مؤسس ورلد سنترال كيتشن: إسرائيل استهدفت الموظفين في غزة "بشكل منهجي وعربة تلو الأخرى"

رويترز

تم النشر 03 ابريل, 2024 20:36

محدث 03 ابريل, 2024 23:25

من جيف ميسون

واشنطن (رويترز) - قال الطاهي الشهير خوسيه أندريس مؤسس منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية لرويترز في مقابلة غلبت عليها العاطفة يوم الأربعاء إن الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل سبعة من موظفي المنظمة في غزة استهدفهم "بشكل منهجي وعربة تلو الأخرى".

وأضاف في المقابلة المصورة أن المنظمة كانت على اتصال واضح مع الجيش الإسرائيلي الذي كان على علم بتحركات موظفيها.

وتابع أندريس قائلا إن هذا لم يكن "موقفا ينم عن سوء الحظ (لنقول) ’يا لسوء الحظ، لقد أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ’".

وأضاف "كان ذلك على مسافة امتدت لما يزيد على 1.5 أو 1.8 كيلومتر، وكانت قافلة الإغاثة واضحة جدا وعليها ملصقات من أعلى... وشعار ملون... كان من الواضح جدا من نحن وماذا نفعل".

وقال أندريس إن الجيش الإسرائيلي كان على علم بمكان وجود القافلة. ودعا إلى إجراء تحقيقات في هذه الواقعة من حكومة الولايات المتحدة ومن حكومات البلدان التي ينتمي لها كل عامل إغاثة أُزهقت روحه.

وأضاف "كانوا يستهدفوننا في منطقة منزوعة السلاح، في منطقة يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي. وكانوا يعلمون أن فرقنا هي التي كانت تتحرك على هذا الطريق... بثلاث سيارات".

وقُتل موظفو الإغاثة عندما تعرضت قافلتهم للقصف بعد وقت قصير من إشرافهم على تفريغ 100 طن من الأغذية التي تم جلبها إلى غزة عن طريق البحر. وعبر الجيش الإسرائيلي عن "أسفه الشديد" إزاء الأمر ووصفه رئيس الوزراء نتنياهو بأنه غير متعمد.

وقال أندريس إن قافلة المساعدات تعرضت على الأرجح لما يزيد على ثلاث ضربات. ورفض التأكيدات الإسرائيلية والأمريكية بأن الضربة لم تكن متعمدة.

وعندما سئل عما إن كان يقبل بهذا التفسير رد بقول "في البداية، أود أن أقول لا بشكل قاطع".

وأضاف "حتى لو لم نكن ننسق معهم (الجيش الإسرائيلي)، فلا يمكن لأي دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف مدنيين وموظفين في الإغاثة الإنسانية".

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وردا على طلب للتعليق على تصريحات أندريس، أشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى التعليقات السابقة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي التي وصف فيها الحادث بأنه خطأ فادح، وقال إن الهجوم "لم ينفذ بهدف إيذاء عمال الإغاثة في ورلد سنترال كيتشن".

وقال أندريس إنه أنه كان من المفترض أن يكون بنفسه في غزة مع فريقه، ولكن لأسباب مختلفة "لم يتمكن من العودة مرة أخرى إلى غزة".

وطالب أندريس، الذي تحدث مع الرئيس جو بايدن يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة ببذل المزيد من الجهود لوقف الحرب.

وقال "على الولايات المتحدة بذل المزيد (من الجهود) حتى يدرك رئيس الوزراء نتنياهو ضرورة إنهاء هذه الحرب على الفور".

وأثار تساؤلات بشأن إجراءات إدارة بايدن المتعلقة بتقديم المساعدات إلى غزة وتسليح إسرائيل في نفس الوقت.

وقال "الأمر معقد جدا ويستعصي فهمه... أمريكا سترسل قواتها البحرية وجيشها للقيام بالعمل الإنساني، لكن، في الوقت نفسه، فإن الأسلحة التي تقدمها أمريكا... تقتل المدنيين".

وتساءل أندريس عن الكيفية التي يشن بها نتنياهو حربا لإنقاذ الرهائن الإسرائيليين "بينما قد يموتون (الرهائن) تحت الأنقاض (بسبب) نفس الأسلحة" التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

* "عربة تلو الأخرى"

قال أندريس إن ورلد سنترال كيتشن لا تزال تدرس الوضع الأمني ​​في غزة قبل استئناف توصيل المساعدات.

وكان مواطنون من أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة من بين سبعة من موظفي المنظمة الذين قتلوا عندما تعرضت قافلتهم للقصف بعد وقت قصير من إشرافهم على تفريغ نحو 100 طن من الأغذية التي تم جلبها إلى غزة عن طريق البحر.

وقالت منظمة الإغاثة إن قافلة المساعدات تعرضت للقصف بينما كانت تغادر مستودعها في دير البلح بعد تفريغ المساعدات.

وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 196 من العاملين في منظمات الإغاثة في غزة قتلوا منذ أكتوبر تشرين الأول. وسبق أن اتهمت حماس إسرائيل باستهداف مواقع توزيع المساعدات.

وعن معلوماته عن الهجوم، قال أندريس إن الاتصال انقطع في البداية بفريق المنظمة في غزة وإنه لم يدرك ما حدث حتى شاهد صور الجثث.

وأضاف أنه بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي السيارة المدرعة الأولى، تمكن الفريق من الفرار والانتقال إلى سيارة ثانية تمت مهاجمتها بعد ذلك، مما أجبرهم على الانتقال إلى السيارة الثالثة.

وأضاف أن موظفي الإغاثة حاولوا التواصل لتوضيح هويتهم، مشيرا إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي كانت تعلم بوجودهم في المنطقة.

وقال إن السيارة الثالثة أصيبت لاحقا "ورأينا عواقب ذلك".

وبدأت ورلد سنترال كيتشن الشهر الماضي نقل المساعدات الغذائية إلى من يواجهون الجوع في شمال غزة عبر ممر بحري من قبرص، بالتعاون مع منظمة أوبن آرمز الخيرية الإسبانية. وقال أندريس في وقت سابق إن المنظمة التي أسسها تنسق بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي ودول عربية وآخرين.

وقال بايدن إنه يشعر "بالغضب والحزن" بسبب سقوط القتلى لكن الولايات المتحدة انحازت إلى تأكيد نتنياهو بأن الضربات لم تكن متعمدة.

يسعى أندريس (54 عاما)، الذي أسس وورلد سنترال كيتشن في عام 2010 بعد زلزال هايتي، إلى أن تتجنب المنظمة العقبات الروتينية في أنحاء العالم بهدف تسريع إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، ومنها أوكرانيا بعد الغزو الروسي.

واندلعت الحرب بعد هجوم مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أودى بحسب إسرائيل بحياة نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي.

ومنذ ذلك الحين، دمر الهجوم الإسرائيلي المتواصل جزءا كبيرا من أنحاء القطاع وأدى إلى نزوح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن الحرب أودت حتى الآن بحياة نحو 33 ألفا من الفلسطينيين.