الأمم المتحدة: إسرائيل تمهل 1.1 مليون من سكان غزة 24 ساعة للانتقال إلى الجنوب

رويترز

تم النشر 13 اكتوبر, 2023 07:14

من هنريت شقر ونضال المغربي وحميرة باموق

القدس/غزة/تل أبيب (رويترز) - قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن "الآن هو وقت الحرب"، فيما حشدت بلاده دبابات بالقرب من قطاع غزة قبل غزو بري مزمع للقضاء على حركة حماس التي تحكم القطاع.

وتقصف إسرائيل قطاع غزة جوا منذ الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس يوم السبت الماضي، وهو الأكثر دموية لمسلحين فلسطينيين في تاريخ إسرائيل التي تستعد لغزو بري.

وقالت الأمم المتحدة في وقت متأخر يوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي أبلغها بأن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.

وأفاد المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك في بيان "ترى الأمم المتحدة أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذا الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة".

وقال "إن الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي".

وسعيا لحشد التأييد لردها، عرضت الحكومة الإسرائيلية على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزراء دفاع حلف شمال الأطلسي صورا لأطفال ومدنيين قالت إن حماس قتلتهم في هجوم مطلع الأسبوع.

وقال بلينكن إن الصور أظهرت طفلا "يملأ جسده الرصاص" وجنودا مقطوعي الرأس وشبانا محترقين في سياراتهم. وأضاف "هذا ببساطة انحطاط بأسوأ طريقة يمكن تخيلها. إنه حقا يتجاوز أي شيء يمكننا استيعابه".

وكغيره حث بلينكن إسرائيل على ضبط النفس، لكنه أكد أيضا دعم الولايات المتحدة لها قائلا "سنكون دائما إلى جانبكم".

ومن المقرر أن يلتقي يوم الجمعة بالملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأردن في إطار جولة بالشرق الأوسط تهدف إلى وقف امتداد الحرب.

ويعتزم بلينكن زيارة دول حليفة رئيسية للولايات المتحدة وهي قطر والسعودية ومصر والإمارات، وبعضها له تأثير على حماس المدعومة من إيران.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وقال هاليفي إنه سيتم استخلاص الدروس من الإخفاقات الأمنية المتعلقة بغزة التي سمحت بتنفيذ الهجوم. وأضاف "سنتعلم ونحقق، لكن الآن هو وقت الحرب".

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن جيش الولايات المتحدة لا يضع أي شروط على مساعداته الأمنية لإسرائيل، مضيفا أن واشنطن تتوقع من الجيش الإسرائيلي أن "يفعل الأمور الصحيحة" في حربه ضد حماس.

ومن المقرر أن يصل أوستن إلى إسرائيل يوم الجمعة ويعتزم الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

من ناحية أخرى، دعت حركة حماس الفلسطينيين إلى النفير العام يوم الجمعة احتجاجا على القصف الإسرائيلي للقطاع وحثت الفلسطينيين على شد الرحال إلى المسجد الأقصى والاشتباك مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

- حكومة الوحدة

وافق الكنيست على حكومة الوحدة الطارئة التي شكلها نتنياهو في وقت متأخر من يوم الخميس، وتشمل عددا من نواب المعارضة الوسطية، لإظهار وحدة البلاد وعزمها على محاربة حماس.

وقالت هيئة البث العامةالإسرائلية (راديو كان) إن عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى أكثر من 1300. وأخذت حماس عشرات الرهائن الإسرائيليين والأجانب إلى غزة وقالت إسرائيل إنها حددت هوية 97 منهم.

وردت إسرائيل حتى الآن بفرض حصار على غزة التي يسكنها 2.3 مليون نسمة وشن حملة قصف دمرت أحياء بأكملها. وقالت السلطات في القطاع إن أكثر من 1500 فلسطيني قُتلوا.

ودوت صفارات الإنذار في وقت مبكر من صباح الجمعة تحذر من إطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود قطاع غزة.

فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن إسرائيل نفذت ضربات جوية في أنحاء غزة خلال الليل. وقالت تقارير إن هجوما على منزل في مخيم البريج للاجئين بوسط غزة أدى إلى مقتل 17 شخصا على الأقل.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوقود الذي يشغل المولدات في مستشفيات غزة قد ينفد خلال ساعات وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الغذاء والمياه العذبة ينفدان مما يشكل خطرا.

وأوضح فابريزيو كاربوني مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط أن "المأساة الإنسانية الناجمة عن هذا التصعيد فظيعة وأناشد الأطراف الحد من معاناة المدنيين".

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل يوم الخميس باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان قائلة إن استخدام مثل هذه الأسلحة يهدد بتعرض المدنيين لإصابات خطيرة وطويلة الأمد.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "ليس لديه علم حاليا باستخدام الأسلحة التي تحتوي على الفسفور الأبيض في غزة".

فيما نفت كوريا الشمالية يوم الجمعة استخدام حماس لأسلحتها في الهجوم على إسرائيل قائلة إن المزاعم التي وردت في بعض التقارير الإعلامية هي محاولة من واشنطن لتحويل اللوم في الصراع عنها إلى دولة ثالثة.

- مخاوف بشأن السلامة

أعلن البيت الأبيض أن وزارة الخارجية ستبدأ في تسيير رحلات جوية مستأجرة إلى أوروبا لمساعدة الأمريكيين على مغادرة إسرائيل إذا أرادوا ذلك اعتبارا من يوم الجمعة.

وصرح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو للصحفيين بأن طوكيو رتبت رحلة جوية مستأجرة لمغادرة تل أبيب يوم السبت لمواطنيها الراغبين في الرحيل.

وأثار الصراع بعض الاضطرابات المدنية في أوروبا إذ استخدمت الشرطة في باريس الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مسيرة حظرتها لدعم الشعب الفلسطيني. ومن المقرر أن تغلق بعض المدارس اليهودية في أمستردام ولندن أبوابها مؤقتا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وقال مسؤولو إنفاذ القانون في نيويورك ولوس انجليس إنهم كثفوا تواجد الشرطة يوم الجمعة خاصة حول المعابد اليهودية ومراكز الطائفة اليهودية، لكن بعض المسؤولين سعوا إلى التقليل من خطورة التهديد.

وقالت اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز بوم الخميس إن عملاء من مكتب التحقيقات الاتحادي زاروا مساجد في ولايات مختلفة وأفرادا مقيمين من أصول فلسطينية، ووصفت ذلك بأنه "اتجاه مثير للقلق".

وفي القدس، تجمع عشرات الإسرائيليين في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل يوم الخميس لدفن موتاهم.

وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة حيث امتلأت المقابر بالفعل، دُفن القتلى في مساحات خالية مثل أفراد عائلة سمور الذين قتلوا مساء الأربعاء في غارة جوية أصابت منزلهم.

وقاد عامل الإنقاذ الفلسطيني إبراهيم حمدان سيارته من موقع قصف لآخر بينما كان فريقه يحاول انتشال الناجين من المنازل التي دمرتها الضربات الجوية الإسرائيلية.

وقال حمدان، الذي شهد عدة حروب منذ أن أصبح عامل إنقاذ في عام 2007 "هذه الحرب قاسية تفوق الخيال. إنهم يهدمون المباني العالية فوق سكانها".

ويعاني سكان غزة، ومعظمهم من نسل اللاجئين الذين فروا أو طردوا من منازلهم عندما تأسست دولة إسرائيل عام 1948، من انهيار اقتصادي وقصف إسرائيلي متكرر في ظل حصار مفروض منذ سيطرة حماس على السلطة هناك قبل 16 عاما.