إسرائيل تعترف بتدمير ما يشتبه بأنه مفاعل نووي سوري في 2007

رويترز

تم النشر 21 مارس, 2018 19:55

إسرائيل تعترف بتدمير ما يشتبه بأنه مفاعل نووي سوري في 2007

من ستيفن فاريل

القدس (رويترز) - اعترفت إسرائيل للمرة الأولى أنها قصفت ما يشتبه بأنه مفاعل نووي سوري عام 2007 قائلة يوم الأربعاء إن الضربة يجب أن تكون تحذيرا لإيران من أنه لن يُسمح لها بتطوير أسلحة نووية.

ونشر الجيش الإسرائيلي وثائق لم تعد سرية وتشمل لقطات من قمرة قيادة طائرة وصورا ووثائق من المخابرات بشأن الغارة الجوية التي شنتها في السادس من سبتمبر أيلول 2007 على منشأة الكبر قرب دير الزور في شرق سوريا.

وقالت إن المفاعل كان تحت الإنشاء بمساعدة من كوريا الشمالية ولم يكن باقيا على تشغيله سوى شهور. وقال عاموس يدلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية في ذلك الوقت لراديو إسرائيل إنه حتى مع تشغيل المفاعل فإن صنع سوريا سلاحا نوويا كان سيستغرق سنوات.

ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من صحة المواد التي نشرتها إسرائيل.

ويأتي قرار إسرائيل كشف الوثائق بعد دعوات متكررة وجهها في الشهور القليلة الماضية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة حيال إيران حليفة سوريا.

وقال نتنياهو يوم الأربعاء إن إسرائيل مصممة على منع أعدائها من الحصول على أسلحة نووية.

وقال "الحكومة الإسرائيلية وقوات الدفاع الإسرائيلية والموساد منعوا سوريا من تطوير قدرات نووية. وهم يستحقون الإشادة على ذلك. سياسة إسرائيل كانت وستظل متسقة- وهي منع أعدائنا من تسليح أنفسهم بأسلحة نووية".

وقال وزير المخابرات إسرائيل كاتس على تويتر في وقت سابق‭ ‬"عملية (2007) ونجاحها أوضحا أن إسرائيل لن تسمح نهائيا بامتلاك من يهددون بقاءها أسلحة نووية.. آنذاك سوريا واليوم إيران".

وتقول إيران إن أهداف برنامجها النووي سلمية فقط وقد وقعت في عام 2015 اتفاقا قبلت بموجبه فرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو انتقادات للاتفاق.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وأورد الجيش الإسرائيلي بالتفاصيل الأحداث التي أفضت إلى ليلة السادس من سبتمبر أيلول 2007 عندما أقلعت ثماني طائرات إف-16 وإف-15 نفذت المهمة من قاعدتي رامون وحتسريم الجويتين

وقالت إن الطائرات توجهت إلى منطقة دير الزور التي تبعد 450 كيلومترا إلى الشمال الغربي من العاصمة السورية دمشق.

وقال يدلين إن إسرائيل قررت في ذلك الوقت عدم الاعتراف بالغارة على المفاعل حتى لا تدفع الرئيس السوري بشار الأسد للانتقام .

* "سرية للغاية"

ونزع الجيش صفة السرية عن تقارير داخلية "سرية للغاية" للمخابرات باللغة العبرية جرى تنقيح بعضها.

وجاء في تقرير بتاريخ 30 مارس آذار 2007 "أقامت سوريا على أراضيها مفاعلا نوويا لإنتاج البلوتونيوم، من خلال كوريا الشمالية، ويشير تقدير (مبدئي) للسيناريو الأسوأ إلى أن من الممكن تشغيله خلال عام تقريبا".

وتكهنت المخابرات الإسرائيلية بأن تشغيل المفاعل المشتبه به سيحدث بنهاية 2007.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مهمة تدمير المنشأة بدأت الساعة 10.30 مساء من ليل الخامس من سبتمبر أيلول وانتهت بعودة الطائرات الحربية بسلام الساعة 2.30 بعد منتصف الليل.

وقال يدلين إن إعلان يوم‭ ‬الأربعاء يرجع إلى حد ما لأسباب من بينها الضغط الذي مارسته لسنوات وسائل الإعلام الإسرائيلية على الرقابة العسكرية للسماح لها بنشر معلومات من مصادر إسرائيلية بشأن الغارة ونشر مذكرات إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي أمر بالغارة.

وكانت سوريا هي أول من أعلن عن الواقعة وقالت، وفقا لما نشرته رويترز آنذاك، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لتوغل طائرات حربية إسرائيلية.

وتنفي سوريا، وهي إحدى الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970، أن الموقع كان يضم مفاعلا نوويا كما تنفي أي تعاون نووي لها مع كوريا الشمالية.

وفي مذكراته الشخصية (نقاط القرار) كشف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو.بوش أنه ناقش معلومات بشأن المنشأة السورية مع أولمرت قبل تدميرها لكنه لم يقدم الضوء الأخضر لتنفيذ الغارة.

وفي عام 2008 قدمت الولايات المتحدة ما وصفتها بمعلومات تظهر أن كوريا الشمالية ساعدت سوريا "بأنشطة نووية سرية". ورفضت سوريا الاتهامات آنذاك بوصفها جزءا من حملة لإضعاف الثقة في حكومة دمشق.

وتتضمن المواد التي كشفت عنها إسرائيل صورة بالأبيض والأسود التقطتها طائرة وكتبت تحتها عبارة "قبل الهجوم" ويظهر فيها بناء مربع في شكل صندوق وسط كثبان الصحراء وحوله مبان أصغر.

كما تظهر فيديوهات بالأبيض والأسود التقطت من سماء الهدف البناء في نقطة التصويب. ويرد صوت رجل يجري عدا عكسيا لثلاث ثوان ثم يتصاعد دخان أسود من وسط البناء إثر انفجاره. وتظهر لقطات أخرى على ما يبدو آثار العملية وهي حفرة في الأرض يتصاعد منها دخان.

وقال طيار عبر اللاسلكي لقيادة الجيش في تل أبيب "أريزونا"، وهي كلمة السر لنجاح العملية.