الكويت تتأهب لأول انتخابات برلمانية في عهد أميرها الجديد

رويترز

تم النشر 03 ابريل, 2024 14:09

من أحمد حجاجي

الكويت (رويترز) - تستعد الكويت لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الخمسين يوم الخميس في أول استحقاق من نوعه منذ تولي الشيخ مشعل الأحمد الصباح مقاليد الحكم في البلد الخليجي في ديسمبر كانون الأول.

ويتمتع مجلس الأمة في الكويت بنفوذ أكبر من المجالس المماثلة في دول الخليج الأخرى، لكن الجمود السياسي على مدى عقود أدى إلى تعديلات وزارية وحل المجلس عدة مرات.

ويتنافس في هذه الانتخابات، وهي الرابعة منذ ديسمبر كانون الأول 2020، 200 من المرشحين والمرشحات، وهو أقل عدد منذ أكثر من خمسة عقود. بينما يبلغ عدد الناخبين من الرجال والنساء نحو 850 ألفا.

وتُجرى الانتخابات تحت إشراف القضاء ووفقا لنظام الصوت الواحد الذي يعني أن لكل ناخب الحق في منح صوته لمرشح واحد فقط، وتتم عملية الاقتراع في يوم واحد من 12 ظهرا إلى منتصف الليل.

وتتكون الكويت من خمس دوائر انتخابية، لكل دائرة عشرة نواب، إذ يفوز المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة بعضوية البرلمان.

تأتي هذه الانتخابات بعد أن قرر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حل البرلمان السابق المنتخب في يونيو حزيران في 15 فبراير شباط، بعد أقل من شهرين من توليه السلطة.

استند المرسوم الأميري بحل المجلس إلى "ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة".

وانتقد أمير الكويت بقوة مجلس الأمة والحكومة في أول خطاب له أمام البرلمان بعد أدائه اليمين الدستورية في 20 ديسمبر كانون الأول لما قال إنه "إضرار بمصالح البلاد والعباد".

واستقالت حكومة الشيخ أحمد النواف بعد كلمة الأمير بساعات، وتم تعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيسا جديدا للوزراء وشكل حكومة جديدة ضمت وزراء جددا للداخلية والدفاع والشؤون الخارجية والمالية والنفط.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وحث أمير الكويت المواطنين على المشاركة في الاقتراع وحسن اختيار من يمثلونهم "وألا يتم اختيار من كان هدفه تحقيق المصلحة الشخصية أو افتعال الأزمات أو المساس بالثوابت الدستورية".

وعبر، في كلمة ألقاها يوم الاثنين بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، عن أمله أن "تسفر الانتخابات المقبلة عن مجلس متميز بوجوه ذات فكر مستنير.. أعضاء مجلس أمة يستفيدون من الدروس والتجارب البرلمانية السابقة وينهضون بمسؤولياتهم الوطنية".

* عزوف جزئي

قال ناصر العبدلي المحلل السياسي إن هذه الانتخابات تأتي "في أجواء أكثر توازنا بين الأطراف المتصارعة، سواء داخل الأسرة الحاكمة أو خارجها... ومخرجاتها ستكون أكثر توازنا بين المؤيدين للحكومة والمعارضين".

توقع العبدلي أن يكون هناك "عزوف جزئي" من الناخبين بسبب شهر رمضان وكثرة الانتخابات "وخيبة أمل المواطنين من الانتخابات السابقة".

وقال العبدلي "مشكلة الديمقراطية في الكويت أنها غير منظمة.. نحن بحاجة لتنظيمات سياسية حتى يكون هناك برامج. هذه المرة (الحملات الانتخابية) غابت عنها البرامج السياسية وغلبت عليها تصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين من داخل الأسرة الحاكمة وخارجها".

وتحظر الكويت الأحزاب السياسية لكن البرلمان يتمتع بصلاحيات كبيرة مقارنة بباقي دول الخليج، منها الحق في استجواب رئيس الوزراء والوزراء وإقرار القوانين ورفضها وإلغائها. لكن الأمير له الكلمة الفصل في شؤون البلاد وله صلاحية حل البرلمان.

* أزمات متتالية

تعيش الكويت أزمات متتالية بسبب الصراع بين الحكومة التي يعينها أمير البلاد والبرلمان المنتخب انتخابا مباشرا من الشعب، الأمر الذي أعاق الإصلاحات الاقتصادية والمالية في البلد الغني بالنفط.

وقال عبد العزيز العنجري المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات إن "العهد الجديد يركز أكثر على سرعة إنفاذ التغيير بدلا من المماطلة والتفاوض (مع المعارضة) أو ما يسمى جماعات شعبية".

وأضاف "إنه يركز على المضي قدما في أمور يراها ضرورية بدلا من هدر الوقت في المماطلة ولعب البنج بونج مع البرلمان، في أمور حسمها الدستور بالفصل بين السلطات".

وأشار العنجري إلى أنه "لن يكون هناك تسامح مع أي تصرفات نيابية ترى السلطة أنها تمثل تجاوزا واضحا لمبدأ الفصل بين السلطات، وبالمقابل لن يكون هناك تسامح مع أي مسؤول حكومي يتورط في الفساد أو سوء الإدارة المتعمد".

وحظيت قضية اختيار ولي العهد القادم بجانب من النقاش العام خلال الحملات الانتخابية، إذ تنتظر الكويت تعيين الأمير لولي عهده خلال العام الحالي طبقا للدستور، ولا بد أن يحظى ولي العهد بموافقة أغلبية أعضاء البرلمان.

واعتبر العبدلي أن البرلمان لا يستطيع التأثير على اختيار ولي العهد لأن هذه الصلاحية "من صميم اختصاصات سمو الأمير. ولم يسبق في تاريخ الكويت أن اعترض البرلمان على شخص رشحه الأمير (وليا للعهد). كل المرشحين حظوا بالإجماع" في تصويت البرلمان.