السعودية تسمح للمرأة بدخول استاد رياضي لأول مرة في اليوم الوطني

رويترز

تم النشر 24 سبتمبر, 2017 18:18

السعودية تسمح للمرأة بدخول استاد رياضي لأول مرة في اليوم الوطني

من ستيفن كالين

الرياض (رويترز) - تحتفل السعودية بمرور 87 عاما على تأسيسها ببرنامج كبير يشمل عروضا وحفلات موسيقية منها أوبريت كبير مساء السبت شهد السماح للنساء بدخول استاد الملك فهد الدولي في الرياض للمرة الأولى.

تأتي الاحتفالات في إطار تحرك حكومي لتعزيز الشعور بالاعتزاز الوطني وتحسين معيشة السعوديين.

ويقام أيضا حفل موسيقي بمدينة جدة المطلة على البحر الأحمر يشارك فيه 11 موسيقيا عربيا ويشهد عروضا للألعاب النارية وعروضا جوية ورقصات شعبية تقليدية.

وقالت سلطانة التي تبلغ من العمر 25 عاما وهي تزين خديها باللونين الأخضر والأبيض لدى دخولها الاستاد مع صديقاتها "هذه أول مرة ادخل فيها إلى الاستاد وأشعر أكثر بأني مواطنة سعودية. الآن استطيع الذهاب إلى أي مكان في بلدي".

وتابعت تقول "إن شاء الله سيُسمح غدا للنساء بأمور أكبر وأفضل مثل قيادة السيارة والسفر".

ودخلت آلاف الأسر إلى الاستاد، الذي يشهد مباريات كبرى في كرة القدم، عبر بوابة منفصلة عن بوابات الرجال. وهتف البعض ولوح آخرون بالأعلام السعودية وأشار البعض بعلامة النصر.

وارتدى طفل قميصا عليه عبارة "أحب السعودية" وارتدت صبية فستانا أخضر اللون عليه صورة الملك سلمان وابنه ولي العهد محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما. وألقى شاب قصيدة في مدح الملك البالغ من العمر 82 عاما.

والاحتفالات أحدث عروض ترفيهية ترعاها المملكة في إطار برنامج الإصلاح "رؤية 2030" الذي انطلق قبل عامين لتنويع مصادر الاقتصاد وإقامة قطاعات جديدة بالكامل بهدف توظيف الشباب السعودي ولإحداث انفتاح في نمط حياة السعوديين.

لكن في المملكة المحافظة التي تطبق المذهب الوهابي الذي يحظر الاختلاط بين الجنسين والحفلات الموسيقية ودور السينما توجه انتقادات للخطة التي تهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز الرياضة والاستثمار في وسائل الترفية.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

كما بدأ حكام السعودية إصلاح مجالات، كانت في السابق قاصرة على رجال الدين، مثل التعليم والقانون وعززوا عناصر الهوية الوطنية غير المرتبطة بالدين.

وقام حكام المملكة أيضا بزيادة مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني التي كانت تتعرض لانتقادات من رجال الدين الذين يقولون إنها تقوض الشعور الديني. وقاموا أيضا بالترويج لمواقع التراث مثل المعابد الصخرية النبطية.

وكتب الملك سلمان تغريدة على تويتر بمناسبة اليوم الوطني قال فيها "كل عام وبلادنا بخير وعزة ومجد، وستبقى المملكة حصنا قويا لكل محب للخير، ومحب لدينه ووطنه".

* لماذا لا ننضم للرجال

يحكي أوبريت يوم السبت قصة تأسيس السعودية الحديثة على يد ابن سعود والد الملك سلمان بعد سلسلة من المعارك وقبل ثماني سنوات من اكتشاف النفط الذي جعل المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم.

وأشاد العرض بماضي المملكة الديني والعسكري وتطلعها لمزيد من التطور. وشهد العرض مئات الرجال وهم يرقصون بالسيوف على قرع الطبول. وانضمت إليهن امرأة مكشوفة الوجه ونحو 20 فتاة.

وأثارت الألعاب النارية والنوافير الراقصة وأشعة الليزر صيحات الحاضرين الذين التقطوا الصور بهواتفهم الذكية.

وشهد الجزء الأخير صورا لولي العهد الأمير محمد وهو يزور قوات ويتلقي بقادة ويشاهد مباراة لكرة القدم بعدما باتت صوره في كل مكان منذ أن أصبح وليا للعهد في يونيو حزيران.

وهناك تكهنات واسعة النطاق، ينفيها المسؤولون، تشير إلى أن الملك سلمان يعتزم التخلي عن العرش لأبنه الذي يهيمن بالفعل على السياسة الاقتصادية والدبلوماسية والمحلية.

وقالت أم عبد الرحمن الشهري التي جاءت من تبوك التي تبعد 1100 كيلومتر عن الرياض لدخول الاستاد إنها تأمل أن يسمح للمرأة في المستقبل بحضور مباريات كرة القدم وغيرها من الاحتفالات العامة التي كانت حكرا على الرجل.

وقالت السيدة التي ترتدي نقابا "لا تتخيل كم نحن سعداء اليوم... نشعر بوجود انفتاح بشأننا".

وأضافت قائلة "النساء في كل المستويات الآن، النساء الآن في مجلس الشورى وطبيبات وفي مواقع كبيرة. لذلك لماذا لا ننضم للرجال في أمور (أخرى) تهم بلدنا؟"

وتتوقع الهيئة العامة للترفيه، وهي الجهة الحكومية المعنية بتنظيم احتفالات اليوم الوطني، حضور نحو 1.5 مليون سعودي الاحتفالات في 17 مدينة عبر أنحاء البلاد لمدة أربعة أيام.

وتهدف رؤية 2030 لجلب ما يصل إلى ربع المبلغ الذي ينفقه السعوديون في الخارج حاليا ويقدر بنحو 20 مليار دولار. واعتاد السعوديون على السفر للخارج لحضور عروض وزيارة مراكز تنزه في دبي وغيرها.

ورغم ذلك، فإن احتفالات السبت متاحة مجانا للجمهور.

وقال عيسي دغيري الذي حضر العرض مع زوجته وأطفاله في الرياض إنه تشجع لقبول العائلات في الاستاد الذي يتسع لأربعين ألف متفرج.