إطلاق صاروخ سكود على السعودية يكشف نوايا صالح قبل محادثات سلام يمنية

رويترز

تم النشر 09 يونيو, 2015 22:57

إطلاق صاروخ سكود على السعودية يكشف نوايا صالح قبل محادثات سلام يمنية

من نوح براونينج

دبي (رويترز) - عندما تم إطلاق صاروخ سكود على السعودية كان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يريد أن يبعث برسالة مفادها أنه ينبغي أن يكون طرفا في محادثات السلام القادمة في جنيف التي تهدف إلى إنهاء حرب مستمرة منذ شهرين في البلاد.

وبرز صالح بوصفه الحليف العسكري الرئيسي لمقاتلي جماعة الحوثي الشيعية وهي القوة الأكبر في البلاد الآن. وحكم صالح اليمن لأكثر من ثلاثة عقود قبل أن يستقيل في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة ضده في 2011.

وتستهدف السعودية الحوثيين منذ شهرين بضربات جوية دعما للحكومة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غادر البلاد بعد تقدم الحوثيين.

وتهدف الحملة السعودية التي انضمت لها دول سنية أخرى في جانب منها إلى توجيه رسالة إلى إيران الداعم الرئيسي للحوثيين.

لكن مراقبي شؤون اليمن يقولون إن ما تبقى من صواريخ سكود في البلاد في أيدي صالح والوحدات العسكرية التي تأتمر بأمره وليس في أيدي الحوثيين الذين يدعمهم.

وبإطلاق واحد من هذه الصواريخ يوم السبت وتصعيد الهجمات بالمدفعية الثقيلة على مواقع حدودية في معارك قتل خلالها ستة جنود سعوديين على الأقل منذ يوم الجمعة فإن صالح يبعث برسالة قبل المحادثات التي تبدأ يوم الأحد يذكر فيها الرياض بأن الحرب لن تضع أوزارها من دونه.

وقال فارع المسلمي وهو باحث بمركز كارنيجي للشرق الأوسط "الهجوم الحدودي كان محاولة لاستعراض قوته باعتباره القوة العسكرية الأكبر في اليمن وزيادة نفوذه في جنيف ومنحه اليد العليا."

واستهدف صاروخ سكود أكبر قاعدة جوية في جنوب السعودية وهي المرة الأولى في الصراع التي تستخدم فيها القوات اليمنية صاروخا قادرا على إصابة أهداف بهذا العمق داخل المملكة. وأطلقت السعودية صواريخ باتريوت ففجرت الصاروخ قبل سقوطه.

وقال مايكل إيلمان كبير الباحثين بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "الحوثيون أنفسهم غير مدربين بما يكفي لإطلاق صاروخ مثل هذا. المهارة والخبرة اللازمتان لتشغيل الصاروخ واستهداف قاعدة عسكرية لا تتوفران الا في جيش صالح."

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

*رسالة صاروخية

ينتمي صالح للأقلية الشيعية الزيدية التي حكمت مملكة في شمال اليمن لمدة ألف عام حتى 1962 لكنه حاول سحق الحوثيين عندما كان في السلطة وساعدته السعودية في ذلك خلال حرب عام 2009 ضدهم.

لكن بعد أن تخلى عن الحكم بموجب اتفاق توسطت فيه السعودية وحلفاؤها ليخلفه هادي شكل صالح تحالفا مع المقاتلين الحوثيين. وتنحت الوحدات العسكرية الموالية له جانبا ورفضت الدفاع عن هادي بينما سيطر الحوثيون على العاصمة العام الماضي.

وشهدت المعارك الحدودية في الأيام الأخيرة دورا أكبر في ساحة القتال لوحدات الجيش التي لا تزال موالية لصالح.

وسبق أن تباهى مسؤولون سعوديون بأن حملتهم الجوية دمرت مخزون اليمن من الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب مدن المملكة. وبإطلاق واحد من هذه الصواريخ تظهر قوات صالح أن الحملة لم تقض على تلك القدرة.

وصاحب إطلاق صاروخ سكود هجوم بالمدفعية على الحدود قالت قناة العربية التلفزيونية إنه جرى التصدي له بضربات جوية وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر في معركة استغرقت عشر ساعات.

ويبدو أن الهدف من القتال هو تغيير الحسابات العسكرية في الرياض قبل المحادثات التي تبدأ الأحد. وحين أعد القادة السعوديون لهجوم على الحوثيين كان هدفهم الأكبر هو أن يلقنوا ايران درسا لا أن يشنوا حربا ضد الجيش اليمني.

وقال إيلمان "الأهداف السعودية في اليمن تتعلق اكثر فيما يبدو بالتصدي لإيران وإظهار أنها (الرياض) سوف ترد إذا ما حاولت توسيع نطاق نفوذها في العالم العربي."

ويثبت إطلاق الصاروخ أن حكومة هادي المدعومة من السعودية لم تنتزع السيطرة قط على الوحدات الأكثر قوة في الجيش من صالح.

وقال العقيد شرف لقمان المتحدث باسم القوات الموالية لصالح لقناة المسيرة التابعة للحوثيين يوم السبت "منذ عام 2011 عندما تسلم المدعو عبد ربه منصور هادي زمام الحكم في اليمن عمل على تفكيك منظومة الصواريخ وخاصة الصواريخ الاستراتيجية سكود. وبإرادة رجالنا وقواتنا الباسلة استطعنا إعادة تشغيل هذه المنظومة."

وتابع قوله "وجهنا رسالة بصاروخ واحد إلى العدو السعودي الصهيوني ونحن نريد أن نفهمه بأنه لا بد أن يترتب (عواقب) على تماديه وغطرسته."

وتسببت ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة السعودية على مخازن الصواريخ في أنحاء مختلفة من البلاد في مقتل مئة شخص على الأقل خلال أكثر من شهرين فيما تسببت الضربات في وقوع تفجيرات ثانوية أطلقت الذخيرة في الهواء وأسقطتها على مناطق مدنية.