جمود في محادثات الهدنة بغزة ونتنياهو يعلن تحديد موعد لاجتياح رفح

رويترز

تم النشر 08 ابريل, 2024 13:44

محدث 08 ابريل, 2024 23:49

من نضال المغربي وأحمد محمد حسن

القاهرة (رويترز) - قال قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الاثنين إن الحركة الفلسطينية رفضت مقترحا إسرائيليا لوقف إطلاق النار خلال محادثات القاهرة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديد موعد لاجتياح رفح، الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة.

وأرسلت إسرائيل وحماس وفدين إلى مصر يوم الأحد للمشاركة في محادثات تتوسط فيها الدوحة والقاهرة فضلا عن وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأمريكية. وتعكس مشاركة بيرنز في المحادثات ضغوطا أمريكية متزايدة للتوصل إلى اتفاق يضمن تحرير الرهائن المحتجزين في غزة وإدخال المساعدات للمدنيين الذين يئنون تحت وطأة الصراع المستمر منذ ستة أشهر.

وقال القيادي في حماس علي بركة "ترفض حماس شروط الهدنة المطروحة من العدو الإسرائيلي بالقاهرة. اجتمع المكتب السياسي وأخذ هذا القرار".

وكان قيادي آخر في الحركة قد قال لرويترز في وقت سابق إنه لم يُحرز أي تقدم في المباحثات.

وأضاف القيادي، الذي طلب عدم نشر اسمه، "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة... لا يوجد تقدم حتى اللحظة".

ولم تُعرف تفاصيل هذا المقترح حتى الآن.

وقال نتنياهو يوم الاثنين إنه تلقى تقريرا مفصلا عن سير المحادثات في القاهرة، وجاء ذلك بعد يوم من انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في جنوب غزة.

وأضاف نتنياهو "نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على حماس".

وتابع قائلا "هذا النصر يتطلب الدخول في رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك. سيحدث ذلك. جرى تحديد موعد"، دون أن يكشف عن هذا الموعد.

رفح هي الملاذ الأخير للمدنيين الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي دمر أحياءهم السكنية. وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر أهم معاقل مقاتلي حماس.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

ويتكدس أكثر من مليون شخص في رفح وسط أجواء صعبة للغاية ونقص في الغذاء والماء والمأوى. وطلبت حكومات ومنظمات أجنبية من إسرائيل عدم اجتياح المدينة خوفا من سقوط عدد هائل من القتلى.

وبعد أن كانوا يعيشون في خيام برفح، عاد مئات السكان إلى مناطق منازلهم المدمرة يوم الاثنين بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

كما عاد بعض السكان على ظهر عربات تجرها الحمير بينما كان البعض الآخر يسير على الأقدام.

وقال محمد أبو دياب وهو أحد السكان "صدمة صدمة صدمة... دمار بشكل لا يطاق... أنا رايح على بيتي وعارف إنه واقع. رايح أشيل من الردم علشان أطلع بلوزة ألبسها".

وقال مسعفون فلسطينيون إنهم انتشلوا أكثر من 80 جثة من مناطق كانت تنفذ فيها القوات الإسرائيلية عمليات في الأشهر الماضية.

وأبدت دول غربية غضبها إزاء الزيادة الكبيرة في عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين وكذلك الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحملة الإسرائيلية الرامية للقضاء على حماس.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين إن نحو 33207 فلسطينيين قتلوا في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر. ومعظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى وعلى شفا المجاعة.

وقتلت حماس 1200 شخص في هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 600 جندي قتلوا في غزة.

* هل هناك تقدم في المفاوضات؟

قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن لأنه سيؤدي أيضا إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبا.

وفي مطلع الأسبوع، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس محادثات القاهرة بأنها أكثر مرة اقترب فيها الجانبان من التوصل لاتفاق منذ هدنة نوفمبر تشرين الثاني التي أطلقت حماس بموجبها سراح نصف الرهائن تقريبا.

وأسرت حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 253 رهينة بينهم 133 ما زالوا محتجزين، وتحدث مفاوضون عن تحرير نحو 40 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع حماس.

وقال مصدران أمنيان مصريان وقناة القاهرة الإخبارية في وقت سابق إن تقدما أُحرز في محادثات القاهرة.

وذكر المصدران أن الجانبين قدما تنازلات قد تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة من ثلاث مراحل تشمل تحرير كل من تبقى من الرهائن الإسرائيليين ومناقشة وقف طويل الأمد لإطلاق النار في المرحلة الثانية.

وأضافا أن التنازلات تتعلق بتحرير الرهائن الإسرائيليين وبمطالبة الحركة الفلسطينية بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة. وكشفا عن اقتراح الوسطاء بأن تراقب قوة عربية عملية العودة في وجود قوات أمنية إسرائيلية ستنسحب لاحقا.

وأفاد المصدران والقناة بأن الوفود غادرت القاهرة ومن المتوقع استمرار المشاورات خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة.

* "مطالب رئيسية"

قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لرويترز إن الجمود لا يزال سائدا بسبب رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم ورفع الحصار المفروض منذ 17 عاما على القطاع بهدف تسريع وتيرة إعادة الإعمار.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن هذه الخطوات لها الأولوية على مطلب إسرائيل الرئيسي المتمثل في إطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.