75 بالمئة في الانتخابات البرلمانية. وحزب اليسار الأخضر الكردي، الذي حصل على 8.8 بالمئة من الأصوات، ليس في تحالف المعارضة الرئيسي.