جنازة محتج في السودان تتحول لنقطة انطلاق جديدة للاحتجاجات

رويترز

تم النشر 18 يناير, 2019 23:21

جنازة محتج في السودان تتحول لنقطة انطلاق جديدة للاحتجاجات

من خالد عبد العزيز

الخرطوم (رويترز) - اشتبكت الشرطة السودانية مع مشيعين يوم الجمعة خلال جنازة محتج (60 عاما) توفي متأثرا بإصابته بعيار ناري أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي دخلت أسبوعها الخامس.

وقال شاهد من رويترز إن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية بعدما رشقها بعض المحتجين بالحجارة ورددوا شعارات تطالب بإنهاء حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ 30 عاما.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين في منطقة أخرى بالعاصمة الخرطوم وفي مدينة أم درمان المجاورة على الضفة الأخرى لنهر النيل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الجمعة إنه قلق من الوضع في السودان وحث الحكومة على احترام حقوق الإنسان "والإحجام عن أي شكل من أشكال التعامل مع المظاهرات بشكل يقوض تلك الحقوق ويمكن أن يكون خطرا على الناس".

وفي وقت سابق تجمع نحو 5000 مشيع للمشاركة في جنازة معاوية عثمان الذي قُتل بالرصاص يوم الخميس.

وأغلق المحتجون شارعا رئيسيا في حي بري في الخرطوم بالأحجار وهتفوا "لا إله إلا الله" و"شهيد! شهيد". وانخرط كثيرون في البكاء والعويل بينما رفع البعض الأعلام السودانية.

ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى ولم يتسن الوصول إلى الشرطة للتعقيب.

وتناقص عدد المحتجين إلى المئات بعد دفن عثمان وبدء شعائر صلاة الجمعة. وبدأوا يهتفون "يسقط بس" الذي أصبح شعارا للمحتجين يرمز لطلبهم الرئيسي وهو تنحي البشير.

كما هتفوا أيضا "حرية! حرية" و"مليون شهيد لعهد جديد". ووقف بعضهم فوق سيارة الشرطة المقلوبة.

ومع زيادة التوتر في المنطقة انسحبت الشرطة من حي بري تماما وخلت الشوارع من أي وجود أمني. وواصل المتظاهرون احتجاجاتهم في بري بعد الظهر.

وأغلق المتظاهرون شارع الصحافة زلط أحد الشوارع الرئيسية في الخرطوم والذي يمر عبر بعض الأحياء كثيفة السكان. وضمت الاحتجاجات كبار سن ونساء بخلاف المظاهرات السابقة التي كان يغلب عليها الشبان.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وكان في الموقع ما لا يقل عن سبع عربات شرطة وعربات أخرى لقوات الأمن علاوة على أفراد شرطة مكافحة الشغب.

وفي مدينة أم درمان، قال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على عشرات المحتجين أثناء مغادرتهم أحد المساجد في حي ود نوباوي.

* ارتفاع الأسعار

بدأت موجة الاحتجاجات في 19 ديسمبر كانون الأول بسبب ارتفاع الأسعار لكنها سرعان ما تحولت إلى مظاهرات ضد البشير. وأنحى الرئيس باللائمة في الاحتجاجات على "عملاء" أجانب وقال إن الاضطرابات لن تقود إلى تغيير الحكومة مطالبا معارضيه بالسعي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.

لكن الاحتجاجات شبه اليومية تشكل أحد أخطر التحديات وأطولها لحكم البشير الذي يستعد حزبه لتعديل الدستور لمنحه فرصة الترشح لفترة رئاسة جديدة.

واستخدمت قوات الأمن في بعض الأحيان الذخيرة الحية لتفريق المحتجين. وبلغ العدد الرسمي لقتلى الاحتجاجات 24 شخصا منهم اثنان من أفراد الأمن. وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن العدد قد يكون نحو مثلي المعلن رسميا.

وقالت لجنة أطباء السودان المرتبطة بالمعارضة إن طبيبا وطفلا قتلا خلال اشتباكات عنيفة في بري يوم الخميس. وأظهر مقطع مصور بث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت رويترز من صحته قوات الأمن وهي تصوب أسلحتها نحو المحتجين في بري.

ويشهد السودان أزمة اقتصادية محتدمة تتطلب حاليا إصلاحات جذرية أو خطة إنقاذ من دول صديقة.

ويلقي محللون اللوم في ذلك على سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية. وأعلنت الحكومة عن برنامج تقشف عاجل لمدة 15 شهرا في أكتوبر تشرين الأول لكنها ما زالت تقدم دعما كبيرا على السلع الأساسية.

وزاد سعر الفائدة إلى 72.94 بالمئة في ديسمبر كانون الأول ارتفاعا من 68.93 بالمئة في نوفمبر تشرين الثاني.

كما تعرض الاقتصاد السوداني لضربة قوية عند انفصال الجنوب في 2011 آخذا معه نحو ثلاثة أرباع ثروة البلاد النفطية.